Total votes: 18
Posted: 2 days ago
القراءات: 128

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

تفسير سورة البقرة: الايات 1-20

سورة البقرة، مدنيّة وهي ست وثمانون ومائتان آية

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

1 ـ ﴿ ... الم 1 هذا اللفظ المركب من حروف الهجاء ونظائره مثل (الر) ، و (حم) وغير ذلك ـ يسمى فواتح السور ، واختلف فيه المفسرون فقيل : هو اسم للسورة. ـ ولكن ورد عن أئمتنا (ع) انه من المتشابهات والمبهمات التي استأثر الله بعلمها ولا يعلم تأويلها غيره.

2 ـ ﴿ ذَٰلِكَ الْكِتَابُ ... 2 إشارة الى القرآن الكريم ﴿ ... لَا رَيْبَ فِيهِ ... 2 حيث بلغ الغاية والنهاية في وضوح الدلالة على صدقه ، لأنه المعجزة الإلهية التي تحدى بها سبحانه كل جاحد ومعاند ﴿ ... هُدًى لِلْمُتَّقِينَ 2 والهدى هو الدليل المرشد إلى التي هي أقوم ، و «المتقين جمع المتقي ، والمراد بهم هنا الذين يرغبون في طاعة الله ورسوله ، ويعدونها ذخرا ونصرا.

3 ـ ﴿ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ... 3 المراد بهذا الغيب كل ما خفي وغاب عن علم العباد مما نزل على قلب محمد (ص) كالبعث والنشر والجنة والنار وما إلى ذلك مما لا ينكره العقل ، أما ما يرفض العقل السليم فلا يسمى غيبا ، بل أسطورة وخرافة ﴿ ... وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ ... 3 يحافظون عليها ، ويؤدونها على أصولها ﴿ ... وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ 3 يتصدقون ببعض ما يملكون من المال الحلال الطيّب.

4 ـ ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ ... 4الخطاب لرسول الله (ص) والمعنى : لا بد أن يكون مع الإيمان بالغيب وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ، الإيمان بنبوتك يا محمد ﴿ ... وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ ... 4وأيضا لا بد من الإيمان بكل نبي آمنت أنت بنبوته وما أنزل إليه من الوحي ﴿ ... وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ 4 هذا هو الأصل الثالث من أصول الإسلام ، فمن آمن بالله ونبوة محمد ، ولم يؤمن بالآخرة فليس بمسلم ، وكذلك من آمن بالله واليوم الآخر ، ولم يؤمن بنبوة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله.

5 ـ ﴿ أُولَٰئِكَ ... 5 إشارة إلى الذين اتصفوا بالخصال السابقة النبيلة الفاضلة ﴿ ... عَلَىٰ هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ ... 5 أبدا لا هدى إلا هدى الله وحده ، وأهل تلك الخصال الحميدة متمكنون منه ومستقرون عليه ﴿ ... وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ 5 كرر سبحانه كلمة أولئك للتنبيه إلى أنهم قد تميزوا عن غيرهم بفضيلتين : الهدى إلى دين الحق والفلاح والظفر بمرضاة الله وثوابه.

6 ـ ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ 6 سواء بمعنى الاستواء وهو هنا خبر إن الذين ، والإنذار : التحذير من العذاب ، لما قدم سبحانه ذكر الأتقياء عقّبه بذكر الأشقياء ، وأنهم لا يستجيبون لداعي الله ، وإن بالغ في الوعيد والتهديد.

7 ـ ﴿ خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ... 7 الختم والغشاوة هنا كناية عن أنهم قد بلغوا الغاية القصوى في العناد والمكابرة حتى كأن قلوبهم مقفلة لا ينفذ إليها شيء ، وعلى أبصارهم غطاء لا يرون معه شيئا.

8 ـ ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ﴾ 8 ذكر سبحانه أولا الذين آمنوا سرا وعلانية ، ثم ثنى بالذين كفروا كذلك قلبا ولسانا ، ثم ثلّث بالذين أسرّوا الكفر وأعلنوا الإيمان ، وهم المنافقون ، وذنبهم عند الله سبحانه أعظم من ذنب الكفرة الفجرة ...

9 ـ ﴿ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا ... 9 إن الله لا يخدع ، ولكن المنافقين صنعوا صنع الخادعين حيث تظاهروا بالإيمان وهم كافرون ، فأمر الله نبيه والصحابة أن يعاملوهم معاملة المسلمين ، وغدا يجري سبحانه معهم حساب المشركين ﴿ ... وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ ... 9 لأن عاقبة النفاق والخداع تعود عليهم بالضرر لا على غيرهم ﴿ ... وَمَا يَشْعُرُونَ 9 بسوء المصير.

