نحن وفد الرحمن الذين قد اجتُبينا واصطفينا من قبل الله سبحانه وتعالى للمثول إلى أرض الحج المقدسة لنمثل بلادنا التي جئنا منها ومجتمعنا الذي قدمنا منه ، وها هو موسم الحج قد تضاعف عدده عن العدد المقرر وصوله من كل دولة إسلامية حسبما تقول مقررات منظمة المؤتمر الإسلامي . ولكن ؛ متى كان هذا الاصطفاء والانتخاب ولماذا ؟
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد منقذ البشرية حبيب إله العالمين و على آله سفن النجاة و أئمة الهدى . قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ... ﴾ 1 .
إنّ الحديث المتواتر بين الفريقين عن النبيّ ( صلى الله عليه و آله و سلم ) : " إنّ أُمّتي ستفترق بعدي على ثلاث و سبعين فرقة ، فرقة منها ناجية و اثنتان و سبعون في النار " 1 يلزم الباحث المسلم الطالب للنجاة الأُخروية الفحص عن خصوص تلك الفرقة الناجية ، و التمسّك بها دون بقية فرق المسلمين ; لأنّ مؤدّى الحديث النبوي أنّ الاختلاف الواقع ليس في دائرة الظنون و الاجتهاد المشروع ، بل هو في دائرة الأُصول و الأركان من الأُمور القطعية و اليقينية ، أي ممّا قام الدليل القطعي و اليقيني عليها ، و إن لم تكن ضرورية في زمن أو أزمان معيّنة نتيجة التشويش أو التعتيم الذي تقوم به الفرق الأُخرى .
في كنز العمال: عن عليّ بن أبي طالب قال: قالوا: يا رسول الله وكيف نصلّي عليك ؟ قال: " قولوا: اللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد كما صلّيت على إبراهيم و آل إبراهيم إنّك حميد مجيد ، و بارك على محمّد و على آل محمّد كما باركت على إبراهيم و على آل إبراهيم إنّك حميد مجيد "
1 ـ الحرية الدينية : كما أن حياة الإنسان لا تستقيم بدون حرية ، فإن حياته أيضاً لا تستقيم بدون تدين ، لأن التدين حاجة أساسية ضرورية للإنسان ، تشعره بوجود خالقه و رقابته له و حقه عليه ، و امتلاكه للثواب و العقاب ، و أنه الملاذ الأخير له حيث لا ملاذ . و هذا يساهم باستقراره النفسي و الروحي ، و يخلق عنده رقابة ذاتية على سلوكه تساعده على البقاء دائماً ضمن دائرة الصواب و الحق ، و تشعره بالخطأ و تأنيب الضمير كلما خرج من هذه الدائرة ، و الحنين بالعودة إليها . و لا يخفى ما لهذه الرقابة الذاتية من آثار على إصلاح الإنسان و الأسرة البشرية برمتها و على عمارة الأرض و شيوع الحق و الصواب ، و تضييق دائرة الشر و الإنحراف .
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . ﴿ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ ... ﴾ 1 : هناك أناس ينظرون إلى هذه الحياة الدنيا على أنها هي كل شيء بالنسبة إليهم ، وليس قبلها ولا بعدها شيء ، ويتعاملون مع كل ما ومن يحيط بهم على أساس هذه النظرة ، ومن خلالها .
مما يرتبط بمسألتنا هذه ارتباطاً وثيقاً مسألة البداء . و هي مما اشتهرت و عُرفت بها الامامية من فرق الشيعة ، فلهذا ، و لأنها وقعت موقع سوء الفهم عند غير الإمامية ، فذهبوا إلى أن الاعتقاد بها يستلزم نسبة الجهل إلى اللّه تعالى ، رأيت أن أعّرفها و بشيء ـ و لو قليل ـ من التفصيل توضيحاً للعقيدة و دفعاً للشبهة .
تارة يتم الحديث عن الخدم و الموالي في حياة أهل البيت ( عليهم السلام ) من منطلق أساسي في مدى فائدة هذا الأمر ، و أخرى في طريقة التعامل بينهم و بين خدمهم . .
زعم ( تسدال ) أنّ قصّة مريم و ابنها المسيح ( عليهما السَّلام ) لم ترد في كتب النصرانية المعتمدة , و اعتبرها خرافة وهمية , و حجّته في ذلك عدّة شبَةٍ في ذهنه :
من حصائل الصراعات الفكرية بين حضارتنا الإسلامية و الحضارة الغربية الوافدة ، أن تطور أسلوب الدراسات النظرية الإسلامية ، و تطور نمط البحوث العلمية في المراكز و الجامعات الإسلامية ، حيث اخذ يتجاوز الأطر التقليدية في الدرس الشرعي المقصور على دراسة الكتب المقررة حوزوياً ، و الدوران في فلكها توضيحاً و تحشية و شرحاً ، إلى مس واقع حياة المسلمين الراهن...
