الشيخ صالح الكرباسي
الرَجْمُ حَدٌّ من الحدود الشرعية المقدرة في الشريعة الإسلامية و هو حد الزاني و الزانية المحصنين بشروط مخصوصة.
و الرَجْم: هو القَتْلُ رمياً بالحجارة.
رَوى زُرَارَةُ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ 1 عليه السلام أنَّهُ قَالَ: جَمَعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله فَقَالَ: مَا تَقُولُونَ فِي الرَّجُلِ يَأْتِي أَهْلَهُ فَيُخَالِطُهَا فَلَا يُنْزِلُ ؟
الحدود الشرعية 1 هي عقوبات مقدرة في الشريعة الإسلامية لردع العصاة و المجرمين عن إرتكاب المحرمات و الجرائم، و هي على أنواع:
الزِّنى: وَطءُ الذكر للأُنثى حراماً من دون عقد، و عند فقهائنا هو إيلاج البالغ العاقل ذَكَرَهُ قدر الحشفة في فرج الأُنثى المُحَرَّمة من غير عقد و لا ملك و لا شُبهة عالما مختارا. و الزاني: فاعل الزنى، و الجمعُ زناة كقُضاة.
عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ ، رَفَعَهُ ، قَالَ أُتِيَ عُمَرُ بِخَمْسَةِ نَفَرٍ أُخِذُوا فِي الزِّنَى ، فَأَمَرَ أَنْ يُقَامَ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْحَدُّ ، وَ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السَّلام ) حَاضِراً .فَقَالَ : " يَا عُمَرُ لَيْسَ هَذَا حُكْمَهُمْ " .قَالَ : فَأَقِمْ أَنْتَ عَلَيْهِمُ الْحُكْمَ .فَقَدَّمَ وَاحِداً مِنْهُمْ فَضَرَبَ عُنُقَهُ .وَ قَدَّمَ الثَّانِيَ فَرَجَمَهُ .وَ قَدَّمَ الثَّالِثَ فَضَرَبَهُ الْحَدَّ .وَ قَدَّمَ الرَّابِعَ فَضَرَبَهُ نِصْفَ الْحَدِّ .وَ قَدَّمَ الْخَامِسَ فَعَزَّرَهُ .
رَوى إِسْحَاقُ بْن عَمَّار عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ 1 ( عليه السَّلام ) أنهُ قَالَ :" كَانَ مَلِكٌ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ وَ كَانَ لَهُ قَاضٍ وَ لِلْقَاضِي أَخٌ وَ كَانَ رَجُلَ صِدْقٍ وَ لَهُ امْرَأَةٌ قَدْ وَلَدَتْهَا الْأَنْبِيَاءُ ، فَأَرَادَ الْمَلِكُ أَنْ يَبْعَثَ رَجُلًا فِي حَاجَةٍ فَقَالَ لِلْقَاضِي :ابْغِنِي رَجُلًا ثِقَةً .فَقَالَ : مَا أَعْلَمُ أَحَداً أَوْثَقَ مِنْ أَخِي .
لا يتحقق مفهوم الزنى الموجب للتحريم و الحد إلا بعد توافر الشروط التالية :
رُوِيَ عَنْ الإمام جَعْفَر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) أَنهُ قَالَ :" جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى عُمَرَ فَقَالَتْ إِنِّي زَنَيْتُ فَطَهِّرْنِي ، فَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُرْجَمَ .فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ـ علي بن أبي طالب ـ ( عليه السلام ) .فَقَالَ : كَيْفَ زَنَيْتِ ؟فَقَالَتْ : مَرَرْتُ بِالْبَادِيَةِ فَأَصَابَنِي عَطَشٌ شَدِيدٌ فَاسْتَسْقَيْتُ أَعْرَابِيّاً فَأَبَى أَنْ يَسْقِيَنِي إِلَّا أَنْ أُمَكِّنَهُ مِنْ نَفْسِي ، فَلَمَّا أَجْهَدَنِي الْعَطَشُ وَ خِفْتُ عَلَى نَفْسِي سَقَانِي فَأَمْكَنْتُهُ مِنْ نَفْسِي .
من أدعية الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين ( عليه السَّلام )" بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِالْحَمْدُ لِلَّهِ وَ الْحَمْدُ حَقُّهُ كَمَا يَسْتَحِقُّهُ ، حَمْداً كَثِيراً ، وَ أَعُوذُ بِهِ مِنْ شَرِّ نَفْسِي ، إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا ما رَحِمَ رَبِّي ، وَ أَعُوذُ بِهِ مِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ الَّذِي يَزِيدُنِي ذَنْباً إِلَى ذَنْبِي ، وَ أَحْتَرِزُ بِهِ مِنْ كُلِّ جَبَّارٍ فَاجِرٍ ، وَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ ، وَ عَدُوٍّ قَاهِرٍ .