السائل:
من أحق بالاتباع النبي محمد ام علي بن ابي طالب؟
السوال:
ياخي من الاسم تفهم سني معناه مع محمد صلى الله عليه وسلم وشيعي مع صحابي جليل هو علي بن ابي طالب رضي الله عنه سؤال مين الاحق بالتباع علي بن ابي طالب رضي الله عنه ام رسول الله صلى الله عليه وسلم لا للتعصب
Answer:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
نعم و نحن نقول بصوت عالي لا للتعصب الاعمى و الانحياز الجاهلي و السير وراء الاشاعات الباطلة و المغرضة التي لا تهدف سوى وحدتنا و اعتقاداتنا و سلوكنا و التشويش على الناس للصيد في الماء العكر، بل علينا أن نتبع الحق أين وجدناه و سواءً أعجبنا ذلك أم لم يعجبنا لنكون من عباد الله الذين لهم البشرى.
أخي عابر سبيل: من الخطأ الفاحش جعل كل من النبي المصطفى محمد صلى الله عليه و آله و الامام علي بن أبي طالب عليه السلام مقابل الاخر و كانهما يضادان بعضهما البعض أو إلقاء هذا التصور بأن هناك من يعقتد ذلك، ذلك لان علي بن ابي طالب عليه السلام هو نفس رسول الله صلى الله عليه و آله و لا يدعوان الا لشيء واحد، و ليس أحد من الصحابة يصل الى مرتبة علي عليه السلام و منزلته، و أدل دليل على ذلك هو القرآن الكريم حيث يقول في آية المباهلة، و هي: ﴿ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴾ 1.
و قد نزلت هذه الآية حسب تصريح المفسرين جميعاً في شأن قضية و قعت بين رسول الله (صلَّى الله عليه و آله) و نصارى نجران، و لقد أجمع العلماء في كتب التفسير و الحديث على أن هذه الآية نزلت في خمسة هم:
- النبي الأكرم محمد رسول الله (صلَّى الله عليه و آله).
- الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السَّلام).
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام).
- الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السَّلام).
- الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السَّلام).
ففي صحيح مسلم: و لما نزلت هذه الآية: ﴿ ... فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ ... ﴾ 1 دعا رسول الله (صلَّى الله عليه و آله) عليا و فاطمة و حسنا و حسينا فقال: "اللهم هؤلاء أهلي" 2.
و في صحيح الترمذي: عن سعد بن أبي وقَّاص قال: لما أنزل الله هذه الآية: ﴿ ... نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ ... ﴾ 1 دعا رسول الله (صلَّى الله عليه و آله) عليا و فاطمة و حسنا و حسينا، فقال: "اللهم هؤلاء أهلي" 3.
و في مسند أحمد بن حنبل: مثله. 4.
و في تفسير الكشاف: قال في تفسير قوله تعالى: ﴿ ... فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ ... ﴾ 1، فأتى رسول الله (صلَّى الله عليه و آله) و قد غدا محتضنا الحسين، آخذا بيد الحسن، و فاطمة تمشي خلفه و علي خلفها، و هو يقول:
"إذا أنا دعوت فأَمّنوا" فقال أسقف نجران: يا معشر النصارى لأرى و جوها لو شاء الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله بها فلا تباهلوا فتهلكوا و لا يبقى على وجه الأرض نصارى إلى يوم القيامة ..." 5.
و هنا تجدر الإشارة إلى نقاط ذات أهمية و هي:
- إن تعيين شخصيات المباهلة ليس حالة عفوية مرتجلة، و إنما هو إختيار إلهي هادف و عميق الدلالة ... و قد أجاب الرسول (صلَّى الله عليه و آله) حينما سئل عن هذا الإختيار بقوله: "لو علم الله تعالى أن في الأرض عبادا أكرم من علي و فاطمة و الحسن و الحسين لأمرني أن أباهل بهم ، و لكن أمرني بالمباهلة مع هؤلاء فغلبت بهم النصارى".
- إن ظاهرة الإقتران الدائم بين الرسول (صلَّى الله عليه و آله) و أهل بيته (عليهم السَّلام) تنطوي على مضمون رسالي كبير يحمل دلالات فكرية، روحية، سياسية مهمة، إذ المسألة ليست مسألة قرابة، بل هو إشعار رباني بنوع و حقيقة الوجود الامتدادي في حركة الرسالة، هذا الوجود الذي يمثله أهل البيت (عليهم السَّلام) بما حباهم الله تعالى من إمكانات تؤهلهم لذلك.
- لو حاولنا أن نستوعب مضمون المفردة القرآنية ﴿ ... وَأَنْفُسَنَا ... ﴾ 1 لأستطعنا أن ندرك قيمة هذا النص في سلسلة الأدلة المعتمدة لإثبات الإمامة، إذ أن هذه المفردة القرآنية تعتبر علياً (عليه السَّلام) الشخصية الكاملة المشابهة في الكفاءات و الصفات لشخصية الرسول الأكرم (صلَّى الله عليه و آله) بإستثناء النبوة التي تمنح النبي خصوصية لا يشاركه فيها أحد مهما كان موقعه و منزلته.
- فالإمام علي (عليه السَّلام) إنطلاقاً من هذه المشابهة الفكرية و الروحية هو المؤهل الوحيد لتمثيل الرسول (صلَّى الله عليه و آله) في حياته و بعد مماته لما يملكه من هذه المصداقية الكاملة.
و قد أكَّد رسول الله (صلَّى الله عليه و آله) هذه الحقيقة في أحاديث واضحة الشكل و المضمون .
فعلي بن أبي طالب عليه السلام إنما هو نفس رسول الله صلى الله عليه و آله بنص القران الكريم.
﴿ ... فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ 6.
- 1. a. b. c. d. e. القران الكريم: سورة آل عمران (3)، الآية: 61، الصفحة: 57.
- 2. صحيح مسلم: 4 /1871، طبعة: دار إحياء التراث العربي/ بيروت.
- 3. صحيح الترمذي : 5 /225 حديث: 2999، طبعة: دار الكتاب العربي/بيروت.
- 4. مسند أحمد بن حنبل: 1/ 185، طبعة: دار صادر / بيروت.
- 5. تفسير الكشاف: 1/ 193، طبعة: دار الكتاب العربي/بيروت.
- 6. القران الكريم: سورة الزمر (39)، الآية: 17 و 18، الصفحة: 460.