نشر قبل 5 سنوات
تقيمك هو: 4. مجموع الأصوات: 43
القراءات: 6905

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

علي سجد لله لا للاصنام

نص الشبهة: 

أشكل بعض الناس على الروايات التي تذكر سجود علي «عليه السلام» في جوف الكعبة حين ولادته. و قال: فقد كانت الأصنام في جوف الكعبة، فيكون سجود علي «عليه السلام» لها..!

الجواب: 

ونقول:
أولاً: إن الله عز وجل لم يطلع هذا القائل الغريب الأطوار على غيبه هذا، ولا أخبره به نبي، ولا وصي.. وإذا كان السجود من هذا الطفل لا يكون إلا بتدخل إلهي، يهدف إلى إظهار الكرامة له «عليه السلام»، فالله لا يصنع الكرامة لعلي، لكي يعظم الأصنام، بل ليكون تعظيمه له تبارك وتعالى دون سواه.
ثانياً: يضاف إلى ذلك: أن النية هي التي تعين من يكون السجود له، ولم يطلع الله أحد على تفصيل نية علي «عليه السلام» في سجوده آنئذ..
ثالثاً: إن النص التاريخي يقول: إنه سجد لله، وشهد بالوحدانية، وبالرسالة.. 1.
وفي نص آخر: سجد على الأرض، وهو يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وأشهد أن علياً وصي محمد رسول الله، وبمحمد ختم الله النبوة، وبي تتم الوصية، وأنا أمير المؤمنين.. 2.
وفي نص آخر: أنه «عليه السلام» لما ولد سجد لله على الأرض، وحمده 3.
فلا معنى للإجتهاد في مقابل النص، بادِّعاء: أنه «عليه السلام» قد سجد للأصنام!!
رابعاً: إن قول هذا القائل حجة عليه، فهل يستجيز لنفسه أن يغير دينه، ويعبد الأصنام، والعياذ بالله، استناداً إلى وهمه هذا بأن المعجزة قد ظهرت له فيها؟!..
وهل يمكن أن يظهر الله أمراً يوجب التغرير بعباده، ويوقعهم في الشبهة والباطل؟! تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
ولأجل ذلك نقول:
إن كل من يسمع منه هذا القول لا بد أن يعلن تكذيبه له، وسخريته به، ويعتقد أن الله لا يصنع للأصنام أي شيء يدل على علو شأنها، وبذلك يحقق توحيد الله، وتنزيهه تبارك وتعالى..
وأخيراً: فإنني لا أدري ماذا يقول هذا الرجل عن أهل نحلته، الذين ما زالوا يقولون عن علي «عليه السلام» إذا ذكروه: كرم الله وجهه، وحجتهم في ذلك أنه «عليه السلام» لم يسجد لصنم قط 4.

  • 1. راجع: مستدرك سفينة البحار ج6 ص282.
  • 2. روضة الواعظين ص79 ومناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ج2 ص173 و (ط المكتبة الحيدرية) ج2 ص22 وبحار الأنوار ج35 ص11 و 14 و 104 وج38 ص125 والدر النظيم ص232 والفضائل لابن شاذان ص136 و (ط المكتبة الحيدرية ـ سنة 1381هـ ـ 1962م) ص58 وجامع الأخبار ص57 و 58 ومعارج اليقين في أصول الدين للشيخ محمد السبزواري ص58 والأنوار العلوية ص33 و 37.
  • 3. مناقب آل أبي طالب ج3 ص38 وبحار الأنوار ج39 ص48.
  • 4. الصحيح من سيرة الإمام علي عليه السلام أو (المرتضى من سيرة المرتضى)، السيد جعفر مرتضى العاملي، المركز الإسلامي للدراسات، 1429هـ. ـ 2009م. الطبعة الأولى، الجزء الأول.