الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

هل تزوج علي عليه السلام في حياة الزهراء عليها السلام؟

نص الشبهة: 

هل صحيح أن الإمام علياً عليه السلام تزوج في حياة الزهراء عليها السلام، والدليل على ذلك أن الحنفية، ليست من سبي أبي بكر كما يذهب بعض المحققين.. فما هو رأيكم؟

الجواب: 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..
أما بالنسبة للسؤال عن زواج علي عليه السلام في حياة فاطمة عليها السلام فنقول:
قد جاء في الروايات: أنه لم يكن يحق للإمام علي عليه السلام أن يتزوج في حياة السيدة الزهراء عليها السلام، حيث روي عن الإمام الصادق عليه السلام، أنه قال: حرم الله النساء على علي ما دامت فاطمة حية، لأنها طاهرة، لا تحيض.. 1.
ولكن قد يقال:
إن ذلك لا يعني أنه لم يكن يجوز لعلي أن يتسرى.. ولأجل ذلك ورد: أنه قد فعل ذلك، واشتكى عليه بريدة لرسول الله صلى الله عليه وآله بتحريض من خالد بن الوليد وغيره، فلم يقبل منه الرسول صلى الله عليه وآله 2 ولكننا قد ناقشنا هذه المقولة . .
وقلنا : إن حديث بريدة لا يدل على ذلك.. فراجع كتاب مختصر مفيد ج5 ص 94 ـ 96.
وأما بالنسبة للحنفية أم محمد بن علي المعروف بابن الحنفية، وهل هي من سبي أبي بكر أم لا.
نقول: إن البعض وإن كان قد ادَّعى ذلك، ولكننا نجد نصوصاً أخرى تقول: إنها كانت أمة، وكان علي عليه السلام قد اشتراها واتخذها أم ولد. والظاهر أن شراءه لها كان في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله، فولدت له محمداً المعروف بابن الحنفية، وذلك بعد السيدة فاطمة عليها السلام 3.
وأما إن كانت ولادته في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله، ولم نقل: إن ما روي عن الإمام الصادق عليه السلام مختص بالزواج الدائم، فلا بد أن يحمل ذلك على أن زواجه بالحنفية، قد كان بإذن من رسول الله صلى الله عليه وآله، وفاطمة عليها السلام، لسرٍّ ولخصوصيةٍ في محمد بن الحنفية رحمه الله..
وقد ذكرنا بعض ما يرتبط بهذا الأمر في كتابنا: «دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام» 4 فراجع..
والحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 5..

  • 1. البحار ج 43 ص 16 و 153 ومقتل الحسين للخوارزمي ج1 ص64 ومناقب آل أبي طالب ج3 ص330 وتهذيب الأحكام ج7 ص475 وبشارة المصطفى ص306 و الأمالي للطوسي ج1 ص42 والعوالم ج11 ص66 و 387 ومستدرك الوسائل ج2 ص42 وفاطمة بهجة قلب المصطفى ج1 ص159 وضياء العالمين ج2 قسم 3 ص7 مخطوط.
  • 2. هذا الحديث رواه عموم أهل السنة في مجاميعهم الحديثية، وفي كتب السيرة ، والتراجم، وغير ذلك، فراجع على سبيل المثال لا الحصر ما يلي: صحيح البخاري كتاب النكاح باب ذب الرجل عن ابنته، في الغيرة والإنصاف، وكتاب الخمس، وكتاب المناقب، وصحيح مسلم ج 7 ص 141 وفي فضائل فاطمة (عليها السلام)، ومسند أحمد ج 4 ص 328 وحلية الأولياء ج 2 ص 40 والسنن الكبرى للبيهقي ج 7 ص 64 والمستدرك على الصحيحين للحاكم ج 3 ص 158 و159 وغوامض الأسماء المبهمة ص 340 و341 وسنن ابن ماجة ج 1 ص 616 وأسد الغابة ج 5 ص 521 والجامع الصحيح للترمذي ج 5 ص 591 و597 ونزل الأبرار ص 82 و83 والسيرة الحلبية ج 2 ص 208 والمناقب لابن شهرآشوب ج 1 ص 4 وسنن أبي داود ج 2 ص 326 وتلخيص الشافي ج 2 ص 276 والغدير ج 3 ص 216 والبحر الزخار ج 6 ص 435 وجواهر الأخبار والآثار (بهامش البحر الزخار) للصعدي، ومصابيح السنة ج2 ص257 وكنز العمال ج 15 ص 24 ـ 125 و126 و271 والبداية والنهاية ج 7 ص 344 و345 ومحاضرة الأدباء المجلد الثاني ص 234 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج 12 ص 51 و88 وج 4 ص 64 ـ 66 وتهذيب التهذيب ج 7 ص 90 وفتح الباري ج 7 ص 6 وج 9 ص 286 ونسب قريش ص 87 و312 والمصنف للصنعاني ج 7 ص 300 و301 و302 .
  • 3. قاموس الرجال ج 9 ص 246 ط جماعة المدرسين قم، وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج 1 ص 243 ـ 246 .
  • 4. دراسات وبحوث في الإسلام ج 1 ص 249 ـ 254.
  • 5. مختصر مفيد.. (أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة)، السيد جعفر مرتضى العاملي، «المجموعة التاسعة»، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى، 1424 هـ ـ 2004 م، السؤال (489).