تقيمك هو: 3. مجموع الأصوات: 14
نشر قبل سنتان
القراءات: 1927

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

ما هو الصّراط المستقيم؟

هذا الصّراط كما يبدو من تفحص آيات الذكر الحكيم هو دين التوحيد و الالتزام بأوامر اللّه. و لكنه ورد في القرآن بتعابير مختلفة.
فهو الدين القيم و نهج إبراهيم عليه السّلام و نفي كل أشكال الشّرك كما جاء في قوله تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ 1، فهذه الآية الشريفة عرّفت الصراط المستقيم من جنبة ايديولوجية.
و هو أيضا رفض عبادة الشيطان و الاتجاه إلى عبادة اللّه وحده، كما في قوله:
﴿ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَأَنِ اعْبُدُونِي هَٰذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ 2.
أمّا الطريق إلى الصراط المستقيم فتمّ من خلال الاعتصام باللّه: ﴿ ... وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ 3.
يلزمنا أن نذكر أنّ الطريق المستقيم هو طريق واحد لا أكثر، لأنه لا يوجد بين نقطتين أكثر من خطّ مستقيم واحد، يشكل أقصر طريق بينهما. من هنا كان الصراط المستقيم في المفهوم القراني، هو الدين الإلهي في الجوانب العقائدية و العملية، ذلك لأن هذا الدين أقرب طريق للارتباط باللّه تعالى. و من هنا أيضا فإن الدين الحقيقي واحد لا أكثر ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ... 4.
و سنرى فيما بعد- إن شاء اللّه- أن للإسلام معنى واسعا يشمل كل دين توحيدي في عصره، أي قبل أن ينسخ بدين جديد.
من هذا يتضح أن التفاسير المختلفة للصراط المستقيم، تعود كلها إلى معنى واحد.
فقد قالوا: إنه الإسلام.
و قالوا: إنه القرآن.
و قالوا: إنه الأنبياء و الأئمة.
و قالوا: إنه دين اللّه، الذي لا يقبل سواه.
و كل هذا المعاني تعود إلى نفس الدين الإلهي في جوانبه الاعتقادية و العملية.
و الروايات الموجودة في المصادر الإسلامية في هذا الحقل، تشير إلى جوانب متعددة من هذه الحقيقة الواحدة، و تعود جميعا إلى أصل واحد منها: عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و سلّم: «اهدنا الصّراط المستقيم صراط الأنبياء، و هم الّذين أنعم اللّه عليهم‌5.
و عن جعفر بن محمّد الصادق عليه السّلام في تفسير الاية: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‌، قال: «الطّريق هو معرفة الإمام»5.
و عنه أيضا: «و اللّه نحن الصّراط المستقيم»5.
و عنه أيضا: «الصّراط المستقيم أمير المؤمنين عليه السّلام»5.
و من الواضح أن النّبي صلّى اللّه عليه و اله و سلّم، و أئمّة أهل البيت عليهم السّلام، دعوا جميعا إلى دين التوحيد الإلهي، و الالتزام به عقائديا و عمليا.
و اللافت للنظر، أنّ «الراغب» يقول في مفرداته في معنى الصراط: إنّه الطريق المستقيم، فكلمة الصراط تتضمّن معنى الاستقامة. و وصفه بالمستقيم كذلك تأكيد على هذه الصفة6.