سبب الاختلاف في تواريخ ولادات و وفيات المعصومين عليهم السلام هو وجود التعتيم الاعلامي الظالم في عصر الأئمة عليهم السلام و المنع على كل شيء يخص المعصومين عليهم السلام ، و من جملة ذلك ضبط التاريخ و بيانه ، و خاصة احياء المناسبات الدينية التي لها علاقة بأهل البيت عليهم السلام ، و هذا المنع لم يكن لفترة قصيرة بل كان موجوداً بصورة مستمرة حتى عصور متأخرة ، و هو السبب الأول في حصول آراء مختلفة بالنسبة لكثير من تواريخ ولادات و شهادات المعصومين عليهم السلام .
لذلك تجد هذا الاختلاف موجوداً في تاريخ ولادة أو شهادة أغلب المعصومين عليهم السلام ، و على الخصوص في تاريخ استشهاد الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها السلام و الامام الحسن المجتبى و الامام علي بن الحسين و الامام موسى بن جعفر و الامام علي بن موسى الرضا و الامام علي بن محمد الهادي عليهم السلام و غيرهم أيضاً .
و لما ذكرنا فقد تأخذ جماعة من الموالين بتاريخ من هذه المناسبات و لا تأخذ به جماعة أخرى ، و قد تجد جماعة يحتفلون بالولادة و أخرى تقيم العزاء على نفس الامام عليه السلام في بلد آخر ، فمثلاً بالنسبة الى الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام هناك قول بأن ولادته كانت في يوم الجمعة ( 5 ) شهر ذي الحجة ، أو ( 2 ) شهر رجب سنة (212) هجرية ، و بالنسبة لتاريخ شهادته هناك قول بأنها حصلت في ( 26 ) شهر جمادى الثانية أو ( 3 ) من شهر رجب سنة ( 254 ) هجرية . و هكذا ، فمن أراد الجمع بين القولين لزمه احياء ذكرى الولادة و الشهادة في يومين متتاليين .