السائل:
العمر:
المستوى الدراسي:
الدولة:
المدينة:
من هم اهل الذكر؟ و ماهو تفسير الآية الكريمة: { وما ارسلنا من قبلك الا رجالا نوحي اليهم فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون } ؟
السوال:
من هم أهل الذكر ؟ و ماهو تفسير الآية الكريمة : { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } ، وشكرا .
Answer:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و بعد : جاء ذكرُ " أهل الذكر " في القرآن الكريم في آيتين ، و هما : 1. قول الله عَزَّ و جَلَّ : { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ * بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } [1] . 2. قول الله عَزَّ ذكره : { وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } [2] . و أهل الذكر هم أهل بيت رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) ، و هم : 1. الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) خليفة رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) و وصيّه . 2. السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) بنت رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) . 3. الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) ، ثاني أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) . 4. الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) ، ثالث أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) . فقد رَوى المحدثون و المفسرون من الفريقين أن الآيتين نزلتا في أهل البيت ( عليهم السلام ) [3] . وَ رَوى الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَجْلَانَ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ [4] ( عليه السلام ) فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ : { فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ } ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) : " الذِّكْرُ أَنَا ، وَ الْأَئِمَّةُ أَهْلُ الذِّكْرِ " ، وَ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ : { وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ } [5] ، قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) : " نَحْنُ قَوْمُهُ ، وَ نَحْنُ الْمَسْئُولُونَ " [6] . وَ رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) . قَالَ ـ أي محمد بن مسلم ـ : إِنَّ مَنْ عِنْدَنَا يَزْعُمُونَ أَنَّ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ : { فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ } أَنَّهُمُ الْيَهُودُ وَ النَّصَارَى ؟ قَالَ ـ أي الإمام محمد الباقر ( عليه السَّلام ) : " إِذاً يَدْعُونَكُمْ إِلَى دِينِهِمْ " . قَالَ ـ أي الراوي ـ : قَالَ ـ أي الإمام ( عليه السَّلام ) ـ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ [7] : " نَحْنُ أَهْلُ الذِّكْرِ ، وَ نَحْنُ الْمَسْئُولُونَ " [8] . ---------------------------------------- [1] سورة النحل ( 16 ) ، الآية : 43 و 44 . [2] سورة الأنبياء ( 21 ) ، الآية : 7 . [3] لمزيد من التفصيل راجع : 1. شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي : 1 / 334 حديث : 459 و 460 و 463 و 464 و 465 و 466 . 2. ينابيع المودة للقندوزي الحنفي : 51 و 140 ، طبعة الحيدرية و صفحة : 46 و 119 طبعة اسلامبول . 3. تفسير القرطبي : 11 / 272 . 4. تفسير الطبري : 14 / 109 . 5. تفسير ابن كثير : 2 / 570 . 6. روح المعاني للالوسي : 14 / 134 . 7. إحقاق الحق ( للتستري ) : 3 / 482 ، الطبعة الأولى / طهران / إيران . [4] أي الإمام محمد بن علي الباقر ( عليه السَّلام ) ، خامس أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) . [5] سورة الزخرف ( 43 ) ، الآية : 44 . [6] الكافي : 1 / 210 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني ، المُلَقَّب بثقة الإسلام ، المتوفى سنة : 329 هجرية ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران . [7] قال بيده إلى صدره : أي أشار بيده إلى صدره . [8] الكافي : 1 / 211 .
2 Comments
تفسير الاية
Submitted by احمد حسين محمد on
لماذا لم تذكروا تفسير الاية كاملا وما ارسلنا من قبلك الا رجالا نوحي اليهم وفسرتم فقط فاسالوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون نريد تفسير متكامل للاية يعني الله يطلب من المسلمين ان يسالوا الائمة الاثني عشر والخطاب موجه للصحابه حسب فهمكم طيب اليس موجود بينهم رسول الله ويسالونه لماذا يسالون غيره اذا تفسيركم للاية تفسير خاطىء ولا يصح والتفسير الصحيح هو ان الخطاب موجه لمشركي قريش وليس للمسلمين اي يامحمد قل لمشركي قريش انا لست اول الرسل فهناك رسل كيرين قبلي ولكي تعرفوا هذه الحقيقة اسالوا اهل الكتاب عنها وهم يخبرونكم .
تفسير «فاسألوا أهل الذكر»
Submitted by نعيم محمدي أمجد... on
سلام عليكم
أخي الكريم، هناك نقاط في كلامك نحاول الرد عليها على سبيل الاختصار:
1- اختصر سماحة الشيخ كلامه على «أهل الذكر» لأنه الموطن الرئيسي للسؤال والجديد على البعض. ومع ذلك سنذكر تفسيراً للآية نهاية المطاف بإذن اللّه.
