حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
- الانتظار - الشيعة - الظهور - الغيبة - الغيبة الكبرى - القائم - المنتظر - المهدي - المهدي المنتظر - زمن الغيبة - سمات المنتظر
ما هي سمات المنتظر للامام المهدي في زمن الغيبة ؟
مسالة الانتظار
من الطبيعي جداً أن يُولي الإنسان المؤمن مسالة إنتظار ظهور الإمام المهدي ( عليه السَّلام ) إهتماماً كبيراً ، حيث أن هذه المسألة من أهم المسائل التي تتعلق بإمام العصر و الزمان الإمام الثاني عشر ( عجَّل الله فرَجَه ) الذي بشَّرت الأحاديث الشريفة بظهوره و قيام دولة الحق و العدالة الشاملة على يده ، بعد أن يقضي على كل ألوان الباطل و على كل مظاهر الظلم و الجور و الحرمان و الكفر ، فتكون نهاية دولة الطغاة و الجبابرة و المستكبرين و الكفار على يده .
و مما يزيد من إهتمام الإنسان المؤمن بمسالة الانتظار هي البشارة التي حملتها الأحاديث الكثيرة للمنتظر في زمان الغيبة ، الأمر الذي يزيد من لهفة المؤمنين للتعرف على معنى الانتظار ، و صفات المنتظِر ، بغرض السعي إلى تحصيلها ، أو للتأكد من إنطباقها عليهم .
ثواب من مات منتظرا
رُوِيَ عَنِ الإمام الرِّضَا ( عليه السَّلام ) ، عَنْ آبَائِهِ ( عليهم السلام ) أنَّهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) : " أَفْضَلُ أَعْمَالِ أُمَّتِي انْتِظَارُ فَرَجِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ " 1 .
وَ رَوَى السِّنْدِيُّ عَنْ جَدِّهِ ، أنَّهُ قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ 2 ( عليه السَّلام ) : مَا تَقُولُ فِيمَنْ مَاتَ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ ، مُنْتَظِراً لَهُ ؟
قَالَ : " هُوَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ كَانَ مَعَ الْقَائِمِ فِي فُسْطَاطِهِ " .
ثُمَّ سَكَتَ هُنَيْئَةً ، ثُمَّ قَالَ : " هُوَ كَمَنْ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) " 3 .
وَ عَنْ عَلَاءِ بْنِ سَيَابَةَ ، قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السَّلام ) : " مَنْ مَاتَ مِنْكُمْ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ مُنْتَظِراً لَهُ كَانَ كَمَنْ كَانَ فِي فُسْطَاطِ الْقَائِمِ ( عليه السَّلام ) " 3 .
سمات المنتظر
لمعرفة سِمات المنتظر للإمام المهدي ( عجَّل الله فرَجَه ) لا بُدَّ لنا أولاً من معرفة معنى الانتظار و المنتظِر ، حيث أن معرفة المعنى الصحيح لهذين المصطلحين يعتبر مقدمة ضرورية لمعرفة سمات المنتظر ، و ذلك لأن الفهم الخاطيء للمصطلحين المذكورين يشكل عقبة كبرى في هذا المجال .
الفهم الخاطئ لمعنى الانتظار
مما يؤسف له هو أن بعض الناس فهم معنى الانتظار فهماً خاطئاً حيث تصور هؤلاء بأن المراد بالانتظار هو التسليم للأمر الواقع و الرضا به أياً كان هذا الواقع ، و الوقوف أمام التيارات الفكرية الجارفة وقوف المشاهد المتفرج ، و مجارات الأحداث كيفما إتفقت دونما خشية من الإنجراف مع موجات الفساد العارمة ، بل و مسايرتها لأنها من الواقع الذي لا يمكن الوقوف في وجهه ، ضناً منهم بأنهم غير مسؤولين عن شيء أبداً ، و ليس عليهم سوى الصبر و الرضا بالواقع المُّر حتى يظهر الإمام المهدي ( عجَّل الله فرَجَه ) فهو المأمور برفع الظلم عن شعوب العالم و إقامة دولة الحق .
و الأسوأ من هذا هو ما فهمه البعض من أن معنى الإنتظار هو الامتناع عن أي عمل إصلاحي تربوي أو إجتماعي أو سياسي من شأنه إصلاح ما فسد من أمر الأمة ، أو تغيير الفاسد إلى الحَسن ، أو الحسن إلى الأحسن .
و كذلك ترى البعض يمتنع عن أي عمل استنكاري يقاوم المنكر و الفساد و الظلم ، كل ذلك بحجة أن مثل هذه الأمور سوف تؤخر قيام دولة الإمام المهدي ( عليه السَّلام ) الذي لا يظهر إلا بعد أن تمتلئ الأرض ظلماً و جوراً ، و ذلك لما ورد في الحديث عن النبي ( صلى الله عليه و آله ) أنَّهُ قال : " ... يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً " 4 ، زاعمين بأنه لا بُدَّ أن تمتلئ الأرض ظلماً و جوراً حتى يظهر الإمام ( عليه السَّلام ) فيملأها قسطاً و عدلاً !
