Posted: 18 years ago
Total votes: 375
القراءات: 118723

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

ما هي حقيقة الملائكة ، و ما هي أوصافهم ؟

الملائكة جَمعُ مَلَكْ ، و هم صنفٌ من خلق اللّه جَلَّ جَلالُه ، و معلوماتنا عنهم محدودة جداً ، و ذلك لأن عالمَ الملائكة ليس عالَماً محسوساً و مشهوداً بالنسبة إلينا ، فلا طريق لنا إلى معرفة عالمهم أو معرفة خصوصياتهم إلاّ بواسطة القرآن الكريم أو الأحاديث المروية عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) و الأئمة من أهل بيته ( عليهم السلام ) ،

فمعلوماتنا تقتصر على ما وَرَدَ بيانه في القرآن الكريم و الأحاديث الشريفة ، و إن كثيراً مما رُوِيَ في صفات الملائكة لا تستوعبها عقولنا ، ذلك لأنها خارجة عن مقاييسنا الدنيوية ، و لجهلنا بحقيقة هذا الخَلق العظيم ، فعلينا أن نتعبَّد في قبولنا لتلك المعلومات كما وردتنا .

الملائكة كما وصفهم القرآن الكريم

وصف الله عَزَّ و جَلَّ الملائكة بأنهم خَلْقٌ من مخلوقاته جَلَّ جَلالُه ، و هم ذو إرادة و عقل و أجنحة و حياة و موت ، و هم عبادٌ لله يعبدونه و يعملون بأمره و لا يعصونه ، و ليست لهم نفس أمّارة بالسوء ، و هم على درجات من الفضل فمنهم الروح الأمين ، و روح القدس ، و منهم الملكان اللذان يسجّلان عمل الإنسان ، و منهم ملك الموت و أعوانه و غيرهم من الملائكة .
هذا و يختار اللّه من الملائكة رسلاً لتبليغ الوحي و إنزال المقدّرات في ليلة القدر ، و يحشرون يوم القيامة ، و يقومون بما يأمرهم اللّه به و لا يعصونه .
و قَدْ يتمثّل الملائكة أحياناً بصورة إنسان عند أداء واجبهم ، و يختار اللّه منهم رسله لتبليغ رسالة الله جَلَّت قدرته .
و قد أخبر الله جَلَّ جَلالُه عن بعض صفاتهم و أشار إلى بعض خصوصياتهم في آيات من كتابه الكريم ، نذكر منها ما يلي :

  • ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا 1 .
  • ﴿ وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ 2 .
  • ﴿ تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ 3 .
  • ﴿ يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا 4 .
  • ﴿ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ 5 .
  • ﴿ لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ 6.
  • ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلآئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ 7 .
  • ﴿ وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاء وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ 8 .
  • ﴿ يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ 9 .
  • ﴿ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوُاْ السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ 10 .
  • ﴿ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ 11 .
  • ﴿ اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ 12 .
  • ﴿ قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ * مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ 13 .

الملائكة في وصف الامام علي

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) و هو يتحدَّث عن خلق الملائكة :
" ثُمَّ فَتَقَ مَا بَيْنَ السَّمَوَاتِ الْعُلَا فَمَلَأَهُنَّ أَطْوَاراً مِنْ مَلَائِكَتِهِ ، مِنْهُمْ سُجُودٌ لَا يَرْكَعُونَ ، وَ رُكُوعٌ لَا يَنْتَصِبُونَ ، وَ صَافُّونَ لَا يَتَزَايَلُونَ ، وَ مُسَبِّحُونَ لَا يَسْأَمُونَ ، لَا يَغْشَاهُمْ نَوْمُ الْعُيُونِ ، وَ لَا سَهْوُ الْعُقُولِ ، وَ لَا فَتْرَةُ الْأَبْدَانِ ، وَ لَا غَفْلَةُ النِّسْيَانِ ، وَ مِنْهُمْ أُمَنَاءُ عَلَى وَحْيِهِ ، وَ أَلْسِنَةٌ إِلَى رُسُلِهِ ، وَ مُخْتَلِفُونَ بِقَضَائِهِ وَ أَمْرِهِ ، وَ مِنْهُمُ الْحَفَظَةُ لِعِبَادِهِ وَ السَّدَنَةُ لِأَبْوَابِ جِنَانِهِ ، وَ مِنْهُمُ الثَّابِتَةُ فِي الْأَرَضِينَ السُّفْلَى أَقْدَامُهُمْ ، وَ الْمَارِقَةُ مِنَ السَّمَاءِ الْعُلْيَا أَعْنَاقُهُمْ ، وَ الْخَارِجَةُ مِنَ الْأَقْطَارِ أَرْكَانُهُمْ ، وَ الْمُنَاسِبَةُ لِقَوَائِمِ الْعَرْشِ أَكْتَافُهُمْ ، نَاكِسَةٌ دُونَهُ أَبْصَارُهُمْ ، مُتَلَفِّعُونَ تَحْتَهُ بِأَجْنِحَتِهِمْ ، مَضْرُوبَةٌ بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ مَنْ دُونَهُمْ حُجُبُ الْعِزَّةِ وَ أَسْتَارُ الْقُدْرَةِ ، لَا يَتَوَهَّمُونَ رَبَّهُمْ بِالتَّصْوِيرِ ، وَ لَا يُجْرُونَ عَلَيْهِ صِفَاتِ الْمَصْنُوعِينَ ، وَ لَا يَحُدُّونَهُ بِالْأَمَاكِنِ ، وَ لَا يُشِيرُونَ إِلَيْهِ بِالنَّظَائِرِ " 14 .