2- لو دققت في النص أعلاه، لوجدت سماحة الشيخ أدرج الرسول (ص) في أهل الذكر، وتجد التصريح أيضاً في:
ما هي اية الذكر ؟
ثم الآية تريد أن ترشد الشاك في رسالة النبي (ص) إلى من يطمئن إليه، والرسول (ص) هو موطن السؤال، فكيف يُسأل الرسول (ص) عن نفسه؟
3- هذه روايات أهل البيت الكرام (ع) وهم أعلم بتفسير القرآن الكريم من غيرهم، والإشارة إلى ذلك وردت في مصادر أهل السنة أيضاً، كما في أعلى الصفحة.
4- أما عن تفسير الآية الكريمة، فإليك ما ذكر في تفسير «الأمثل» بشيء من الاختزال:
بعد أن عرض القرآن في الآيتين السابقتين حال المهاجرين في سياق حديثه عن المشركين، يعود إلى بيان المسائل السابقة فيما يتعلق بأصول الدين من خلال إجابته لأحد الإشكالات المعروفة، حين يتقول المشركون: لماذا لم ينزل الله ملائكة لإبلاغ رسالته؟... أو يقولون: لم لم يجهز النبي (ص) بقدرة خارقة ليجبرنا على ترك أعمالنا!؟...
فيجيبهم الله عز وجل بقوله: «وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم».
نعم، فإن أنبياء اللّه (ع) جميعهم من البشر، وبكل ما يحمل البشر من غرائز وعواطف إنسانية، حتى يحس بالألم ويدرك الحاجة كما يحس ويدرك الآخرون.
في حين أن الملائكة لا تتمكن من إدراك هذه الأمور جيدا والاطلاع على ما يدور في أعماق الإنسان بوضوح.
إن وظيفة الأنبياء إبلاغ رسالة السماء والوحي الإلهي، وإيصال دعوة اللّه إلى الناس والسعي الحثيث وبالوسائل الطبيعية لتحقيق أهداف الوحي، وليس باستعمال قوى إلهية خارقة للسنن الطبيعية لإجبار الناس بقبول الدعوة وترك الانحرافات، وإلا فما كان هناك فخر للإيمان ولا كان هناك تكامل.
ثم يضيف القول (تأكيدا لهذه الحقيقة): «فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون».
الذكر بمعنى العلم والاطلاع، وأهل الذكر له من شمولية المفهوم بحيث يستوعب جميع العالمين والعارفين في كافة المجالات. وإذا فسر البعض كلمة أهل الذكر في هذا المورد بمعنى أهل الكتاب، فهو لا يعني حصر هذا المصطلح بمفهوم معين، وما تفسيرهم في واقعة إلا تطبيق لعنوان كلي على أحد مصاديقه...
ذكرت الروايات الكثيرة المروية عن أهل البيت (ع) أن أهل الذكر هم الأئمة المعصومون (ع)...
فهذه ليست هي المرة الأولى في تفسير الروايات للآيات القرآنية ببيان أحد مصاديقها دون أن تقيد مفهوم الآية المطلق.
وكما قلنا فالذكر يعني كل أنواع العلم والمعرفة والاطلاع، وأهل الذكر هم العلماء والعارفون في مختلف المجالات، وباعتبار أن القرآن نموذج كامل وبارز للعلم والمعرفة أطلق عليه اسم الذكر، وكذلك شخص النبي (ص) فهو مصداق واضح للذكر والأئمة المعصومون باعتبارهم أهل بيت النبوة ووارثوا علمه (ص) فهم (ع) أفضل مصداق لأهل الذكر.
وقد يتساءل فيما ورد عن الإمام علي بن موسى الرضا (ع) في كتاب «عيون أخبار الرضا (ع)»: «أن علماء في مجلس المأمون قالوا في تفسير الآية: إنما عني بذلك اليهود والنصارى، فقال الرضا (ع): سبحان اللّه وهل يجوز ذلك، إذاً يدعونا إلى دينهم ويقولون: إنه أفضل من الإسلام... ثم قال: "الذكر رسول اللّه ونحن أهله"».
وتتلخص الإجابة بقولنا: إن الإمام قال ذلك لمن كان يعتقد أن تفسير الآية منحصر بمعنى الرجوع إلى علماء أهل الكتاب في كل عصر وزمان، وبدون شك إنه خلاف الواقع، فليس المقصود بالرجوع إليهم على مر العصور والأيام، بل لكل مقام مقال، ففي عصر الإمام علي بن موسى الرضا (ع) لا بد من الرجوع إليه على أساس أنه مرجع علماء الإسلام ورأسهم. (الأمثل في تفسير كتاب اللّه المنزل، الشيخ ناصر مكارم الشيرازي وآخرون، ج8، صص 197-201)
جعلنا اللّه وإياكم من المهتدين بنورهم