مركز الإشعاع الإسلامي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و بعد :

لقد إهتمت مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) منذ اليوم الأول بالحديث الشريف الذي يمثّل السنة الشريفة كل اهتمام باعتباره المصدر الثاني للتشريع الإسلامي على كافة الأصعدة بعد القرآن الكريم ، خلافاً لمدرسة الخلفاء التي منعت من تدوين الحديث و نشره الى فترة غير قصيرة من الزمن .

و الحديث الشريف يحظى بمكانة عالية و درجة رفيعة لدى علماء و فقهاء الشيعة الإمامية ، لكن رغم هذه المكانة العالية و رغم إعتماد علماء الشيعة على الكتب الحديثية المعتمدة لديهم في استنباطاتهم و دراساتهم الفقهية و الكلامية و غيرها من الأبحاث ، فانهم لا يتعاملون مع هذه الكتب أو غيرها من الكتب ككتب صحاح يصح الاعتماد على كل ما ورد فيها بالجملة من دون تمحيص .

و موقفهم هذا تجاه هذه الكتب الحديثية ليس لكون هذه الكتب غير معتبرة أو مخدوشة ، بل لأن الشيعة الامامية تلتزم بإخضاع كافة الروايات و الأحاديث و جميع الرُّوات و المحدثين من دون استثناء للتمحيص و التدقيق حتى تتعرّف على حال الرواية من حيث المتن و السند ، و حتى تتمكن من معرفة حال رواتها من حيث الوثاقة و اللاوثاقة فتميِّز الصالحين منهم عن الطالحين و المؤمنين عن المنافقين ، كل ذلك لكي يتسنى الأخذ من الصالحين و المؤمنين الموثوقين دون غيرهم .

فعلماء الشيعة الامامية لا يُصحِّحون أحاديث أي كتاب بالجملة ، بل يُخضعون كل حديثٍ حديثٍ من أحاديثه للتمحيص و التقييم و التدقيق أياً كان ذلك الكتاب و مهما كانت منزلة مؤلفه .

لمزيد من التفصيل يمكنك مراجعة إجاباتنا السابقة بخصوص الحديث الشريف من خلال الوصلات التالية :

http://www.islam4u.com/almojib_show.php?rid=557

http://www.islam4u.com/almojib_show.php?rid=558

http://www.islam4u.com/almojib_show.php?rid=571

و يمكنك أيضاً إن شئت التوسع في البحث مراجعة الكتب التالية من خلال وصلاتها :

1 _ الحديث النبوي بين الرواية و الدراية ، لأية الله الشيخ جعفر السبحاني :

http://www.imamsadeq.org/book/sub1/al-hadith-al-nabavi/index1.html

2 _ منع تدوين الحديث ، للسيد علي الشهرستاني :

http://www.rafed.net/books/olom-maktabah/?sid=3tadwen/index.html#esdarat