ما هو سبب اطلاق لقب اية الله او اية الله العظمى على بعض العلماء؟

معنى الآية في اللغة و المصطلح الديني:
الآية في اللغة هي العلامة الدالة على شيء، و آية الله هي العلامة التي تدُلُّ على الله، قال الشاعر: و في كل شيء له آيةٌ *** تَدُلُّ على أنَّهُ واحدُ.
قال الله عَزَّ و جَلَّ: ﴿ قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا 1
و قال جَلَّ جَلالُه: ﴿ وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ 2
و معنى الآية كما قال العلامة المحقق آية الله السيد مرتضى العسكري (رحمه الله) فهي في اللّغة: العلامة الواضحة على شي‌ء محسوس، أو الأمارة الدالّة على شي‌ء معقول.
و في المصطلح الإسلامي قد تكون "الآية": معجزة من معاجز الأنبياء أو جملة من ألفاظ سورة قرآنيّة معيّنة بالعدد، أو فصلاً، أو فصولاً من كتاب اللّه تبيِّنُ حكماً من أحكام شريعته 3.
أما سبب إطلاق لقب " آية الله " على الفقهاء و المراجع فإنما هو لأنهم يُذَكِّروننا بالله و يرشدوننا إلى إتباع تعاليمه، و لقد رَوَى الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) عن النبي المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) أنه قال: قَالَتِ الْحَوَارِيُّونَ لِعِيسَى: يَا رُوحَ اللَّهِ مَنْ نُجَالِسُ؟
قَالَ: "مَنْ يُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ رُؤْيَتُهُ، وَ يَزِيدُ فِي عِلْمِكُمْ مَنْطِقُهُ، وَ يُرَغِّبُكُمْ فِي الْآخِرَةِ عَمَلُهُ" 4.
و العلماء الفقهاء المراجع ( حفظهم الله ) هم من مصاديق هذا الحديث الشريف حيث أنهم يذكروننا بالله و يرغبوننا في إطاعته، فهم من آيات الله.
ثمَّ لا بُدَّ أن يُعلم أن لقب آية الله إنما هو وسام معنوي يقلده المؤمنون و ذوي الخبرة من العلماء كلَّ من وصل إلى مرحلة عالية من العلم الديني و الفقاهة و التقوى، و حملة هذا اللقب أو غيره من الألقاب المعنوية الأخرى لم يطلقوا هذه الألقاب على أنفسهم بل الآخرين هم الذين يطلقونها عليهم تقديراً لجهودهم و تضحياتهم و خدماتهم العلمية و ذلك لأنهم وقفوا جُلَّ عمرهم لخدمة الدين الإسلامي و الأمة الإسلامية ، و هم في الغالب لا يميلون إلى ذلك ، بل لا يذكرون أنفسهم إلا بأسماء مجرده عن العناوين و الألقاب ، بل يضيفون إليها ألقاباً متواضعة جداً، و تشهد أختامهم و توقيعاتهم في نهاية كتاباتهم على ذلك، و من تلك الأختام و التوقيعات التي يستخدمونها: العبد، الأحقر، أقل طلبة العلم، و غيرها.
معنى آية الله العظمى؟
أما بالنسبة إلى صفة العظمى التي تُضاف إلى لقب آية الله فهي للتمييز بين الفقهاء العظام المراجع أصحاب الفتوى و غيرهم من العلماء الذين ليست لهم رسالة عملية.

  • 1. القران الكريم : سورة مريم ( 19 ) ، الآية : 21 ، الصفحة : 306 .
  • 2. القران الكريم : سورة يس ( 36 ) ، الآية : 33 ، الصفحة : 442 .
  • 3. لمزيد من التفصيل، انظر كتاب: مصطلحات قرآنية.
  • 4. الكافي: 1/39، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني، المُلَقَّب بثقة الإسلام، المتوفى سنة: 329 هجرية، طبعة دار الكتب الإسلامية، سنة: 1365 هجرية/شمسية، طهران/إيران.

