نشر قبل 7 سنوات
تقيمك هو: 5. مجموع الأصوات: 30
القراءات: 8174

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

لا قسوة في عقاب الآخرة

نص الشبهة: 

لماذا يعاقب الله سبحانه الناس ، خصوصاً بهذا الحجم من القسوة فإنه إذا كان رحيماً ، فلماذا لا يعفو عنهم . . أم يعقل أن يكون تعالى يريد التشفي بالمذنبين ، بتعريضهم للعقوبات القاسية ؟!

الجواب: 

بسمه تعالى ، وله الحمد ، والصلاة والسلام على محمد وآله . .
وبعد . .
فإن العقوبة للمذنب هي مقتضى العدل الإلهي . . والعقوبة رحمة للبشر ، لأنها تردع أصحاب الأهواء وتمنعهم من تدمير حياة الناس ، ومن تضييع الغاية من الخلق ، و الأهداف الإلهية الكبرى . .
وفيها أيضاً شفاء لصدور قوم مؤمنين ، مظلومين مضطهدين . . لا بد من شفائها ، إذ بدون ذلك ، فإن حق هذا الفريق من الناس سوف يضيع ، وحاشا لله سبحانه أن يضيع حق أحد . .
ولا شك أن الجزاء الإلهي هو بمقدار الاستحقاق في العقوبات ، وبمزيد من التفضل والتكرم في المثوبات وأما الحديث عن رحمة الله سبحانه . . فهو إنما يصح ، حيث يستحق ذلك العاصي الرفق والرحمة ، وذلك إنما يكون في صورة ما لو كان العصيان قد جاء بسبب غلبة الهوى ، والاغترار بستر الله المرخى عليه . .
أما إذا كان يمارس المعصية استخفافاً بالله سبحانه ، أو تعمداً لهتك حرمته تعالى ، والطغيان والتمرد عليه ، ومبارزته في سلطانه . . فإن الرحمة بهذا النوع من الناس لا تنسجم مع الحكمة الإلهية . . وهي توجب بطلان التكليف ، وسقوط نظام الحياة من أساسه . . ولم يكن ثمة من دافع للطاعة ، ولا رادع عن المعصية . .
وأما بالنسبة للتشفي الإلهي فحاشا ، سبحانه وتعالى عن ذلك علواً كبيراً ، إذ ليست العقوبة الإلهية بالأمر الذي يعود نفعه على الله سبحانه ، وإنما هي أعمال العباد ترد إليهم ، وتعود آثارها عليهم . .
قال تعالى : ﴿ ... وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ 1 .
وقال تعالى : ﴿ يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ ﴾ 2 .
والحمد لله ، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله الطاهرين 3 .

  • 1. القران الكريم: سورة التوبة (9)، الآية: 34، الصفحة: 192.
  • 2. القران الكريم: سورة التوبة (9)، الآية: 35، الصفحة: 192.
  • 3. مختصر مفيد . . ( أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة ) ، للسيد جعفر مرتضى العاملي ، « المجموعة الثانية » ، المركز الإسلامي للدراسات ، الطبعة الأولى ، 1423 2002 ، السؤال (94) .