تعتبر واقعة الغدير من الحقائق الثابتة التي لا يمكن إنكارها، وقد وثق (حديث الغدير) أئمة الحديث من الفريقين، حيث قال الرسول الأكرم في غدير خم: « من كنت مولاه فعلي مولاه، للهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار».
المناسبة التي سقنا الحديث عن الثقلين من أجلها هي ذكرى “يوم الغدير” الذي تضمن حدثاً جليلاً وهو تأسيس خط الولاية لأئمة أهل البيت “عليهم السلام” الذين ناب عنهم في حمل راية الولاية على الأمة في ذلك اليوم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب “عليه السلام”.
خلال دراستي للدراما في الجامعة قابلت العديد من الطلبة اللاأدريين، كان البعض منهم يشكل على فكرة خاتميه النبي محمد"ص"، وانقطاع الوحي، وبرأيهم فإن الزمن الحالي المضطرب أحوج ما يكون إلى نبي يهدي الناس ويرشدهم إلى سواء السبيل إن كانت دعوى الوحي صحيحة، وفي كل مرة أصل إلى نتيجة واحدة يمكن أن تجيبهم عن إشكالهم المحق، في نظرية الإمامة الإسلامية الشيعية فقط، الإسلام بمرجعية علي"ع" من دون مبالغة مرتبط بالسماء والمبدأ الأعلى.
وهو عيد الله الأكبر وعيد آل محمد عليهمالسلام ، وهو أعظم الأعياد ما بعث الله تعالى نبيا إِلاّ وهو يعيد هذا اليوم ويحفظ حرمته ، واسم هذا اليوم في السماء يوم العهد المعهود ، واسمه في الأَرْض يوم الميثاق المأخوذ والجمع المشهود 1 . وروي أنه سئل الصادق عليهالسلام : هل للمسلمين عيد غير يوم الجمعة والأضحى والفطر؟ قال : نعم أعظمها حرمة. قال الراوي : وأيُّ عيد هو؟ قال : اليوم الذي نصب فيه رسول الله صلىاللهعليهوآله أمير المؤمنين عليهالسلام وقال ومن كنت مولاه فعلي مولاه ، وهو يوم الثامن عشر من ذي الحجة.
1. الاقبال 2 / 282 فصل 15 من باب 5 عن الصادق عليهالسلام.
اليوم المشار إليه في الآية الكريمة هو الثامن عشر من ذي الحجة الحرام من السنة العاشرة للهجرة بعد رجوع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من الحج مبلغاً لأمته بمبدأ الإمامة والولاية تنفيذاً للأمر الإلهي.
ومما هيأ من جهته لحديث الغدير الخلود والنشور، ولمفاده التحقق والثبوت، اتخاذه عيدا يحتفل به وبليلته بالعبادة والخشوع، وإدرار وجوه البر، وصلة الضعفاء، والتوسع على النفس، والعائلات، واتخاذ الزينة والملابس القشيبة، فمتى كان للملأ الديني نزوع إلى تلكم الأحوال فطبع الحال يكون له اندفاع إلى تحري أسبابها، و التثبت في شؤونها فيفحص عن رواتها .
أو أن الاتفاق المقارن لهاتيك الصفات يوقفه على من ينشدها ويرويها، وتتجدد له وللأجيال في كل دور لفتة إليها في كل عام، فلا تزال الأسانيد متواصلة، والطرق محفوظة، والمتون مقروئة، والأنباء بها متكرر .
الرَّحْبَة : هي الأرضُ الواسعة ، و الساحة التي تكون بين أفنية البيوت ، كما و تُطلق على باحة المسجد .
و قال العلامة الطريحي (رحمه الله): " الرَحبة محلة بالكوفة.
و يومُ الرَّحْبَة هو اليوم الذي جمع الامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) الناس في رَحْبَة الكوفة ــ عندما نُوزِعَ في الخلافة ــ بعدما تولى الخلافة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد منقذ البشرية حبيب إله العالمين و على آله سفن النجاة و أئمة الهدى . قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ... ﴾ 1 .
ابن حجر : احمد بن حجر الهيثمي ، المتوفى سنة : 974 هجرية ، أن النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) قال يوم غدير خم : " من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم والِ من والاه و عادِ من عاداه ، و احب من احبه ، و ابغض من ابغضه ، و انصر من نصره ، و اخذل من خذله ، و أدر الحق معه
احمد بن حنبل : أبو عبد الله احمد بن حنبل بن هلال الشيباني ، المتوفى سنة : 241 هجرية ، عن البراء بن عازب ، قال : كنا مع رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) في سفر فنزلنا بغدير خم ، فنودي فينا
أبو الفضل شهاب الدين محمود الآلوسي البغدادي ، المتوفى سنة 1270 هجرية ، عن ابن عباس ، قال : نزلت الآية : ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ... ﴾ 1 في علي حيث أم
يُعتبر حديث الغدير من الأحاديث التاريخية الهامة و المصيرية التي أدلى بها رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) في السنة الأخيرة من حياته المباركة ، و هي من الأحاديث التي تثبت إمامة الإمام امير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) و توجب ولايته على جميع المؤمنين بعد ولاية الله تعالى و ولاية رسوله المصطفى ( صلَّى الله عليه و آله ) بكل صراحة و وضوح .
مقال شيق حول فكرة نبذ المذاهب للعلامة الفقيد الشيخ محمد جواد مغنية ( رحمه الله ) ما زلنا نسمع الحين بعد الحين كلمة تدور على لسان أكثر من واحد ، و هي " لا سنة و لا شيعة " بل مسلمون ، و كفى . حتى أن أحد الشيوخ ألف كتاباً ، اسماه بذلك . و ليس من شك أن بعض من ردد هذه الكلمة طيب القلب ، خالص النية ، و انه عبر بها عن أمنيته و هي أن يسود الوئام ، و تزول الحواجز بين المسلمين . و لكن البعض الآخر أراد بها أن يسكت الشيعة على ما يوجه إلى عقيدتهم من التزييف و الطعون ، و أن يتقبلوا ما يتقوله عليهم الحفناوي و الجبهان و محب الدين الخطيب و إخوان السنة في القاهرة ، و مجلة التمدن الإسلامي في دمشق ، و غيرها . و بكلمة يريد بها أن المسلمين هم السنة دون الشيعة ، و أن عقيدة التشيع يجب إلقاؤها في سلة المهملات ، لأنها بزعمه لا تمت إلى الإسلام بسبب . و قد جهل أو تجاهل أن نفي التشيع هو نفي للقرآن و الحديث ، و بالتالي ، نفي للإسلام من الأساس .
قول " أشهد أن علياً أمير المؤمنين ولي الله " ، أي ما يُسمّى بالشهادة الثالثة و التي أصبحت شعاراً للموالين للإمام أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) و شيعته ، هي من الأمور التي تُثار بين فترة و أخرى من قبل بعض الجماعات بغرض شن حملة إعلامية على أتباع أهل البيت ( عليهم السَّلام ) الذين تمسكوا بولاء العترة الطاهرة .