بقيت في بيت صديقي ثلاثة أيام استرحت خلالها و فكرت مَليَّاً في ما سمعته من هؤلاء الذين اكتشفتهم و كأنهم كانوا يعيشون على سطح القمر ، فلماذا لم يحدثنا أحد عنهم إلا بما هو مُزرٍ و مُشين ، لماذا أنا أكرههم و أحقد عليهم دون أن أعرفهم ، لعل ذلك ناتج من الإشاعات التي نسمعها عنهم من أنهم يعبدون عليا و أنهم ينزلون أئمتهم منزلة الآلهة و أنهم يقولون بالحلول ، و أنهم يسجدون للحجر من دون الله ، و أنهم - كما حدثنا أبي بعد رجوعه من الحج - يأتون إلى قبر الرسول ليلقون فيه القذرات و النجاسات و قد أمسكهم السعوديون و حكموا عليهم بالإعدام.