حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
- الغيب - الغيب المطلق - الغيب النسبي - الغيبيان - علم الغيب - معنى الغيب - من يعلم الغيب
هل يعرف الغيب غير الله ؟
لدى مراجعة القرآن الكريم نجد أن ظاهر عدد من الآيات تنفي إمكانية إطلاع الإنسان على الغيب و تصرح بأن العلم بالغيب و الشهادة مختص بالله جل جلاله ، فهو العالم بالغيب و ليس لأحد من الخلق سبيل إلى معرفة الغيب ، و من تلك الآيات :
1. قال عَزَّ من قائل : ﴿ قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ﴾ 1 .
2. و قال عَزَّ و جَلَّ : ﴿ وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ﴾ 2 .
لكن بعد التدَبُّر في مجموع الآيات التي تتحدث عن الغيب يتضح للباحث أن العلم بالغيب يكون على قسمين :
1. العلم بالغيب على وجه الأصالة و الذاتية و الإطلاق و الإرسال ، و هو مختص بالله عَزَّ و جَلَّ ، فلا يُشاركه فيه غيره ، و إليه تُشير الآيات النافية الآنفة الذكر .
2. العلم بالغيب على وجه التبعية ، بإذن الله و تعليمه ، و هذا العلم لا يكون إلا عرضياً و إكتسابياً و مقيداً و محدوداً ، يَطَّلِع عليه الأنبياء و الأئمة ( عليهم السَّلام ) و من شاء الله عَزَّ و جَلَّ تعليمهم به .
و يدل عليه من القرآن الكريم آيات كثيرة ، منها :
1. قول الله عَزَّ و جَلَّ : ﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا * لِيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا ﴾ 3 .
2. قوله عَزَّ من قائل : ﴿ مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاء فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ 4 .
3. قوله تعالى : ﴿ ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ ﴾ 5 .
4. قوله جل جلاله : ﴿ ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴾ 6 .
- 1. القران الكريم : سورة النمل ( 27 ) ، الآية : 65 ، الصفحة : 383 .
- 2. القران الكريم : سورة الأنعام ( 6 ) ، الآية : 59 ، الصفحة : 134 .
- 3. القران الكريم : سورة الجن ( 72 ) ، الآيات : 26 - 28 ، الصفحة : 573 .
- 4. القران الكريم : سورة آل عمران ( 3 ) ، الآية : 179 ، الصفحة : 73 .
- 5. القران الكريم : سورة يوسف ( 12 ) ، الآية : 102 ، الصفحة : 247 .
- 6. القران الكريم : سورة آل عمران ( 3 ) ، الآية : 44 ، الصفحة : 55 .