ما جزاء مرتكب الزنى ؟

تعريف الزنى

الزِّنى : وَطءُ الذكر للأُنثى حراماً من دون عقد ، و عند فقهائنا هو إيلاج البالغ العاقل ذَكَرَهُ قدر الحشفة في فرج الأُنثى المُحَرَّمة من غير عقد و لا ملك و لا شُبهة عالما مختارا .
و الزاني : فاعل الزنى ، و الجمعُ زناة كقُضاة .

حكم الزنى

و الزنى حرام في الشريعة الإسلامية بنص القرآن الكريم ، فقد قال الله عَزَّ و جَلَّ : ﴿ وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً 1 .
و قال عَزَّ مِنْ قائل : ﴿ الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ 2 .
و قال جَلَّ جَلالُه : ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا 3 .

عقاب الزناة

لمرتكب الزنى ذكراً كان أم اُنثى عقابان :

الاول : العقاب الدنيوي

العقاب الدنيوي لجريمة الزنى هو الحَدُّ الشرعي 4 ، و هو على أنواع :
1. القَتْل : و هو حدُّ الزاني بالمُحرَّمات نَسَبَاً ، و حَدُّ الزاني بإمرأة أبيه ، و حَدُّ من أكره إمرأةً على الزنى .
2. الجَلْدُ 5 .
و أمَّا صورة الجَلْد فهي أن يُجْلَد الرجُلُ و هو واقف ، و يُجَرَّد من ثيابه حين الضرب إن قُبض عليه حين الزنى عارياً ، و إلا فلا تجريد ، و أما المرأة فتُجْلَد جالسة ، و لا تُجَرَّد من ثيابها . و الرَجْمُ 6 معاً : للشيخ 7 المُحْصَن 8 و الشيخة المُحْصَنة .
3. الرَجْمُ فقط : للمُحْصن و المحصنة غير الشيخ و الشيخة .
4. الجَلْدُ و الحَلْقُ و النَفيُ 9 للشاب غير المُحْصَن .
5. الجَلْدُ فقط : للمرأة غير المُحصنة .

الثاني : العقاب الاخروي

أما العقاب الأُخروي لمعصية الزنى فقد تَحَدَّثت عنه روايات عديدة ، منها ما رُوِيَ عن النبي المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) : " أَلَا وَ مَنْ زَنَى بِامْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ أَوْ يَهُودِيَّةٍ أَوْ نَصْرَانِيَّةٍ أَوْ مَجُوسِيَّةٍ ، حُرَّةٍ أَوْ أَمَةٍ ، ثُمَّ لَمْ يَتُبْ مِنْهُ ، وَ مَاتَ مُصِرّاً عَلَيْهِ ، فَتَحَ اللَّهُ لَهُ فِي قَبْرِهِ ثَلَاثَمِائَةِ بَابٍ تَخْرُجُ مِنْهَا حَيَّاتٌ وَ عَقَارِبُ وَ ثُعْبَانُ النَّارِ ، فَهُوَ يَحْتَرِقُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، فَإِذَا بُعِثَ مِنْ قَبْرِهِ تَأَذَّى النَّاسُ مِنْ نَتْنِ رِيحِهِ ، فَيُعْرَفُ بِذَلِكَ وَ بِمَا كَانَ يَعْمَلُ فِي دَارِ الدُّنْيَا حَتَّى يُؤْمَرَ بِهِ إِلَى النَّارِ .
أَلَا وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ حَرَّمَ الْحَرَامَ وَ حَدَّ الْحُدُودَ ، فَمَا أَحَدٌ أَغْيَرَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ، وَ مِنْ غَيْرَتِهِ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ " 10 .
و عَنْ الإمام أمير المؤمنين علي ( عليه السَّلام ) أنه قال :
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " يؤتى بالزاني يوم القيامة حتى يكون فوق أهل النار ، فيقطُرُ قطرة من فرجه فيتأذى بها أهل جهنم من نَتِنِها ، فيقول أهل جهنم للخُزَّان ما هذه الرائحة المنتنة التي قد آذتنا ؟
فيقال لهم : هذه رائحة زانٍ .
و تؤتى بامرأة زانية فيقطُرُ قطرة من فرجها فيتأذى بها أهل النار من نَتِنِها " 11 .

  • 1. القران الكريم : سورة الإسراء ( 17 ) ، الآية : 32 ، الصفحة : 285 .
  • 2. القران الكريم : سورة النور ( 24 ) ، الآية : 3 ، الصفحة : 350 .
  • 3. القران الكريم : سورة الفرقان ( 25 ) ، الآية : 68 ، الصفحة : 366 .
  • 4. المراد بالحَدِّ هنا العقوبة التي نص عليها الشارع ، و أوجب انزالها بالعاصي المرتكب جريمة معينة ، و الغاية منه الرَّدع و الزجر عن المُحَرَّمات ، و يُسمَّى الحَدُّ عُقُوبةً مقَدَّرَة ، لأن الشارعَ هو الذي قدَّرَها .
    و قال الفقهاء : ان أسباب الحد سبعة : الزنى ، و ما يتبعه كاللواط و المساحقة و القياد ، و القذف ، و شرب الخمر ، و السرقة ، و قطع الطريق ، و الارتداد .
  • 5. الجَلْدُ : هو الضَرْبُ بالسَّوط ، و السَّوطُ هو ما يُجْلَدُ به ، و مقدار الجَلْد هو مئةُ سَوط ، لقول الله عَزَّ و جَلَّ : ﴿ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ القران الكريم : سورة النور ( 24 ) ، الآية : 2 ، الصفحة : 350 .
  • 6. الرَجْم : هو القَتْلُ رمياً بالحجارة ، و أمَّا صورة الرَّجْم فهي أن تُحفر حُفرة ، و توضع فيها المرأة إلى صدرها ، و الرجل إلى حَقْوَيه ، ثم يَرْمِي الناسَ على الزاني بأحجار صغار .
    قال

