السائل:
العمر:
المستوى الدراسي:
الدولة:
المدينة:
لماذا لم يظهر الامام علي خلال ولايته حقَّه، و كانت فرصته الكبيرة عندما كانت بيده الولايه و يظهر حق فاطمة الزهراء و يظهر...؟
السوال:
بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على اشرف الخلق و اعز المرسلين سيدنا و نبينا ابا القاسم محمد و على آله الطيبين الطاهرين .
لماذا لم يظهر الامام علي خلال ولايته حقه ، و كانت فرصته الكبيرة عندما كانت بيده الولايه و يظهر حق فاطمة الزهراء و يظهر ما هو حق و ما هو باطل بشكل علني ، و على امامته و اولاده لان في ذلك الوقت كان عين اليقين ، و عرف جميع الناس رشدهم ؟
الرجاء اريد جواباً واضحاً و صريحاً ، و لا اريد جواباً مثل بعض العلماء التي يكون فيه استعباط السائل و الاجابة بطريقة سطحية و هشة ، و نحن لكم من الشاكرين .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
Answer:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و بعد : بداية لا بد أن نوضِّح بأن نظرة الإمام أمير المؤمنين الى الخلافة و الإمامة و كذلك الى حقه و حق السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) و كذلك أولاده ليس من المنظار الشخصي ، كما انه ( عليه السلام ) لم يكن ينظر الى الخلافة من المنظار الذي كان ينظر اليها غيره . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسِ دَخَلْتُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السلام ) بِذِي قَارٍ وَ هُوَ يَخْصِفُ نَعْلَهُ فَقَالَ لِي : " مَا قِيمَةُ هَذَا النَّعْلِ " ؟ فَقُلْتُ : لَا قِيمَةَ لَهَا . فَقَالَ ( عليه السلام ) : " وَ اللَّهِ لَهِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ إِمْرَتِكُمْ إِلَّا أَنْ أُقِيمَ حَقّاً أَوْ أَدْفَعَ بَاطِلًا " ، ( نهج البلاغة : 76 ) . فالامام ( عليه السلام ) صبر في فترة الخلفاء الثلاثة حفاظاً على مصلحة الأمة الاسلامية ، لكنه ( عليه السلام ) لم يتنازل عن شيء من حقوقه و لا حقوقه الزهراء ( عليها السلام ) ، كما لم يتنازل عن الخلافة ، بل امتنع عن بيعة أبي بكر حتى اُجبر على ذلك فبايع مُكرهاً حفاظاً على المصلحة الاسلامية و ذلك لخطورة الحالة بعد إرتحال النبي محمد ( صلى الله عليه و آله ) و وجود نوايا من قِبَل الأعداء من الكفار للقضاء على الاسلام ، فقرر الإمام ( عليه السلام ) الصبر حفاظاً على الاسلام ، فقد قال ( عليه السلام ) : " فَرَأَيْتُ أَنَّ الصَّبْرَ عَلَى هَاتَا أَحْجَى فَصَبَرْتُ وَ فِي الْعَيْنِ قَذًى وَ فِي الْحَلْقِ شَجًا أَرَى تُرَاثِي نَهْباً حَتَّى مَضَى الْأَوَّلُ لِسَبِيلِهِ فَأَدْلَى بِهَا إِلَى فُلَانٍ بَعْدَهُ ... " ، ( نهج البلاغة : 48 ) . و قال ( عليه السلام ) لما عزموا على بيعة عثمان : " لَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي أَحَقُّ النَّاسِ بِهَا مِنْ غَيْرِي ، وَ وَ اللَّهِ لَأُسْلِمَنَّ مَا سَلِمَتْ أُمُورُ الْمُسْلِمِينَ وَ لَمْ يَكُنْ فِيهَا جَوْرٌ إِلَّا عَلَيَّ خَاصَّةً الْتِمَاساً لِأَجْرِ ذَلِكَ وَ فَضْلِهِ وَ زُهْداً فِيمَا تَنَافَسْتُمُوهُ مِنْ زُخْرُفِهِ وَ زِبْرِجِهِ " ( نهج البلاغة : 102 ) . و بعد أن جاءته الخلافة و تسلَّم زمام الأمور بيده انشغل بإطفاء نار الفتن و لم تمهله تلك الحوادث و الفتن من التفرغ للأمور الأخرى كإرجاع فدك الى أولاد فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) و غيرها من الأمور ، فقد انشغل الامام ( عليه السلام ) منذ السنة الأولى لتولِّيه الخلافة الظاهرية باحداث المعارك المتتالية : الجمل و صفين و النهروان ، و اختتمت السنوات الأربع من خلافته بشهادته في مسجد الكوفة بمؤامرة من الخوارج ، فعدم إرجاعه فدك الى مستحقيه و كذلك اظهار حق أولاده في الامامة ، و حتى إرجاع الكثير من الأمور الى مجاريها الصحيحة إنما كان بسبب الانشغال بامور هامة و خطيرة من جهة ، و عدم سنوح الفرصة للقيام بسائر مهامه من جهة أخرى .