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على محمد و آله الطيبين الطاهرين يذكر الرواة و المؤرخون أرقاماً عالية للأموال التي كان يعطيها ، أو يبذلها الأئمة عليهم السلام للشعراء ، إذا ما قالوا فيهم ، أو في قضيتهم شيئاً من الشعر . . و من أمثلة ذلك . 1 ـ إنهم يقولون : إن الإمام زين العابدين عليه السلام ، عندما تجاهله هشام بن عبد الملك في الطواف ، و جرى بين هشام و بين الفرزدق من أجل ذلك ما جرى ، يقولون : إن الإمام ( عليه السلام ) قد أعطى الفرزدق ألف دينار ، أو إثنى عشر ألف درهم على اختلاف النقل ، على قوله الأبيات التي أولها : هذا الذي تعرف البطحاء وطـأتـه *** و البيت يـعـرفـه و الحل و الحرم فرفض الفرزدق قبولها ، لأنه إنما قال ذلك غضباً لله و لرسوله ، لكنه عليه السلام أصر عليه بالقبول ، فقبلها . . و القضية أشهر من أن تذكر . . 2 ـ و عندما أنشد الكميت للباقر عليه السلام قصيدته : " من لقلب متيم مستهام . . " قال له : يا كميت ، هذه مئة ألف جمعتها لك من أهل بيتي .
استعمل المصحف بالمعنى اللّغوي في روايات ( جمع القرآن ) حتى عهد عثمان . فقد روى البخاري عن الصحابي زيد بن ثابت ما ملخّصه : أنّ الخليفة أبا بكر أمره بجمع القرآن . قال : فتتبعتُ القرآن أجمعه ، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله ، ثمّ عند عمر في حياته ، ثمّ عند حفصة بنت عمر .
علينا الأعتراف بحق الاختلاف و حرية الرأي . اختلاف العلماء في القضايا الدينية عنصر إثراء للمعرفة و تكريس لحرية لاجتهاد . الإنسان حر في الاختيار .. و يتحمل مسؤولية قراره و اختياره أمام الله تعالى . ساحاتنا الدينية بحاجة إلى اعتراف بحق الخلاف و تعزيز حرية الرأي . الوصاية الفكرية تهدف إلى فرض الهيمنة على الآخرين .
﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ... ﴾ 1 عاشت قضية الغدير في الوجدان المسلم طيلة هذه القرون التي امتدت منذ أن وقف رسول الله صلى الله عليه و سلم في الثامن عشر من شهر ذي الحجة عام احد عشر للهجرة آخذا بيد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام معلنا للأمة الإسلامية النص الجلي في إمامته و خلافته من بعده بعد أن مهد لذلك تلميحا مرّة و تصريحا أخرى على امتداد الزمان الذي عاشه رسولا لهذه الأمة و هو يعيش بين ظهرانيها .
في التاريخ مصارع كثيرة . . و فجائع مثيرة يذهل الفكر أمامها حائراً . . و لكن فاجعة « كربلاء » قد أجمع المؤرخون بأنها من أشد الفجائع أثراً في النفوس . . . و أقسى المصارع وقعاً على القلوب . . ذلك لما وقع على ساحة الطف في كربلاء بالعراق من مجزرة بآل النبي و أصحابهم يوم العاشر من محرم سنة إحدى و ستين للهجرة الموافق لسنة 85 ميلادية . حيث حوصر فيها الإمام أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) هو و آله و فتية من بني هاشم و جملة من أصحابه من أهل العراق و الحجاز . .
الإنسان ـ كما وصفه القرآن ـ صفوة الخليقة و فلذتها و سرّها الكامن في السلسلة الوجود . لا تجد وصفاً عن الإنسان وافياً ببيان حقيقته الذاتية التي جَبَله الله عليها ـ في جميع مناحيها و أبعادها المترامية ـ في سوى القرآن . يصفه بأجمل صفات و أفضل نعوت لم يُنْعَم بِها أيّ مخلوق سواه ، و من ثَمَّ فَقد حظى بعناية الله الخاصّة و حُبي بكرامته منذ بدء الوجود . و لنشر إلى فهرسة تلكم الصفات و الميزات التي أهّلته لمثل هذه العناية و الحباء : 1 ـ خلقه الله بيديه : ﴿ ... مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ... ﴾ 1 .
نحن نعلم أنّ هذه الليلة مرتبطة بنزول القرآن الكريم ، ولأنّنا نؤمن بالقرآن ، ونعرف أنّه ميلاد حضارتنا وأمّتنا وشخصيّتنا ، وأنّه منقذنا وقوام حياتنا وسلوكنا وبصائرنا في هذه الحياة ، فإنّ من الواجب أن نخصّص ليالٍ في العام نحتفل فيها بذكرى نزول القرآن الكريم .