حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
من هم الطلقاء؟
الطُلَقاء : جمع طَليق و هو الاسير الذي خلي سبيله و أطلق سراحه ، و الطلقاء أو مسلمة الفتح هم مجموعة من المخالفين لرسول الله صلى الله عليه و آله و المعادين للاسلام الذين لم يسلموا طوعاً بل استسلموا بعد أن وقعوا في قبضة الإسلام يوم فتح مكه ، فعفا عنهم الرسول صلى الله عليه و آله و لم يقتلهم و لم يأسرهم بل حررهم و أطلق سراحهم و قال لهم : " اذْهَبُوا فَأَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ " 1 فعرفوا بالطلقاء أو مسلمة الفتح ، و هي تسمية تتضمن التنقيص و التحقير و المن ، و تكشف عن كونهم أعداءً ألدّاء لرسول الله صلى الله عليه و آله حتى اللحظة الاخيرة .
كم كان عدد الطلقاء ؟
لم يذكر المؤرخون عدد الطلقاء تحديداً لكنه يعرف من بعض المصادر بأن عددهم كان بحدود 2000 طليق 2، و أبرز هؤلاء الطلقاء أبو سفيان ، و معاوية بن أبي سفيان ، و يزيد بن أبي سفيان ، و سهيل بن عمرو ، و عكرمة بن أبي جهل ، و صفوان بن أميه ، و غيرهم .
ذم الطلقاء في كلام المعصومين
كثر ذم الطلقاء في كلمات المعصومين و خطبهم و نحن نُشير إلى أهمها :
الخلافة لا تحل للطلقاء
جاء في جواب الامام أمير المؤمنين علي عليه السلام لما كتبه إليه معاوية بن أبي سفيان : " ... وأمَّا تلك التي تُريدُها فإنَّها خُدعَةُ الصَّبيِّ عن اللَّبنِ، ولعَمرِي لَئِن نَظَرتَ بِعَقلِكَ دُونَ هَواكَ لَعَلِمتَ أنِّي مِن أبرأ النَّاسِ مِن دمِ عُثمانَ، وقَد عَلِمتَ أنَّكَ مِن أبناءِ الطُّلقاءِ الَّذِين لا تَحِلُّ لَهُم الخِلافَةُ" 3.
و مما يجدر ذكره هنا أن عمر بن الخطاب قال في الطلقاء و في أبناء الطلقاء : إنَّ أمر الخلافة لا يصلح للطلقاء و لا لأَبناء الطلقاء 4.
سبب طمع الطلقاء في الخلافة
قال الامام الحسن بن علي عليه السلام في خطبته بعد الصلح مع معاوية : " ... وَ إِنَّ مُعَاوِيَةَ زَعَمَ لَكُمْ أَنِّي رَأَيْتُهُ لِلْخِلَافَةِ أَهْلًا وَ لَمْ أَرَ نَفْسِي لَهَا أَهْلًا، فَكَذَب ، وَ أُقْسِمُ بِاللَّهِ لَوْ أَنَّ النَّاسَ بَايَعُوا أَبِي حِينَ فَارَقَهُمُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لَأَعْطَتْهُمُ السَّمَاءُ قَطْرَهَا، وَ الْأَرْضُ بَرَكَتَهَا، وَ مَا طَمِعْتَ فِيهَا يَا مُعَاوِيَةُ، فَلَمَّا خَرَجَتْ مِنْ مَعْدِنِهَا تَنَازَعَتْهَا قُرَيْشٌ بَيْنَهَا، فَطَمِعَتْ فِيهَا الطُّلَقَاءُ وَ أَبْنَاءُ الطُّلَقَاءِ أَنْتَ وَ أَصْحَابُكَ، وَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ:" مَا وَلَّتْ أُمَّةٌ أَمْرَهَا رَجُلًا وَ فِيهِمْ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ إِلَّا لَمْ يَزَلْ أَمْرُهُمْ يَذْهَبُ سَفَالًا حَتَّى يَرْجِعُوا إِلَى مَا تَرَكُوا" 5.
أبناء الطلقاء و نماذج من جرائمهم
و جاء في خطبة العقيلة زينب عليها السلام في مجلس يزيد بن معاوية : " ... أَ مِنَ الْعَدْلِ يَا ابْنَ الطُّلَقَاءِ تَخْدِيرُكَ حَرَائِرَكَ وَ إِمَاءَكَ وَ سَوْقُكَ بَنَاتِ رَسُولِ اللَّهِ سَبَايَا قَدْ هَتَكْتَ سُتُورَهُنَّ وَ أَبْدَيْتَ وُجُوهَهُنَّ تَحْدُو بِهِنَّ الْأَعْدَاءُ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ وَ تَسْتَشْرِفُهُنَّ الْمَنَاقِلُ وَ يَتَبَرَّزْنَ لِأَهْلِ الْمَنَاهِلِ وَ يَتَصَفَّحُ وُجُوهَهُنَّ الْقَرِيبُ وَ الْبَعِيدُ وَ الْغَائِبُ وَ الشَّهِيدُ وَ الشَّرِيفُ وَ الْوَضِيعُ وَ الدَّنِيُّ وَ الرَّفِيع ... " 6.
