لماذا يخاف الامام المهدي فلا يظهر الى العيان و يعيش بين الناس ؟

أئمة اهل البيت عليهم السلام مبرؤن من الخوف على أنفسهم من القتل في سبيل الله و هم أشجع الناس في زمانهم و قد ضحوا بنفوسهم الغالية جميعاً من أجل الدين الإسلامي .

خطب الإمام الحسن بن علي عليهما السلام بعد قتل أبيه، فقال في خطبته: "لقد حدثني حبيبي جدي رسول الله صلى الله عليه و آله: "أن الأمر يملكه اثنا عشر إماماً من أهل بيته و صفوته، ما منا إلا مقتول أو مسموم" 1 .

و لقد أثبت أئمة أهل البيت عليهم السلام أنهم في قمة الشجاعة و البسالة و أنهم لا يهابون شيئاً في ساحات القتال و الدفاع عن العقيدة و الشريعة ، و مما يدل على ذلك هو أنه عندما هدد الطاغية ابن زياد الامام علي بن الحسين السجاد عليه السلام في الكوفة بالقتل، قال له السجاد عليه السلام : "أما علمت ان القتل لنا عادة و كرامتنا من الله الشهادة" فأئمة الهدى في قمة الشجاعة، و إنما غيبة الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف هي من أجل الحفاظ على مشروعه الالهي العظيم و الدور المكلف به لا مجرد الحفاظ على نفسه من القتل.

و مثاله مثال النبي المصطفى صلى الله عليه و آله عندما إختفى في الغار، فلم يكن اختفاؤه خوفاً على نفسه بل على مشروعه الالهي العظيم، حيث أنه صلى الله عليه و آله كان الأشجع و مواقفه في الحروب معروفة، يقول فيه الامام علي بن ابي طالب عليه السلام الذي يُضرب به المثل في الشجاعة: "كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنَّا أَقْرَبَ إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ" 2.
فالخوف الذي نتحدث عنه هو خوف على المصالح العامة و الرسالة الملقاة على عاتق الامام و خوف على المشروع الالهي، و نظير ذلك حصل للانبياء و الائمة السابقين.

  • 1. أنظر: كفاية الاثر: 162.
  • 2. نهج البلاغة: 520، طبعة صبحي الصالح.

تعليقتان

صورة العلاقات العامة (PR Islam4u)

معنى الإمام الخائف

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..من صفات الإمام المهدي هو الخائف ولكن ليس المراد من هذا الوصف ،هو الخوف الطبيعي المألوف، بل المقصود الاشارة الى الأخطار التي تتهدده (عليه السلام)، بمعنى انه  (ارواحنا فداه) معرض في كل حين لخطر القتل والتصفية والابادة مثلما كان حال موسى كليم الله ومثلما كان حال سيد الشهداء الامام الحسين (عليه السلام) عندما خرج من مكة بعدما وصلت اخبار خطة اموية لاغتياله في البلد الحرام.وعليه يتضح ان من اهم دلالات لقب (الخائف ) هو ان الامام في حالة مستمرة من الحذر واتخاذ الاحتياطات اللازمة لدرء خطر القتل والتصفية الذي يتهدده، وهذا هو من اهم علل غيبته (عليه السلام) فهي وسيلة لدرء خطر القتل مثلما كان خروج موسى (عليه السلام)  من مصر وتوجهه الى مدين وغيبته فيها وسيلة لدرء مؤامرة قتله التي حاكها الملأ.