حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
علامات الظهور
في هذا الفصل نتحدث عن بعض من العلامات التي سوف تتحقق قبل ظهور الإمام .
وقد سبق في الفصل السابق الحديث عن بعضها من شمول الفساد والظلم جميع أرجاء الأرض ، واشاعة الفحشاء والبغي فيها وتغيرات سماوية وقحط شديد ، وحروب ضارية تلتهم ثلثي أهل الأرض ، وظهور ما يدعى (الدجال) يدعو إلى الباطل ويتهافت الخلق إليه ، وأخيراً ادعاء البعض انه المصلح الأكبر ، ثم فشله في تحقيق ما يدعيه ونعتمد في هذه العلامات على النصوص المأثورة الصادرة عن مهابط الوحي .
(1) عن الرسول (ص) انه قال : " منا مهدي هذه الأمة . إذا صارت الدنيا هرجاً ومرجاً وتظاهرت الفتن ، وتقطعت السبل وأغار بعضهم على بعض ، فلا كبير يرحم صغيراً ، ولا صغير يوقر كبيراً ، فيبعث الله عند ذلك مهدينا التاسع من صلب الحسين (ع) يفتح حصون الضلالة ، وقلوباً غفلاً ، يقوم في الدين في آخر الزمان كما قمت به في أول الزمان . يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً " .
(2) قال أيضاً ـ ضمن حديث طويل ـ حدثه علياً (ع) :
" ثم نودي بنداء يسمع من البعد كما يسمع من القرب يكون رحمة على المؤمنين وعذاباً على الكافرين. قلت : ما لذلك النداء ؟ قال (ص) : " ثلاثة أصوات في رجب أولها : الا لعنة الله على الظالمين ، والثاني: أزفت الآزفة والثالث : يرون بدناً بارزاً مع قرن الشمس . الا ان الله قد بعث فلاناً 1 ، حتى لينسبه إلى علي . فيه هلاك الظالمين ، فعند ذلك يأتي الفرج " قلت : يا رسول الله ! فكم يكون بعدي من الأئمة . قال (ص) : بعد الحسين تسعة والتاسع قائمهم " .
(3) وفي حديث آخر عن الرسول (ص) . فقلت : إلهي وسيدي متى يكون ذلك ؟
فأوحى الله عزّ وجلّ : " يكون ذلك إذا رفع العلم وظهر الجهل ، وكثر القراء ، وقل العمل ، وكثر القتل وقل الفقهاء الهادون ، وكثر فقهاء الضلالة والخونة ، وكثر الشعراء ، واتخذ أمتك قبورهم مساجد 2 ، وحليت المصاحف ، وزخرفت المساجد ، وكثر الجور والفساد ، وظهر المكر ، وأمر امتك به ، ونهى عن المعروف ، واكتفى الرجال بالرجال ، والنساء بالنساء ، وصار الأمراء كفرة وأولياؤهم فجرة ، وأعوانهم ظلمة ، وذوو الرأي منهم فسقة ، وعند ذلك ثلاثة ، خسف بالمشرق ، خسف بالغرب ، وخسف بجزيرة العرب ، وخراب بالبصرة على يد رجل من ذريتك يتبعه الزنوج ، وخروج رجل من ولد الحسين بن علي (ع) وظهور الدجال يخرج من المشرق من سجستان وظهور السفياني " .
(4) وقال (ع) في حديث : " إحفَظْ .. فان علامة ذلك ـ أي ظهور الإمام (ع) ـ إذا أمات الناس الصلاة ، وأضاعوا الامانة ، واستحلوا الكذب ، واكلوا الربا ، وأخذوا الرشا ، وشيدوا البنيان وباعوا الدين بالدنيا ، واستعملوا السفهاء ، وشاوروا النساء ، وقطعوا الأرحام ، واتبعوا الأهواء ، واستخفوا بالدماء ..".
" .. كان الحلم ضعفاً والظلم فخراً ، كان الأمراء فجرة والوزراء ظلمة ، والعرفاء خونة والقراء فسقة ، وظهرت شهادة الزور ، واستعلى الفجور ، وقول البهتان والإثم والطغيان ، وحليت المصاحف ، وزخرفت المساجد ، وطولت المنائر وأكرم الأشرار وازدحمت الصفوف ، واختلفت الأهواء ونقضت العقود ، واقترب الموعود ، وشارك النساء أزواجهن في التجارة حرصاً على الدنيا ، وعلت أصوات الفساق ، واستمع منهم ، وكان زعيم القوم أرذلهم ، واتقي الفاجر مخافة شره ، وصدق الكاذب وائتمن الخائن واتخذت المعازف ، ولعن آخر هذه الأمة أولها ، وركب ذوات الفروج السروج ، وتشبه النساء بالرجال والرجال بالنساء ، وشهد الشاهد من غير ان يستشهد ، وشهد الآخر قضاء لذمام بغير حق عرفه وتفقه لغير الدين ، وآثروا عمل الدنيا على الآخرة ، ولبسوا جلود الظأن على قلوب الذئاب ، وقلوبهم أنتن من الجيف فعند ذلك الوحي الوحي . العجل العجل . خير المساكن يومئذ بيت المقدس . ليأتي على الناس زمان يتمنى أحدهم إنه من سكانه " .
