واعلم أنّ ما ورد في هذا الشهر الشريف من الاعمال نوعان : أعمال عامّة تؤتى في جميع الشهر ، وأعمال خاصّة تخصّ أيّاما أو ليالي خاصّة منه ، والاعمال العامّة هي ما يلي : الأول : أن يقول في كل يوم سبعين مرة : اسْتَغْفِرُ الله وَأَسْأَلُهُ التَّوْبَةَ. الثاني : أن يستغفر كل يوم سبعين مرة قائلاً : أسْتَغْفِرُ الله الَّذِي لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ الحَيُّ القَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ.
اعلم أنّ شهر شعبان شهر شريف وهو منسوب إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله وكان صلىاللهعليهوآله يصوم هذا الشهر ويوصل صيامه بشهر رمضان ، وكان صلىاللهعليهوآله يقول: شعبان شهري من صام يوما من شهري وجبت له الجنة.
يوم المبعث هو عيد من الأعياد العظيمة وفيه كان بعثة النبي صلىاللهعليهوآله وهبوط جبرئيل عليه صلىاللهعليهوآله بالرسالة ، ومن الاعمال الواردة فيه : الأول : الغسل. الثاني : الصيام ، وهذا اليوم أحد الأيام الأَرْبعة التي خصت بالصيام بين أيام السنة ، ويعدل صوم هذا اليوم صيام سبعين سنة. الثالث : الاكثار من الصلاة على محمد وآل محمد.
قال الشيخ في (المصباح) : روي عن أبي جعفر الجواد عليهالسلام قال إنّ في رجب ليلة هي خير للناس مما طلعت عليه الشمس ، وهي ليلة السابع والعشرين منه نُبِّيَ رسول الله صلىاللهعليهوآله في صبيحتها ، وإنّ للعامل فيها من شيعتنا مثل أجر عمل ستين سنة. قيل : وما العمل فيها؟
وهي عديدة نقتصر منها على أمور : الأول : الغسل قبل الخروج لسفر الزيارة 1. الثاني : أن يتجنب في الطريق التكلم باللغو والخصام والجدال. الثالث : أن يغتسل لزيارة الأئمة عليهمالسلام 2 وأن يدعو بالماثورة من دعواته. وستذكر في أول زيارة الوارث.
دعاء أمّ داود وهو أهم أعمال يوم النصف من رجب، ومن آثاره قضاء الحوائج وكشف الكروب ودفع ظلم الظالمين ، وصفته على ما أورده الشيخ في (المصباح) : هي أنّ من أراد ذلك فليصم اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر ، فإذا كان عند الزوال من اليوم الخامس عشر اغتسل ، فإذا زالت الشمس صلّى الظهر والعصر يحسن ركوعهما وسجودهما ، وليكن في موضع خالٍ لا يشغله شاغل...
يوم النصف من رجب، يوم مبارك وفيه أعمال : الأول : الغسل . الثاني : زيارة الحسين عليهالسلام ، فعن ابن أبي نصر أنه قال : سأَلت أبا الحسن الرضا عليهالسلام في : أي شهر نزور الحسين عليهالسلام؟ قال : في النصف من رجب والنصف من شعبان 1. الثالث : صلاة سلمان على نحو مامرّ في اليوم الأوّل.
إعلم أنه يستحب أن يصلّى في كل ليلة من الليالي البيض من هذه الأشهر الثلاثة : رجب وشعبان ورمضان الليلة الثالثة عشرة منها ركعتين يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وسورة يَّس وتبارك والملك والتوحيد ، ويصلى مثلها أربع ركعات بسلامين في الليلة الرابعة عشرة...
روى الشيخ (الطوسي): أنه خرج هذا التوقيع الشريف من الناحية المقدسة على يد الشيخ الكبير أبي جعفر محمد بن عثمان بن سعيد قدس الله روحه، أُدع في كل يوم من أيام رجب.
روى الشيخ (الطوسي): أنه خرج من الناحية المقدسة على يد الشيخ أبي القاسم قدس الله روحه هذا الدعاء في أيام رجب : اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِالمَولُودِينَ فِي رَجَبٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الثَّانِي وَابْنِهِ عَلِيٍّ بْنِ مُحَمَّدٍ المُنْتَجَبِ ، وَأّتَقَرَّبُ بِهما إِلَيْكَ خَيْرَ القُرَبِ يا مَنْ إِلَيْهِ المَعْرُوفُ طُلِبَ وَفِيما لَدَيْهِ رُغِبَ...
الأعمال العامة التي تؤدى في جميع الشهر ولاتخص أياماً معينة منه وهي أُمور : الأول : أن يدعو في كل يوم من رجب بهذا الدعاء الذي روي أنّ الإمام زين العابدين صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ دعا به في الحِجْر في غُرّة رَجَبْ : يا مَنْ يَمْلِكُ حَوائِجَ السَّائِلِينَ وَيَعْلَمُ ضَمِيرَ الصَّامِتِينَ لِكُلِّ مَسْأَلَةٍ مِنْكَ سَمْعٌ حاضِرٌ وَجَوابٌ عَتِيدٌ...
اعلم أنّ أول ليلة من ليالي الجمعة من رجب تسمى ليلة الرغائب وفيها عمل مأثور عن النبي صلىاللهعليهوآله ذو فضل كثير ، ورواه السيد في الاقبال والعلامة المجلسي في إجازة بني زهرة. ومن فضله ان يُغفر لمن صلاّها ذنوب كثيرة.
إعلم أنّ هذا الشهر وشهر شعبان وشهر رمضان هي أشهر متناهية الشرف ، والأحاديث في فضلها كثيرة ، بل رُوي عن النبي صلىاللهعليهوآله أنه قال : إنّ رجب شهر الله العظيم لايقاربه شهر من الشهور حرمة وفضلاً ، والقتال مع الكفار فيه حرام ، ألا إنّ رجب شهر اللهُ ، وشعبان شهري ، ورمضان شهر أمتي. ألا فمن صام من رجب يوما استوجب رضوان الله الأكبر ، وابتعد عنه غضب الله وأُغلق عنه باب من أبواب النار.
اليوم الأول من رجب وهو يوم شريف وفيه أعمال : الأول : الصيام ، وقد روى أنّ نوحا عليهالسلام كان قد ركب سفينته في هذا اليوم فأمر من معه ان يصوموه. ومن صام هذا اليوم تباعدت عنه النار مسير سنة. الثاني : الغسل.