حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
ما هي كيفية صلاة الاستخارة ؟
الاستخارة هي بمثابة الدعاء و طلب الخير و الاسترشاد إلى ما فيه مصلحة الإنسان من الله عَزَّ و جَلَّ ، و يستحب للمستخير أن يصلي صلاة الاستخارة ثم يستخير الله تعالى .
و الاستخارة تكون بأشكال مختلفة ، أما صلاة الاستخارة فهي أيضاً مروية بطرق مختلفة و بصورٍ متنوعة يختار المستخير أياً منها .
صلاة الاستخارة :
صلاة الاستخارة تسمية تُطلق على الصلاة التي يُصليها المستخير قبل الاستخارة ، و هي ركعتان يصليهما المستخير بفاتحة الكتاب ، و له أن يقرأ فيهما بعد الحمد أي سورة أخرى ، و له أيضاً أن يقتصر على قراءة سورة الحمد ، و هذه الصلاة صلاة مستحبة و هي من آداب الاستخارة و كمالها .
عَنْ مُرَازِمٍ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ 1 علیه السلام : " إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ شَيْئاً فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ لْيَحْمَدِ اللَّهَ وَ لْيُثْنِ عَلَيْهِ وَ لْيُصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا الْأَمْرُ خَيْراً لِي فِي دِينِي وَ دُنْيَايَ فَيَسِّرْهُ لِي وَ اقْدِرْهُ ، وَ إِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ فَاصْرِفْهُ عَنِّي ".
فَسَأَلْتُهُ أَيَّ شَيْءٍ أَقْرَأُ فِيهِمَا ؟
فَقَالَ : "اقْرَأْ فِيهِمَا مَا شِئْتَ ، وَ إِنْ شِئْتَ قَرَأْتَ فِيهِمَا- قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ " 2.
و روي عن الامام أبي جعفر الباقر عليه السلام أنه قال : " كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ( صلوات الله عليه ) إِذَا هَمَّ بِأَمْرِ حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ أَوْ بَيْعٍ أَوْ شِرَاءٍ أَوْ عِتْقٍ تَطَهَّرَ ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيِ الِاسْتِخَارَةِ فَقَرَأَ فِيهِمَا بِسُورَةِ الْحَشْرِ 3وَ بِسُورَةِ الرَّحْمَنِ 4، ثُمَّ يَقْرَأُ الْمُعَوِّذَتَيْنِ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ إِذَا فَرَغَ وَ هُوَ جَالِسٌ فِي دُبُرِ الرَّكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ ــ كَذَا وَ كَذَا ــ خَيْراً لِي فِي دِينِي وَ دُنْيَايَ وَ عَاجِلِ أَمْرِي وَ آجِلِهِ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ يَسِّرْهُ لِي عَلَى أَحْسَنِ الْوُجُوهِ وَ أَجْمَلِهَا ، اللَّهُمَّ وَ إِنْ كَانَ ــ كَذَا وَ كَذَا ــ شَرّاً لِي فِي دِينِي وَ دُنْيَايَ وَ آخِرَتِي وَ عَاجِلِ أَمْرِي وَ آجِلِهِ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اصْرِفْهُ عَنِّي ، رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اعْزِمْ لِي عَلَى رُشْدِي وَ إِنْ كَرِهْتُ ذَلِكَ أَوْ أَبَتْهُ نَفْسِي" 5.
و يستفاد من الروايات أنه يُستحسن أن تكون الاستخارة بعد صلاةٍ سواءً كانت صلاة الاستخارة أو صلاة فريضة أو نافلة ، و يدل على ذلك الروايات التالية :
قال الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام : " صَلِ رَكْعَتَيْنِ وَ اسْتَخِرِ اللَّهَ فَوَ اللَّهِ مَا اسْتَخَارَ اللَّهَ مُسْلِمٌ إِلَّا خَارَ لَهُ الْبَتَّةَ " 5.
و عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ الامام جعفر الصادق عليه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ رُبَّمَا أَرَدْتُ الْأَمْرَ يَفْرُقُ مِنِّي فَرِيقَانِ أَحَدُهُمَا يَأْمُرُنِي وَ الْآخَرُ يَنْهَانِي ؟
قَالَ ، فَقَالَ : " إِذَا كُنْتَ كَذَلِكَ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ وَ اسْتَخِرِ اللَّهَ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ مَرَّةً ، ثُمَّ انْظُرْ أَحْزَمَ الْأَمْرَيْنِ لَكَ فَافْعَلْهُ ، فَإِنَّ الْخِيَرَةَ فِيهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، وَ لْتَكُنِ اسْتِخَارَتُكَ فِي عَافِيَةٍ فَإِنَّهُ رُبَّمَا خِيرَ لِلرَّجُلِ فِي قَطْعِ يَدِهِ وَ مَوْتِ وَلَدِهِ وَ ذَهَابِ مَالِهِ " 6.
و عَنِ الْيَسَعِ الْقُمِّيِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : أُرِيدُ الشَّيْءَ فَأَسْتَخِيرُ اللَّهَ فِيهِ فَلَا يُوفَقُ فِيهِ الرَّأْيُ أَفْعَلُهُ أَوْ أَدَعُهُ ؟
فَقَالَ : " انْظُرْ إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ أَبْعَدُ مَا يَكُونُ مِنَ الْإِنْسَانِ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ ، فَانْظُرْ إِلَى شَيْءٍ يَقَعُ فِي قَلْبِكَ فَخُذْ بِهِ وَ افْتَحِ الْمُصْحَفَ فَانْظُرْ إِلَى أَوَّلِ مَا تَرَى فِيهِ فَخُذْ بِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى " 7.
وَ سَأَلَ مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْقَسْرِيُّ الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام عَنِ الِاسْتِخَارَةِ فَقَالَ : " اسْتَخِرِ اللَّهَ فِي آخِرِ رَكْعَةٍ مِنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ وَ أَنْتَ سَاجِدٌ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ مَرَّةً ".
قَالَ : كَيْفَ أَقُولُ ؟
قَالَ : " تَقُولُ أَسْتَخِيرُ اللَّهَ بِرَحْمَتِهِ ، أَسْتَخِيرُ اللَّهَ بِرَحْمَتِهِ " 8.
- 1. أي الإمام جعفر بن محمد الصَّادق عليه السَّلام ، سادس أئمة أهل البيت عليهم السلام .
- 2. الكافي : 3 / 472 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني ، المُلَقَّب بثقة الإسلام ، المتوفى سنة : 329 هجرية ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران .
- 3. سورة الحشر رقمها ( 59 ) حسب ترتيب المصحف الشريف .
- 4. سورة الرحمن رقمها ( 55 ) حسب ترتيب المصحف الشريف .
- 5. a. b. الكافي : 3 / 470.
- 6. الكافي : 3 / 472 .
- 7. تهذيب الأحكام : 3 / 310 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي ، المولود بخراسان سنة : 385 هجرية ، و المتوفى بالنجف الأشرف سنة : 460 هجرية ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران .
- 8. من لا يحضره الفقيه : 1 / 562 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن حسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ الصدوق ، المولود سنة : 305 هجرية بقم ، و المتوفى سنة : 381 هجرية ، طبعة انتشارات اسلامي التابعة لجماعة المدرسين ، الطبعة الثالثة ، سنة : 1413 هجرية ، قم / إيران .