من هو البصير من الناس ؟
البصير هو الإنسان المؤمن ذو النظرة الثاقبة و التقييم الدقيق المنطبق على الواقع ، و ذلك لأنه ينظر إلى الأمور بمنظار دقيق و بمعايير نورانية ، فقد رُوِيَ عن الامام أمير المؤمنين علي عليه السلام أنَّهُ رَوى عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله أَنَّهُ قَالَ: "الْمُؤْمِنُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ" 1.
و قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: "... إِنَّمَا الْبَصِيرُ مَنْ سَمِعَ فَتَفَكَّرَ وَ نَظَرَ فَأَبْصَرَ وَ انْتَفَعَ بِالْعِبَرِ، ثُمَّ سَلَكَ جَدَداً وَاضِحاً يَتَجَنَّبُ فِيهِ الصَّرْعَةَ فِي الْمَهَاوِي وَ الضَّلَالَ" 2.
و قال عليه السلام أيضاً: "مَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ رَبِحَ، وَ مَنْ غَفَلَ عَنْهَا خَسِرَ، وَ مَنْ خَافَ أَمِنَ، وَ مَنِ اعْتَبَرَ أَبْصَرَ، وَ مَنْ أَبْصَرَ فَهِمَ، وَ مَنْ فَهِمَ عَلِمَ" 3.
و أما من لم يتفكر و لم ينتفع بنتائج معلوماته و لم يعتبر رغم أنه قد أبصر و سمع فهو أعمى و إن كانت حواسه سليمة.
قال الله عَزَّ و جَلَّ: ﴿ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴾ 4.
و قال عَزَّ مِنْ قائل: ﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴾ 5.
- 1. عيون أخبار الرضا عليه السلام: 2 / 61، للشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن حسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ الصدوق، المولود سنة : 305 هجرية بقم، و المتوفى سنة: 381 هجرية، الطبعة الأولى، سنة: 1420 هجرية، طهران/ايران.
- 2. نهج البلاغة: 213، طبعة صبحي الصالح.
- 3. نفس المصدر: 506.
- 4. القران الكريم: سورة الأعراف (7)، الآية: 179، الصفحة: 174.
- 5. القران الكريم: سورة الحج (22)، الآية: 46، الصفحة: 337.