إن شخصية الحسين (ع) تجمع بين خصائص رسالية فريدة في آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد وعلي والحسن وفاطمة (ع) . والتميز الذي اتسمت به الظاهرة الحسينية هي أنها أنقذت حركة الرسالات في كل ما جاءت به من فكر وهداية ، بعد ان عبثت به يد التحريف والتغييب . وبسبب هذا الامر جعل الله تعالى قصة الحسين (ع) مما يخبر به انبياءه وقد بكوه جميعا وتولوه وتبرؤا من قاتله ، و لذلك ايضا رفع الأئمة من ذريته (ع) شعار ظلامة الحسين (ع) والبكاء عليه بصفته مفتاح الهداية. و حمل هذا الشعار شيعتهم في عصر الغيبة ، ويتطلع جمهورها إلى التاسع من ذرية الحسين (ع) وهو المهدي الموعود (ع) ليحقق طموح الحسين (ع) واخيه وابيه وجده وطموح المسيرة الابراهيمية ؛ لتملا الأرض معرفة بالله ، وحده لا شريك له و قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا .