الحديث عن الرزق ينصرف عادة في أذهان الناس للمال، وكأنه المصداق الحصري الوحيد للرزق. فلا يُلتفَت للصحة والعلم والأولاد والجاه والزوج الصالح أو الزوجة الصالحة أو القدرات العقلية أو الذكاءات المتعددة أو النجاح في تنشئة أبناء صالحين أو السمعة الطيبة أو غيرها من النعم التي لا تُحصى عددا على أنها من الرزق أيضا.
صلاة استجلاب الرزق صلاة تُصلى قربة إلى الله عَزَّ و جَلَّ لطلب الغنى و الثروة و دفع الفقر و قضاء الدين و زيادة الرزق ، و هذه الصلاة ذكرها العلامة الطبرسي في كتابه " مكارم الأخلاق " ، و هي كالتالي :
قال الامام الحسن بن علي العسكري عليه السلام: "الْمَقَادِيرُ الْغَالِبَةُ لَا تُدْفَعُ بِالْمُغَالَبَةِ، وَ الْأَرْزَاقُ الْمَكْتُوبَةُ لَا تُنَالُ بِالشَّرَهِ، وَ الْمُطَالَبَةُ تُذَلِّلُ لِلْمَقَادِيرِ نَفْسَكَ، وَ اعْلَمْ أَنَّكَ غَيْرُ نَائِلٍ بِالْحِرْصِ إِلَّا مَا كُتِبَ لَكَ"
عن الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام أنَّهُ قال: "مَنْ قَرَأَ سُورَةَ قَافٍ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي رِزْقِهِ، وَ أَعْطَاهُ اللَّهُ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ".
سُئِلَ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: كَيْفَ يُحَاسِبُ اللَّهُ الْخَلْقَ عَلَى كَثْرَتِهِمْ؟ فَقَالَ عليه السلام: " كَمَا يَرْزُقُهُمْ عَلَى كَثْرَتِهِمْ". فَقِيلَ: كَيْفَ يُحَاسِبُهُمْ وَ لَا يَرَوْنَهُ؟ فَقَالَ: "كَمَا يَرْزُقُهُمْ وَ لَا يَرَوْنَهُ" 1.
توسع الفقهاء كثيراً في بحث الاستطاعة، فأفردوا لها عناوين عديدة، وفرعوا لها فروعاً كثيرة، ذلك أن في الحج من المشقة والتعب والبذل ما ليس في غيره من العبادات، وقد استفادوا من الآية القرآنية المباركة ﴿ ... وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ... ﴾1، العديد من الأبحاث والأحكام الفقهية.