ما هو فضل المسجد الحرام؟
المسجد الحرام هو أعظم مسجد في الإسلام من حيث المنزلة و القدسية، و هو أحد المساجد الأربعة 1 المعروفة.
يقع المسجد الحرام في قلب مدينة مكة المكرمة في الجزيرة العربية.
و المسجد الحرام يحتضن الكعبة المشرفة 2 التي هي أول بيت وضع للناس على وجه الأرض ليعبدوا الله فيه، و هي قبلة المسلمين الثانية 3، و هي أعظم و أقدس بقعة على وجه الأرض عند المسلمين، و إلى هذا المسجد الشريف يفد الملايين من المسلمين لأداء مناسك الحج و العمرة ليتعبدوا الله في هذا المسجد المبارك.
قال الله عَزَّ و جَلَّ: ﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ ﴾ 4.
و رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام عن آبَائِهِ عليهم السلام قَالَ: "الصَّلَاةُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ تَعْدِلُ مِائَةَ أَلْفِ صَلَاةٍ" 5.
- 1. المساجد الأربعة هي أربعة مساجد معروفة و من أقدم بيوت الله المخصصة للعبادة في الإسلام، و هي مساجد تتسم بالعظمة و المنزلة الرفيعة لدى عامة المسلمين و في الفقه الإسلامي بصورة خاصة.
و المساجد الأربعة إلى جانب قدمتها فهي من أهم المساجد الإسلامية في العالم حيث لا تضاهيها المساجد الأخرى في الفضيلة و المنزلة.
و للمساجد الأربعة أحكاماً خاصة تميزها عن غيرها من المساجد، و من تلك الأحكام أنها من مساجد الاعتكاف، و أن ثواب العبادة فيها أضعاف ثواب العبادة في غيرها.
و المساجد الأربعة هي: المسجد الحرام و المسجد النبوي و مسجد البصرة و مسجد الكوفة.
و روي أيضاً أن المساجد الأربعة هي: المسجد الحرام و المسجد النبوي و المسجد الأقصى و مسجد الكوفة. - 2. الكَعْبَةُ المُشَرَّفَة بناءٌ مُرَبَّعٌ و مُكَعَبٌ تقريباً، و تقع في وسط المسجد الحرام بمكة المكرمة، و أول من بَنى الكعبةَ هو أبونا النبي آدم عليه السَّلام بأمر من الله عَزَّ و جَلَّ، ثم جَدَّدَ بناءها النبي إبراهيم الخليل و إبنه إسماعيل عليهما السلام بأمر من الله عَزَّ و جَلَّ، ثم جُدِّدَ بناؤها مراراً.
- 3. كانت قبلة المسلمين منذ البعثة النبوية المباركة هي " بيت المقدس " الذي كانت اليهود تتوجه إليه في عباداتها ، و ظلّ هذا المكان المقدس قبلةً للمسلمين طيلة ثلاث عشرة عاماً يتوجهون إليه في عباداتهم و صلواتهم و ما إليها من الأمور التي يشترط فيها مراعاة القبلة.
و في ظهر يوم الثلاثاء النصف من شهر شعبان من السنة الأولى للهجرة النبوية المباركة ، أي بعد البعثة النبوية بثلاث عشرة سنة تحوّلت قبلة المسلمين من بيت المقدِس إلى الكعبة الشريفة.
أما المكان الذي تمّ فيه تغيير القبلة فهو مسجد بني سالم في المدينة المنورة . - 4. القران الكريم: سورة آل عمران (3)، الآية: 96، الصفحة: 62.
- 5. الكافي: 4 / 526، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني، المُلَقَّب بثقة الإسلام، المتوفى سنة : 329 هجرية، طبعة دار الكتب الإسلامية، سنة: 1365 هجرية/شمسية، طهران/إيران.