10 Comments

رائد's picture

اية الله

ان لفظ اية الله العظمى من مختصات ال البيت وليس لاحد ان يتقمص ثوبهم وهناك احاديث تحذر من هذه الاشياء

مهند الفحام's picture

لا اتفق وغير مقنع الاستلال

ما هو الربط بين التذكير بالله وكونه ايه ؟ كل ايه تذكر بالله ولكن ليس كل من يذكر بالله ايه ! ومن يدعي من غير العصومين ان قوله على الله دال على حقيقة الله فقد يكون اجتهادا خاطيء منه - وان كان مثاب عليه - اضف الى ان واجب المجتهد استنباط الاحكام الشرعية بشكل حرفي ليقلده الناس وليس واجبه التذكير بالله والتقليد بالعقائد باطل كما هو حال اغلب العلماء ... اما لفظ ايه فلا يجود اطلاقه الا ماثبت بالنص خصوصا كالدعاء الوارد بحق امير المؤمنين " ايتك العظمة والنبا العظيم" او تطلق بوجه عام على كل خلق الله كونهه ايات ودلالات القدرة

الاسدي's picture

هذا تعدي على مقام المعصوم

اية الله العظمى هو امير المؤمنين لا احد غيره لانه جاء بنص .فباي دليل يساوي المجتهد الذي يخطأ ويصيب نفسه بدرجة المعصوم الا توجد القاب اخرى تميز العلماء الا لقب امير المؤمنين ..اية الله العظمى ..

العلاقات العامة (PR Islam4u)'s picture

ألقاب علمائية

أخي الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

إن إطلاق هذه الأوصاف على العلماء والمجتهدين لم يكن وليدة اليوم بل إن توصيف العلماء ببعض الألقاب يعود إلى أواخر العصر العباسي فظهر لقب (حجّة الإسلام) الذي ربما اختصّ بأبي حامد الغزالي (505هـ) وقد تطور في العصر الصفوي والقاجاري .. إذن فالأمر لا يمثل مبدأ وعقيدة شرعية يكفر من لا يعتقد بها . إن إطلاق هذه الأوصاف هومجرّد اصطلاح يراد منه بيان علوّ درجة العالم وتقدّمه على أهل زمانه ليس إلا، حيث الجميع يعرف أنّ هذا العالم أو ذاك ليس أكبر آية لله على الإطلاق في خلقه برمّته. و عليه فإنه من الناحية الشرعية فلا حرمة لإطلاق هذه الألقاب على العلماء الأعلام ،باعتبارهم أنهم من يذكرون بالله ، كما أن عجائب عالم الطبيعة تذكر الإنسان بالله تعالى فهي أيضا آية الله تعالى . ثانيا إن العلماء هم ورثة الأنبياء ولهم المكانة العليا لأن علومهم ومعارفهم تعتمد على القران الكريم والراويات الصحيحة الواردة عن أهل البيت (ع) وهم خزائن آيات الله بلا شك. فإذا كان أهل البيت (ع) آيات الله و خزائنها فمن ينقل عنهم ويرشد إليهم فهم الأدلاء على الله وآياته . ولكن من الناحية الإجتماعية وانطلاقا من أنّ هذه الألقاب ليست جزء من المنظومة الدينية فقد دعا بعض الباحثين إلى استخدام ألقاب واقعيّة مثل كلمة المرجع، والمرجع الديني، والفقيه، والمجتهد، والمفسّر، والمحدّث، والفيلسوف، والمتكلّم، واللغوي، والقاضي، والمفتي، وغير ذلك من الأوصاف التي تحفظ حرمة هؤلاء الأشخاص من جهة، وتعطيهم ـ من جهة ثانية ـ مكانتهم، دون محاذير على المستوى الاجتماعي والثقافي والنفسي والتوعوي العام.

وفقك الله 

عدي الفضلي 's picture

النجف الاشرف

حسب كلامك بما ان العالم والمرجع يدل الناس على الله فاذن هو اية الله ولم سلمنا بذلك لكان المفروض ان تقول اية على الله وليس اية الله لان الله تعالى لم ينصبه اية على الناس وانما هو الذي طلب العلم من نفسه ورغب بان يدل الناس على الله وقد يكون دلالاته على الله غير صحيحة ومغلوطة لكونها نابعه من فهمه العقلي للدين وليس من تفهيم الله له كما المعصومين عليهم السلام .

عبد الله 's picture

اية الله

هذا القب خاص بالانبياء والاوصياء لانن اختيارهم امر الاهي ميصير نطلقه على غير المختارين من قبل الله

صلاح التميمي's picture

آية الله

مع كامل احترامنا لجميع الالقاب والمسميات ولجميع العلماء الاجلاء ومكانتهم العلمية ... فان اطلاق لقب آية الله على الاشخاص مهما كانت منزلتهم ماعدى الانبياء والاوصياء والائمة الاثنى عشر المعصومين ، غير صحيح وتحتاج الى مراجعة وتصحيح وفقا لما جاء في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه الكريم وآل بيته الطاهرين ومن الله التوفيق .