السائل:
العمر:
المستوى الدراسي:
الدولة:
المدينة:
ما هي مقترحاتكم لمشروع الزواج المبِّكر ؟
السوال:
الى السادة العلماء حفظكم الله السلام عليكم ورحمه الله .
الحقيقة انه ليس لدي سؤال ولكن نحن نريد منكم ان تفيدونا بمقترحاتكم المباركة حيث نحن مقدمين على انشاء موسسة باسم الزواج المبكر ونريد من حضرتكم الافاده في هذا الجانب وماهي الخطط التي تطرحونها علينا ولكم الشكر .
Answer:
حضرة الأخ الفاضل محمد أدام الله عزه و زاد في توفيقه .
السلام عليك أيها الأخ الكريم و رحمة الله و بركاته و بعد :
في البدء أبارك لكم مشروعكم الكريم و المبارك و الخدمة التي أنتم بصدد تقديمها إلى شبابنا و فتياتنا المؤمنين ، خاصة و أن السعي في تزويج العزاب أمر إلهي دعا إليه القرآن الكريم و حرض المعصومون ( عليهم السلام ) الناس عليه .
قال الله عَزَّ و جَلَّ : { وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } سورة النور / 32 ، و معلوم أن " أَنكِحُوا " أمر بتزويج العزاب كما هو واضح .
وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السلام ) : " أَفْضَلُ الشَّفَاعَاتِ أَنْ تَشْفَعَ بَيْنَ اثْنَيْنِ فِي نِكَاحٍ حَتَّى يَجْمَعَ اللَّهُ بَيْنَهُمَا " الكافي : 5 / 331 .
وَ قالَ الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) : " مَنْ زَوَّجَ أَعْزَبَ كَانَ مِمَّنْ يَنْظُرُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " الكافي : 5 / 331 .
فأسأل الله عَزَّ و جَلَّ أن يضاعف في حسناتكم ، و أن يجزيكم خير جزاء إنه خير مجز و مثيب .
هذا و قبل أن أقدم لكم ما يحضرني من المقترحات و الملاحظات العاجلة أحب أن أبارك لكم أيضاً حُسن اختياركم لهذه الخدمة من بين سائر الخدمات و المشاريع الكثيرة و المستنسخة و المتكررة ، كما أبارك لكم توفيقكم في دقة تشخيصكم لأحد أبزر الأخطار التي تحيط بخيرة شباب هذه الأمة ، ألا و هو العزوبة و العزوف عن سنة الرسول ( صلى الله عليه و آله ) ـ الزواج ـ فهينئاً لكم على كل شيء و كان الله في عونكم .
مقترحات عاجلة :
1. لكي تضمنوا نجاح مشروعكم القيم فلا بُدَّ لكم من الإستعانة بالآباء و الأمهات و ذوي التأثير في المجتمع و أخذ آرائهم ، و الحذر كل الحذر من إلغاء دورهم في هذه القضية المهمة جداً ، و يفضل أن يكون دوركم في التزويج دور الممهد و المساعد و الساعي إلى الخير و المحرِّض ، أما المباشرة فيفضَّل أن تكون من قِبل أولياء الشباب و الفتيات حسب الأعراف الموجودة في كل بلد ، مع تعديلات مقبولة .
2. ضرورة إشراك وجهاء البلد من المشايخ و التجار في هذا المشروع من حيث الاستشارة و المباشرة لضمان الاستمرارية ، و تحاشي الأخطاء الكبيرة ، و حصول الثقة المتبادلة ، و حل المشاكل المستقبلية .
3. تأسيس هيئة و وضع قانون مدروس لهذا المشروع يصدق عليه من قبل العلماء ، لأن ذلك سيدعم مشروعية هذا العمل الطيب .
4. العمل بهدوء ، و الابتعاد عن القيل و القال و الدعايات و السمعة و أن يكون العمل خالصاً مخلصاً لله عَزَّ و جَلَّ بعيداً عن الانتماءات ، و هو المتوقع من أمثالكم .
5. الاستفادة من خبرات و تجارب الآخرين خاصة اللجان و المشاريع المشابهة .
6. الاستعانة بالأخصائيين الأكاديميين و التجار المؤمنين أيضاً للتغلب على الموانع الصحية و النفسية و المادية التي قد تواجهونها في حل مشاكل الشباب قبل و بعد الزواج .
7. لأن الزواج كما جاء في الأحاديث هو أحب بناء يبنى في الإسلام ، فاللازم إتقان هذا البناء و عدم التفريط فيه أبداً ، حيث أن المطلوب هو إيجاد نماذج موفقة في المجتمع لكي تكون قدوة للآخرين ، فالعدد ليس مهما بالنسبة إلى النوعية الموفقة ، إذ أن النوعية الموفقة سوف تنتج نماذج موفقة في المجتمع يشار إليها بالبنان ، و الأسرة الناجحة خير لسان لمشروعكم ، كما أن الزواج الفاشل سوف يثبط الشباب و الشابات بالنسبة إلى الإقدام على الزواج ، كما أن الزواج الموفق سيكفيكم في المستقبل عناء السعي في مثل هذه الأمور و غيرها من الأمور و المشاريع المهمة .
و في الختام أسأل الله القدير أن يأخذ بأيديكم و يكون في عونكم و يزيد في عزمكم و إخلاصكم و توفيقاتكم ، كما و أسألكم الدعاء .