    الإمام الصادق ( عليه السَّلام ) : " تدفن المرأة إلى وسطها ، ثم يرمي الإمام ، و يرمي الناس بأحجار صغار ، و لا يدفن الرجل إذا رجم إلاّ إلى حقويه " .
    هذا ، بعد أن يغتسل ، و يتحنط ، و يلبس الكفن ، أما الصلاة عليه فبعد الموت بالبداهة لأن موضعها صلاة الميت .
    و إذا هرب الزاني من الحفرة وجب اعادته إليها ان كان قد ثبت عليه الزنى بالبَيِّنَة ، و لا يُعاد ، بل يترك و شأنه ان كان هو الذي أقرَّ على نفسه بالزنى ، فقد سئل الإمام ( عليه السَّلام ) عن المحصن إذا هرب من الحفرة ، هل يرد ، حتى يقام عليه الحد ؟ فقال : إذا كان هو المُقِّرُ على نفسه ثم هرب من الحفيرة بعد ما يصيبه شيء من الحجارة لم يرد ، و ان كان قد قامت عليه البينة ، هو جاحد ، ثم هرب رُدَّ و هو صاغر حتى يقام عليه الحد .

  • 7. الشيخ : من جاوز ست و أربعين سنة ، و الشيخ فوق الكهل ، و الجمع شيوخ و أشياخ ، و الشيخة : مؤنث الشيخ .
  • 8. الإحصان في اللغة هو المنع ، و المراد به هنا أن يكون الإنسان البالغ العاقل متزوجاً بالعقد الدائم ، و أن يطأ في القُبُل ، و أن يتهيأ للزوج الوطء متى يشاء ، فإذا لم يكن متزوجاً أو كان ، و لكن لم يحصل وطء ، أو حصل ، ثم غاب عنها أو غابت عنه ، أو امتنعت عنه لسبب من الأسباب فلا يترتب عليه حكم الاحصان .
    و لا تكون المرأة مُحَصنة إلاّ بهذه الشروط ، ما عدا التمَكُّن من الوَطء فانه يعتبر في حق الزوج خاصة دون الزوجة .
  • 9. النَّفْيُ : هو الإبعاد من البلد الذي حُدَّ فيه ، أو من بلد سُكناه إلى بلد آخر .
  • 10. من لا يحضره الفقيه : 4 / 11 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن حسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ الصدوق ، المولود سنة : 305 هجرية بقم ، و المتوفى سنة : 381 هجرية ، طبعة انتشارات اسلامي التابعة لجماعة المدرسين ، الطبعة الثالثة ، سنة : 1413 هجرية ، قم / إيران .
  • 11. الجعفريات ( الأشعثيات ) : 99 ، لأبي علي محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي ، طبعة : المطبعة الإسلامية ، إيران .

5 تعليقات

صورة سيف

اتق ألله

احسنتم شيخنا. .. عجب كل العجب من امرأة تري جسمها للغريب
الذي لا يحل لها إلا بالحلال .هذه متعة الدنيا يومان وعقاب الآخرة بلا نهاية ولاكن ما هو المختلف هذه امرأة وتلك امرأة
لاكن الشيطان يصنع ويغري كل شيء حتى يزنون .لاكن لا أريد
أن أذكر ماهو مذهبهم وترى البعض يزور ويقوم بالخدمة ؟ أنا شخصيا رأيت بأم عيني وسمعت الكثير. .. ثم اني لا أحب أن يقال على المسلمين كلام غير مرضي؟ أعلم انك لاتتحمل وخزة ابرة......أسأل الله أن يهدينا أجمعين

صورة محمد عراقي (mohmad33)

بعض الاحاديث التي تصف عظيم اهوال العذاب

قال النبي (ص): مَنْ فَجَرَ بِامْرَأَةٍ وَلَهَا بَعْلٌ تَفَجَّرَ مِنْ فَرْجِهِمَا مِنْ صَدِيدِ واديا مَسِيرَةَ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ يَتَأَذَّى بِهِ أَهْلُ النَّارِ مِنْ نَتْنِ رِيحِهِمَا وَكَانَا مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَاباً- وَاشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى امْرَأَةٍ ذَاتِ بَعْلٍ مَلَأَتْ‌ عَيْنَهَا مِنْ غَيْرِ زَوْجِهَا أَوْ ذِي مَحْرَمٍ مِنْهَا فَإِنَّهَا إِنْ فَعَلَتْ ذَلِكَ أَحْبَطَ اللَّهُ كُلَّ عَمَلٍ عَمِلَتْهُ فَإِنْ أَوْطَأَتْ فِرَاشَ غَيْرِهِ كَانَ حَقّاً عَلَى اللَّهِ تَعَالَى أَنْ يُحْرِقَهَا بِالنَّارِ بَعْدَ أَنْ يُعَذِّبَهَا فِي قَبْرِهَا. ثواب الأعمال وعقاب الأعمال للشيخ الصدوق ج1 ص286.

عن النبي صلى الله عليه وآله قال ومن زنى بامرأة مسلمة حرة أو أمة فتحت عليه في قبره ثمانية آلاف باب من نار جهنم تخرج اليه حيات وعقارب وشهب من النار إلى يوم القيامة.

قال النبي (صلى الله عليه وآله): لن يعمل ابن آدم عملا أعظم عند الله عز وجل من رجل قتل نبيا، أو هدم الكعبة التي جعلها الله عز وجل قبلة لعباده، أو أفرغ ماءه في امرأة حراما.