الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

هل يعقل ان يكون النبي فشل في اختيار أصحابه في مقابل نجاح الخميني في ذلك ؟!

نص الشبهة: 

هل يعقل أن يكون النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فشل في اختيار أصحابه ، في مقابل نجاح الخميني في ذلك ؟!

الجواب: 

إنّ هذا السؤال من أتفه الأسئلة ، والقلم يخجل أن يكتب السؤال والإجابة عنه ، فإنّ السائل يتصور أنّ الشيعة يعتقدون بأنّ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فشل في تربية أصحابه . كلا وألف كلا فإنّه ( صلى الله عليه وآله وسلم) حاشاه أن يفشل في ذلك ، فمن بين أصحابه من بلغ من التقى والفضل من تُستدر به السماء وتنزل بدعائه الرحمة وما أكثر أمثال هؤلاء ، ولذلك وصفهم الإمام علي ( عليه السلام ) بقوله : « أَيْنَ الْقَوْمُ الَّذِينَ دُعُوا إِلَى الاِْسْلاَمِ فَقَبِلُوهُ ، وَقَرَأُوا الْقُرْآنَ فَأَحْكَمُوهُ ، وَهِيجُوا إِلى الْجِهَادِ فَوَلِهُوا وَلَهَ اللِّقَاحِ إِلَى أَوْلاَدِهَا ، وَسَلَبُوا السُّيُوفَ أَغْمَادَهَا ، وَأَخَذُوا بِأَطْرَافِ الاَْرْضِ زَحْفاً زَحْفاً ، وَصَفّاً صَفّاً . بَعْضٌ هَلَكَ ، وَبَعْضٌ نَجَا . لاَ يُبَشَّرُونَ بِالاَْحْيَاءِ ، وَلاَ يُعَزَّوْنَ عَنِ الْمَوْتى ، مُرْهُ الْعُيُونِ مِنَ الْبُكَاءِ ، خُمْصُ الْبُطُونِ مِنَ الصِّيَامِ ، ذُبُلُ الشِّفَاهِ مِنَ الدُّعَاءِ ، صُفْرُ الاَْلْوَانِ مِنَ السَّهَرِ . عَلَى وُجُوهِهِمْ غَبَرَةُ الْخَاشِعِينَ . أُولئِكَ إِخْوَانِي الذَّاهِبُونَ . فَحَقَّ لَنَا أَنْ نَظْمَأَ إِلَيْهِمْ ، وَ نَعَضَّ الاَْيْدِيَ عَلَى فِرَاقِهِمْ» 1 .
ورغم ذلك فلم يكن أصحابه ( صلى الله عليه وآله وسلم )على نمط واحد بل كان فيهم :
1 . المنافقون 2 .
2 . مرضى القلوب 3 .
3 . السماعون 4 .
4 . خالطو العمل الصالح بغيره 5 .
5 . من أسلم ولم يؤمن 6 .
6 . المؤلفة قلوبهم 7 .
7 . الفاسقون 8 .
8 . المتفرقون عن صلاة الجمعة 9 .
إلى غير ذلك من الأصناف الّتي يجدها الباحث في أحوال الصحابة في القرآن الكريم والسنة النبوية والتاريخ الصحيح .
حتّى كان من بين أهل المدينة من مرد على النفاق ولا يعلمه النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، قال سبحانه : ﴿ ... وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ ... 10 .
فعلى ضوء ذلك فالنبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كسائر الأنبياء لم يفشل في اختيار أو تربية أصحابه أبداً ، وكانت سنة الله سبحانه في الأُمة المرحومة كسنته في الأُمم السابقة 11 .

  • 1. نهج البلاغة ، الخطبة 117 ، شرح محمد عبده .
  • 2. سورة المنافقون .
  • 3. الأنفال : 49 .
  • 4. التوبة : 45 .
  • 5. التوبة : 102 .
  • 6. الحجرات : 14 .
  • 7. التوبة : 60 .
  • 8. الحجرات : 6 .
  • 9. الجمعة : 11 .
  • 10. القران الكريم : سورة التوبة ( 9 ) ، الآية : 101 ، الصفحة : 203 .
  • 11. هذه الإجابة نُشرت على الموقع الالكتروني الرسمي لسماحة آية الله العظمى الشيخ جعفر السبحاني دامت بركاته .