(5) وقال (ع) : " إن لخروجه عشرة علامات ، أولها : تخريق الرايات في أزقة الكوفة ، وتعطيل المساجد ، وانقطاع الحاج ، وخسف وقذف بخراسان ، وطلوع الكوكب المذنب ، واقتراب النجوم ، وهرج ومرج ، وقتل ونهب . فتلك عشر علامات ، من العلامة إلى العلامة عجب ، فإذا تمت العلامات قام قائمنا " .
(6) قال الإمام الحسين (ع) : " إذا رأيتم منادٍ نادى من المشرق ثلاثة أيام أو سبعة فتوقعوا فرج أهل محمد (ص) إن شاء الله .. ينادي منادٍ من السماء باسم المهدي فيسمع من المشرق والمغرب حتى لا يبقى راقد الا استيقظ ، ولا قائم الا قعد ، ولا قاعد إلا قام على رجله فزعاً ، فرحم الله من سمع ذلك الصوت فأجاب ، فان صوت الأول صوت جبرائيل ، الروح الأمين " .
(7) وفي حديث عن رسول الله (ص) انه قال : " أي والذي نفسي بيده يا سلمان ! ان عندها يؤتى بشيء من المشرق وشيء من المغرب ، فالويل لضعفاء أمتي منهم ، والويل لهم من الله لا يرحمون صغيراً ولا يوقرون كبيراً ولا يتجافون عن سيء جثتهم جثة الآدمين وقلوبهم قلوب الشياطين ..".
ثم قال : " .. فلم يلبث إلا قليلاً حتى تخور الأرض خورة فلا يظن كل قوم إلاّ انها حادثة في ناحيتهم ، فيمكثون في ملتهم فتلقي لهم الأرض افلاذ كبدها . قال : ذهباً وفصةً ، ثم أومئ بيده إلى الأساطين فقال: مثل هذا ، فيومئذ لا ينفع ذهب ولا فضة ، فهذا معنى قوله : ﴿ ... فَقَدْ جَاء أَشْرَاطُهَا ... ﴾ 3 4 .
(8) عن أبي جعفر محمد بن علي (ع) انه قال : " لا يظهر المهدي (ع) إلاّ على خوف شديد وزلزال وفتنه تصيب الناس ، وطاعون قبل ذلك ، وسيف قاطع بين العرب ، واختلاف شديد بين الناس ، وتشتت في دينهم وتغير في حالهم ، يتمنى المتمني الموت صباحاً ومساءً من عظم ما يرى من تكالب الناس وأكل بعضهم بعضا ، فخروجه إذا خرج يكون عند اليأس والقنوط من ان يُرى فرجاً ، فيا طوبى لمن أدركه وكان من أنصاره والويل كل الويل لمن خالفه وخالف أمره " 4 .
(9) عن أبي عبد الله الصادق (ع) انه قال : " خمس قبل قيام القائم (ع) : اليماني والسفياني ، والمنادي ينادي من السماء ، وخسف بالبيداء ، وقتل نفس زكية ، وقال : ليس بين قائم آل محمد وقتل النفس الزكية إلاّ خمسة عشر يوماً " 5 .
وقال في حديث آخر : " تنكسف الشمس لخمس مضين من شهر رمضان ، قبل قيام القائم (ع) " 6 .
هذا وهناك علامات اخرى كثيرة نكتفي عنها بما سبقت من المشابهة بينها وبين ما قلنا .
وعنه (ع) انه قال : " ستخلو كوفة من المؤمنين ويأزر عنها العلم كما تأزر الحية في جحرها ثم يظهر العلم ببلدة يقال لها قم ، وتصير معدناً للعلم والفضل حتى لا يبقى في الأرض مستضعف في الدين حتى المخدرات في الحجال وذلك لا يكون إلا عند قرب ظهور قائمنا فيجعل الله ( قم ) وأهلها قائمين مقام الحجة ولولا ذلك لساخت الأرض باهلها ، ولم يبق في الارض حجة يفيض العلم منه إلى سائر البلاد في المشرق والمغرب فيتم حجة الله على الخلق حتى لا يبقى أحد على الأرض لم يبلغ إليه الدين والعلم ، ثم يظهر القائم ، ويصير سبباً لنقمة الله ولسخطه على العباد لأن الله لا ينتقم من العباد إلاّ بعد إنكارهم حجته " 7 8.
الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه قدوة وأسوة
- 1. أي " الامام المنتظر ( عجل الله فرجه ) " منتسباً إلى ابائه المعصومين (ع) .
- 2. كناية عن عبادة الاشخاص شركاً بالله .. وليس من ذلك التقرب إلى الله بقبور الصالحين التي جرت عليه سنة الإسلام والمسلمين منذ أول يوم ، ويعني الحديث عن حلية المصاحف وزخرفة المساجد : اكتفاء المسلمين في ذلك اليوم بالمظاهر دون العمل بالحقائق .
- 3. القران الكريم : سورة محمد ( 47 ) ، الآية : 18 ، الصفحة : 508 .
- 4. a. b. منتخب الأثر : ( ص 434 ) .
- 5. منتخب الأثر : ( ص 349 ) .
- 6. منتخب الأثر : ( ص 441 ) .
- 7. منتخب الأثر عن البحار : ( ص 443 ) .
- 8. المصدر: كتاب الإمام المهدي ( عجل الله تعالى فرجه ) قدوة وأسوة ، لآية الله السيد محمد تقي المدرسي دامت بركاته.