و قولها أيضاً :
"اللَّهُمَّ خُذْ بِحَقِّنَا وَ انْتَقِمْ مِنْ ظَالِمِنَا وَ احْلُلْ غَضَبَكَ عَلَى مَنْ سَفَكَ دِمَاءَنَا وَ نَفَضَ ذِمَارَنَا وَ قَتَلَ حُمَاتَنَا وَ هَتَكَ عَنَّا سُدُولَنَا وَ فَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَ مَا فَرَيْتَ إِلَّا جِلْدَكَ وَ مَا جَزَرْتَ إِلَّا لَحْمَكَ وَ سَتُرَدُّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ بِمَا تَحَمَّلْتَ مِنْ دَمِ ذُرِّيَّتِهِ وَ انْتَهَكْتَ مِنْ حُرْمَتِهِ وَ سَفَكْتَ مِنْ دِمَاءِ عِتْرَتِهِ وَ لُحْمَتِهِ حَيْثُ يَجْمَعُ بِهِ شَمْلَهُمْ وَ يَلُمُّ بِهِ شَعَثَهُمْ وَ يَنْتَقِمُ مِنْ ظَالِمِهِمْ وَ يَأْخُذُ لَهُمْ بِحَقِّهِمْ مِنْ أَعْدَائِهِمْ فَلَا يَسْتَفِزَّنَّكَ الْفَرَحُ بِقَتْلِهِمْ وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ حَسْبُكَ بِاللَّهِ وَلِيّاً وَ حَاكِماً وَ بِرَسُولِ اللَّهِ خَصْماً وَ بِجَبْرَائِيلَ ظَهِيراً وَ سَيَعْلَمُ مَنْ بَوَّأَكَ وَ مَكَّنَكَ مِنْ رِقَابِ الْمُسْلِمِينَ أَنْ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا- وَ أَيُّكُمْ شَرٌّ مَكاناً وَ أَضَلُّ سَبِيلًا وَ مَا اسْتِصْغَارِي قَدْرَكَ وَ لَا اسْتِعْظَامِي تَقْرِيعَكَ تَوَهُّماً لِانْتِجَاعِ الْخِطَابِ فِيكَ بَعْدَ أَنْ تَرَكْتَ عُيُونَ الْمُسْلِمِينَ بِهِ عَبْرَى وَ صَدْرَهُمْ عِنْدَ ذِكْرِهِ حَرَّى فَتِلْكَ قُلُوبٌ قَاسِيَةٌ وَ نُفُوسٌ طَاغِيَةٌ وَ أَجْسَامٌ مَحْشُوَّةٌ بِسَخَطِ اللَّهِ وَ لَعْنَةِ الرَّسُولِ قَدْ عَشَّشَ فِيهَا الشَّيْطَانُ وَ فَرَخَ وَ مَنْ هُنَاكَ مِثْلُكَ مَا دَرَجَ فَالْعَجَبُ كُلُّ الْعَجَبِ لِقَتْلِ الْأَتْقِيَاءِ وَ أَسْبَاطِ الْأَنْبِيَاءِ وَ سَلِيلِ الْأَوْصِيَاءِ بِأَيْدِي الطُّلَقَاءِ الْخَبِيثَةِ وَ نَسْلِ الْعَهَرَةِ الْفَجَرَةِ تَنْطِفُ أَكُفُّهُمْ مِنْ دِمَائِنَا وَ تَتَحَلَّبُ أَفْوَاهُهُمْ مِنْ لُحُومِنَا ... " 7.
- 1. الكافي : 3 / 513 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني ، المُلَقَّب بثقة الإسلام ، المتوفى سنة : 329 هجرية ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران .
- 2. أنظر : الخصال: 2 / 640 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن حسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ الصدوق ، المولود سنة : 305 هجرية بقم ، و المتوفى سنة : 381 هجرية، الطبعة الأولى، سنة: 1403 هجرية، قم / إيران
- 3. مكاتيب الأئمة عليهم السلام : 1 / 287 ، طبعة دار الحديث 1426 هـ ، قم / إيران.
- 4. أنظر : أنساب الأشراف: 10، / 434 ــ 435 للبلاذري ، و الإصابة: 4 /70. لابن حجر العسقلاني.
- 5. الأمالي: 559، للشيخ محمد بن الحسن الطوسي، المتوفى سنة: 460 هجرية، الطبعة الأولى دار الثقافة، قم/إيران سنة: 1414 هجرية.
- 6. الإحتجاج على أهل اللجاج: 2 / 308، لأحمد بن علي الطبرسي، المتوفى سنة: 588 هجرية، الطبعة الأولى سنة: 1403 هجرية، مشهد/ايران.
- 7. الإحتجاج على أهل اللجاج: 2 / 309.