اقسام الملائكة

قال العلامة المحقق السيد مرتضى العسكري : إنّ الامام ـ أمير المؤمنين ـ ( عليه السَّلام ) جعل الملائكة أربعة أقسام :
الاوّل : أرباب العبادة ، و منهم الراكع ، و الساجد ، و الصافّ ، و المسبّح ، و قوله " صافّون " أي قائمون صفوفا ، ـ و قوله ـ لا يتزايلون أي لا يتفارقون .
و القسم الثاني : الامناء على وحي اللّه لانبيائه ، و الالسنة الناطقة في أفواه رسله ، و المختلفون بالاقضية إلى العباد : بهم يقضي اللّه على من شاء بما شاء .
و القسم الثالث : حفظة العباد ، كأنهم قوى مودعة في أبدان البشر و نفوسهم ، يحفظ اللّه الموصولين بها من المهالك و المعاطب ، و لولا ذلك لكان العطب ألصق بالانسان من السلامة ، و منهم سدنة الجنان ، جمع سادن ، و هو الخادم ، و الخادم يحفظ ما عهد إليه و أقيم على خدمته .
و القسم الرابع : حملة العرش ، و لعلّهم هم المأمورون بتدبير أمر العالم من إنزال المطر و إنبات النبات و أمثالها ممّا يتعلّق بربوبيّة ربّ العالمين لعوالم المخلوقات 15 .

10 Comments

العلاقات العامة (PR Islam4u)'s picture

الستر الإلهي من أعين الملائكة

السلام علیکم ورحمة الله وبركاته 
إن الله تعالى أحيانا يستر عبده حتى من ملائكته الذين جعلهم شهودا على ما يصدر منه من الذنوب والآثام و هذا ما يشير إليه قول الإمام أمير المؤمنين (ع) في دعاء كميل عندما يقول : (الّذين وكلتهم بحفظ ما يكون منّي) أي يصدر منّي من الأفعال والأعمال. (وجعلتهم شهوداً عليَّ) و الشهود جمع الشاهد وهو الحاضر المطّلع على الأمر، أو العالم به.(مع جوارحي) جمع «جارحة»، وهي العضو كما قال تعالى: (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ ألْسِنَتُهُمْ وَأيْدِيهِمْ وَأرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (وكنت أنت الرقيب عليَّ من ورائهم والشاهد لما خفي عنهم) كالخواطر السيئة والنيّات الفاسدة الّتي لا يدركها الموكّلون، ويعلمها الله.(وبرحمتك أخفيته) أي من الملائكة.(وبفضلك سترته) على الخلائق.
و عليه فإنه يمكن القول إن صفة الستر الإلهي تتحقق حتى عن أعين الملائكة ولا حاجة لأن يغير الله الملائكة ويأتي بالجديد منهم .

ام نرجس 's picture

السلآم عليكم ورحمة الله وبركاته

قرأت حديث للمفضل عن الإمام الصادق عليه السلام :ماحد انتهاء المؤمن؟
قال عليه السلام:إذا ارتقى المؤمن في درجة الابواب.
قلت (المفضل)ايرتقون من درجه إلى درجه حتى يصيروا ملائكه فيرفع عنهم الاكل والشرب والاهتمام بتلك الأشياء و يرتقون إلى السماء و ينزلون إلى الأرض .
قال عليه السلام:نعم إن شاء الله الى آخر الحديث

نعيم محمدي أمجد (amjad)'s picture

كتاب الهفت والأظلة

سلام عليكم

أختي الكريمة، هذا الكلام المنسوب إلى الإمام الصادق (سلام اللّه عليه) منقول في كتاب «الهفت والأظلة»، والكتاب لم تثبت نسبته إلى الإمام الصادق (عليه السلام)، كما أن الكتاب يحتوي على الغلو في العقائد، والغلو مرفوض في مدرسة أهل البيت سلام اللّه عليهم أجمعين.

 

لكن إن أحببت التعرف إلى حياة الإمام جعفر الصادق (سلام اللّه عليه) وسيرته وتراثه العلمي، يمكنك قراءة:

الامام جعفر بن محمد الصادق

 

كما يمكنك مطالعة:

الملائكة و المتقون هم عباد الرحمن و التواضع من ابرز صفاتهم (فيديو)

فلسفة وجود الملائكة والشياطين في الكون

صفات المؤمن

 

وسدد اللّه خطاك