حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
المقصود من «القلب» في القرآن
لماذا نسب إدراك الحقائق في القرآن إلى القلب، بينما القلب ليس بمركز للإدراك بل مضخة لدفع الدم إلى البدن؟! الجواب على ذلك، أن القلب في القرآن له معان متعددة منها:
1- بمعنى العقل و الإدراك كقوله تعالى: ﴿ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ ... ﴾ 1.
2- بمعنى الروح و النفس كقوله سبحانه: ﴿ ... وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ ... ﴾ 2.
3- بمعنى مركز العواطف، كقوله:﴿ ... سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ ... ﴾ 3و قوله: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ... ﴾ 4.
لمزيد من التوضيح نقول: في وجود الإنسان مركزان قويّان هما:
1- مركز الإدراك، و يتكون من الدماغ و جهاز الأعصاب. لذلك نشعر أننا نستقبل المسائل الفكرية بدماغنا حيث يتمّ تحليلها و تفسيرها. (و إن كان الدماغ و الأعصاب في الواقع وسيلة و آلة للروح).
2- مركز العواطف، و هو عبارة عن هذا القلب الصنوبري الواقع في الجانب الأيسر من الصدر. و المسائل العاطفية تؤثر أول ما تؤثر على هذا المركز حيث تنقدح الشرارة الاولى.
حينما نواجه مصيبة فإننا نحسّ بثقلها على هذا القلب الصنوبري، و حينما يغمرنا الفرح فإننا نحسّ بالسرور و الإنشراح في هذا المركز (لا حظ بدقّة).
صحيح أن المركز الأصلي للإدراك و العواطف هو الروح و النفس الإنسانية، لكن المظاهر و ردود الفعل الجسمية لها مختلفة. ردود فعل الفهم و الإدراك تظهر أولا في جهاز الدماغ، بينما ردود فعل القضايا العاطفية كالحب و البغض و الخوف و السكينة و الفرح و الهمّ تظهر في القلب بشكل واضح، و يحسّها الإنسان في هذا الموضوع من الجسم.
ممّا تقدم نفهم سبب ارتباط المسائل العاطفية في القرآن بالقلب (العضو الصنوبري المخصوص)، و ارتباط المسائل العقلية بالقلب (أي العقل أو الدماغ).
أضف إلى ما تقدم أنّ عضو القلب له دور مهم في حياة الإنسان و بقائه، و توقفه لحظه يؤدي إلى الموت، فما ذا يمنع أن تنسب النشاطات الفكرية و العاطفية إليه؟!5.
- 1. القران الكريم: سورة ق (50)، الآية: 37، الصفحة: 520.
- 2. القران الكريم: سورة الأحزاب (33)، الآية: 10، الصفحة: 419.
- 3. القران الكريم: سورة الأنفال (8)، الآية: 12، الصفحة: 178.
- 4. القران الكريم: سورة آل عمران (3)، الآية: 159، الصفحة: 71.
- 5. المصدر: كتاب الامثل في تفسير كتاب الله المنزل، لسماحة آية الله الشيخ مكارم الشيرازي دامت بركاته.