10 ـ ﴿ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ... 10 ومرض القلب هو النفاق والاعتقاد الفاسد والحقد والحسد ونحو ذلك من الرذائل ﴿ ... فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ... 10 وذلك بأن المنافقين حسدوا النبي على عظيم مقامه ، فزاده الله عظمة وعلوّا. فازدادوا حسدا على حسد أي مرضا على مرض ﴿ ... وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ 10 فيه إشارة إلى أن الإنسان لا يعذب على مجرد الحسد ما دام في القلب فقط ، وإنما يعذب إذا ظهر للحسد أثر محسوس كالكذب والافتراء على المحسود ونحو ذلك.

11 ـ ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ ... 11 كان المنافقون يتجسّسون على المسلمين ، ويفشون أسرارهم للأعداء ، وإذا نهوا عن هذا الفساد ﴿ ... قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ 11 خالصون من كل عيب ، فإذا بهذا الزعم فساد إلى فساد.

12 ـ ﴿ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِنْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾ 12 لا يرون ما هم فيه من عيوب وعورات.

13 ـ ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ ... 13 أي صدقوا رسول الله (ص) كما صدّقه إخوانكم وأصحابكم كعبد الله بن سلام وغيره ﴿ ... قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ ... 13 السفه : خفة الحلم وسخافة العقل ، أما النفاق فهو : فساد العقيدة ﴿ ... أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ ... 13 أي يجهلون أنهم جاهلون وهذا أبلغ الذم.

14 ـ ﴿ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا ... 14 كذبا ونفاقا ﴿ ... وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ ... 14 وهم رؤساؤهم من أعداء الإسلام والمسلمين ﴿ ... قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ ... 14 على الكفر والكره لمحمد (ص) ﴿ ... إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ 14 بالإسلام والمسلمين.

15 ـ ﴿ اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ ... 15 ومعنى استهزائه تعالى الإذلال في الدنيا والعذاب في الآخرة ﴿ ... وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ ... 15 يدعهم وشأنهم يتمادون في الغيّ والضلال ﴿ ... يَعْمَهُونَ 15  العمه في البصيرة ، والعمى في القلب.

16 ـ ﴿ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ ... 16 أحبوا الباطل وآثروه على دين الحقّ ﴿ ... فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ 16 لأن المطلوب في التجارة الربح مع سلامة رأس المال ، والمنافقون أضاعوهما معا ، لأن الهدى عند الله سبحانه هو رأس المال ، وقد ذهب أو بعد عن المنافقين ، وتبعه الربح حيث لا بقاء لفرع بلا أصل.

17 ـ ﴿ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي ... 17 المراد بذلك هنا الجنس الشامل للجماعة تماما كقوله تعالى : ﴿ ... وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا ... 18 ـ 69 التوبة» أي الذين خاضوا ﴿ ... اسْتَوْقَدَ نَارًا ... 17 أشعلها ﴿ ... فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ... 17 امتد ضوؤها إلى الأشياء التي حول من أوقدها ﴿ ... ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ ... 17 خمدت النار ولا نور يستضيئون به ﴿ ... وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ 17 بقوا متحيّرين متحسرين حيث لا يدرون أين يذهبون؟ وما ذا يفعلون ..؟

18 ـ ﴿ صُمٌّ ... 19 لا يسمعون ﴿ ... بُكْمٌ ... 19 لا ينطقون ﴿ ... عُمْيٌ ... 19 لا يبصرون على سلامة الآذان والألسن والأبصار ، ولكنهم لما رفضوا الاستماع للحق والنطق به والنظر إليه ، أصبحوا كمن فقد هذه الحواس من الأساس ﴿ ... فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ 19 إلى الرشد ، ولا ينتهون عن البغي بعد أن أصبحوا كالصم البكم العمي.

19 ـ ﴿ أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ ... 20 هذا تمثيل آخر لحال المنافقين ، والصيّب مطر ينزل من السماء ﴿ ... فِيهِ ظُلُمَاتٌ ... 20 دامسة ﴿ ... وَرَعْدٌ ... 20 قاصف ﴿ ... وَبَرْقٌ ... 20  خاطف ﴿ ... يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ ... 20 يقال : صعقته الصاعقة فصعق أي فمات ، والمنافقون دائما في قلق وخوف من كشف حقيقتهم ولا ملجأ لهم تماما كمن أتته الصاعقة فاتقاها بسد أذنيه ﴿ ... وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ 20 كلنا نتقلّب في قبضته جلّت عظمته ، ولا مفرّ منه إلا إليه.

20 ـ ﴿ يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ ... 21 كناية عن شدة الهول ﴿ ... كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ ... 21 خطوة أو خطوتين ﴿ ... وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا ... 21 إذا خفي البرق وقفوا حائرين ﴿ ... وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ ... 21 لو أراد سبحانه لزاد في قصف الرعد فأصمّهم وفي برق البرق فأعماهم ﴿ ... إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 21 واضح بلا تفسير 22.