قد ساهم انفتاح نخبة من المصلحين المسلمين في القرن التاسع عشر، والعقود الأولى من القرن العشرين الميلادي، على التجربة السياسية والدستورية الأوروبية، في الالتفات إلى أمرين مهمين ومؤثرين، أحدهما له طبيعة نظرية، والآخر له طبيعة موضوعية. وكلاهما يتصلان بمجال المقارنة، تارة المقارنة في نطاق المفاهيم، حيث اتيحت الفرصة لتجديد النظر في المفاهيم السياسية الإسلامية، كمفهوم الشورى والحرية والإجماع، وهكذا مفاهيم الدولة والسلطة والدستور.