لكن أدنى مراجعة للأحاديث الشريفة تكشف لنا أن هذا الفهم لا يتطابق مع روح الإسلام و تعاليمه البناءة ، و هو فهم خاطئ يغاير التعاليم الإسلامية و النصوص الدينية الصريحة .
الفهم الصحيح لمعنى الانتظار
إذا راجعنا الأحاديث التي تتحدث عن الانتظار و حقيقته ، و المنتظر الحقيقي و وظيفته ، فسوف نعرف بأن " الإنتظار " إنما هو مدرسة نموذجية تصنع الأبطال المتميزين ، فتلميذها المتخرج منها بدرجة امتياز هو " المنتظِر " .
و المنتظر يتروَّض في مدرسة الإنتظار و يتربى فيها تربية كاملة تجعله يتحمل أعلى مراتب المسؤولية ، و هذه التربية تمكنه من أن يتحلى بكل صفات المؤمن الصادق الذي لا تأخذه في الله لومة لائم .
و متى استطاع هذا التلميذ " المنتظر " من إجتياز المراحل التربوية العالية و النموذجية من خلال جهاد النفس و الورع و التقوى و الأخلاق الإسلامية ، عندها يكون عبداً صالحاً مطيعاً لله و رسوله ( صلى الله عليه و آله ) و الأئمة المعصومين ( عليهم السلام ) ، و مقتدياً بإمام زمانه ( عليه السَّلام ) فيصح أن يُطلق عليه لقب " المنتظِر " و يكون مؤهلاً لأن يكون من أعوان الإمام المهدي المنتظَر و أنصاره ( عليه السَّلام ) حال غيبته و لدى ظهوره .
فعَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ 5 ( عليه السَّلام ) أنَّهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) ذَاتَ يَوْمٍ وَ عِنْدَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ : اللَّهُمَّ لَقِّنِي إِخْوَانِي " ـ مَرَّتَيْنِ ـ .
فَقَالَ مَنْ حَوْلَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ : أَ مَا نَحْنُ إِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟!
فَقَالَ : " لَا ، إِنَّكُمْ أَصْحَابِي ، وَ إِخْوَانِي قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ آمَنُوا وَ لَمْ يَرَوْنِي ، لَقَدْ عَرَّفَنِيهِمُ اللَّهُ بِأَسْمَائِهِمْ وَ أَسْمَاءِ آبَائِهِمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُخْرِجَهُمْ مِنْ أَصْلَابِ آبَائِهِمْ وَ أَرْحَامِ أُمَّهَاتِهِمْ ، لَأَحَدُهُمْ أَشَدُّ بَقِيَّةً عَلَى دِينِهِ مِنْ خَرْطِ الْقَتَادِ 6 فِي اللَّيْلَةِ الظَّلْمَاءِ ، أَوْ كَالْقَابِضِ عَلَى جَمْرِ الْغَضَا 7 ، أُولَئِكَ مَصَابِيحُ الدُّجَى 8 ، يُنْجِيهِمُ اللَّهُ مِنْ كُلِّ فِتْنَةٍ غَبْرَاءَ مُظْلِمَةٍ " 9 .
وَ قَالَ أمير المؤمنين علي ( عليه السَّلام ) : " الْآخِذُ بِأَمْرِنَا مَعَنَا غَداً فِي حَظِيرَةِ الْقُدْسِ ، وَ الْمُنْتَظِرُ لِأَمْرِنَا كَالْمُتَشَحِّطِ بِدَمِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ " 9 .
فحقيقة الانتظار ليست إلا الإلتزام الديني و الورع عن محارم الله التي نهى عن إرتكابها ، و العمل بما افترض الله عَزَّ و جَلَّ على الإنسان من الواجبات و التكاليف الشرعية حتى في أحلك الظروف .
و المنتظر وفقاً لهذا الفهم لا يُفوِّت أي فرصة لرفع مستواه العلمي و الإيماني و التحلي بالأخلاق الحسنة ، و إيجاد حالة الجهوزيته التامة لنفسه من كل النواحي لكي يكون من جند الإمام المهدي ( عجَّل الله فرَجَه ) .
فالمنتظر الحقيقي هو دائماً على أهبة الاستعداد التام لإمتثال أوامر الإمام ( عليه السَّلام ) حال ظهوره و حال غيبته على حد سواء ، فحاله حال من يعيش مع الإمام المهدي ( عليه السَّلام ) و يرتبط به ارتباطاً وثيقاً ، بل كمن يلازم الإمام ( عليه السَّلام ) في غرفة قيادته .
فعَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْكَابُلِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ( عليه السَّلام ) أنَّهُ قَالَ : " تَمْتَدُّ الْغَيْبَةُ بِوَلِيِّ اللَّهِ الثَّانِي عَشَرَ مِنْ أَوْصِيَاءِ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) وَ الْأَئِمَّةِ بَعْدَهُ .
يَا أَبَا خَالِدٍ : إِنَّ أَهْلَ زَمَانِ غَيْبَتِهِ الْقَائِلُونَ بِإِمَامَتِهِ الْمُنْتَظِرُونَ لِظُهُورِهِ ، أَفْضَلُ أَهْلِ كُلِّ زَمَانٍ ، لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ أَعْطَاهُمْ مِنَ الْعُقُولِ وَ الْأَفْهَامِ وَ الْمَعْرِفَةِ مَا صَارَتْ بِهِ الْغَيْبَةُ عِنْدَهُمْ بِمَنْزِلَةِ الْمُشَاهَدَةِ ، وَ جَعَلَهُمْ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ بِمَنْزِلَةِ الْمُجَاهِدِينَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) بِالسَّيْفِ ، أُولَئِكَ الْمُخْلَصُونَ حَقّاً ، وَ شِيعَتُنَا صِدْقاً ، وَ الدُّعَاةُ إِلَى دِينِ اللَّهِ سِرّاً وَ جَهْراً " 10 .
وصايا و بشارات للمنتظرين
1 ـ عَنْ جَابِرٍ أنَّهُ قَالَ : دَخَلْنَا عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ 5 ( عليه السَّلام ) وَ نَحْنُ جَمَاعَةٌ بَعْدَ مَا قَضَيْنَا نُسُكَنَا ، فَوَدَّعْنَاهُ وَ قُلْنَا لَهُ أَوْصِنَا يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ .
فَقَالَ : " لِيُعِنْ قَوِيُّكُمْ ضَعِيفَكُمْ ، وَ لْيَعْطِفْ غَنِيُّكُمْ عَلَى فَقِيرِكُمْ ، وَ لْيَنْصَحِ الرَّجُلُ أَخَاهُ كَنُصْحِهِ لِنَفْسِهِ ، وَ اكْتُمُوا أَسْرَارَنَا ، وَ لَا تَحْمِلُوا النَّاسَ عَلَى أَعْنَاقِنَا ، وَ انْظُرُوا أَمْرَنَا وَ مَا جَاءَكُمْ عَنَّا فَإِنْ وَجَدْتُمُوهُ فِي الْقُرْآنِ مُوَافِقاً فَخُذُوا بِهِ ، وَ إِنْ لَمْ تَجِدُوا مُوَافِقاً فَرُدُّوهُ ، وَ إِنِ اشْتَبَهَ الْأَمْرُ عَلَيْكُمْ فَقِفُوا عِنْدَهُ وَ رُدُّوهُ إِلَيْنَا ، حَتَّى نَشْرَحَ لَكُمْ مِنْ ذَلِكَ مَا شُرِحَ لَنَا ، فَإِذَا كُنْتُمْ كَمَا أَوْصَيْنَاكُمْ وَ لَمْ تَعَدَّوْا إِلَى غَيْرِهِ ، فَمَاتَ مِنْكُمْ مَيِّتٌ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ قَائِمُنَا كَانَ شَهِيداً ، وَ مَنْ أَدْرَكَ قَائِمَنَا فَقُتِلَ مَعَهُ كَانَ لَهُ أَجْرُ شَهِيدَيْنِ ، وَ مَنْ قَتَلَ بَيْنَ يَدَيْهِ عَدُوّاً لَنَا كَانَ لَهُ أَجْرُ عِشْرِينَ شَهِيداً " 10 .
2 ـ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنِ الصَّادِقِ ، عَنْ آبَائِهِ ( عليهم السلام ) أنَّهُ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ ( صلى الله عليه و آله ) لِعَلِيٍّ ( عليه السَّلام ) : " يَا عَلِيُّ ، وَ اعْلَمْ أَنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ يَقِيناً قَوْمٌ يَكُونُونَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ لَمْ يَلْحَقُوا النَّبِيَّ وَ حُجِبَ عَنْهُمُ الْحُجَّةُ ، فَآمَنُوا بِسَوَادٍ فِي بَيَاضٍ " 3 .
3 ـ عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ أنَّهُ قَالَ : قَالَ سَيِّدُ الْعَابِدِينَ ( عليه السَّلام ) : " مَنْ ثَبَتَ عَلَى وَلَايَتِنَا فِي غَيْبَةِ قَائِمِنَا أَعْطَاهُ اللَّهُ أَجْرَ أَلْفِ شَهِيدٍ مِثْلِ شُهَدَاءِ بَدْرٍ وَ أُحُدٍ " 3 .
4 ـ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْوَاسِطِيِّ ، أنَّهُ قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السَّلام ) : أَصْلَحَكَ اللَّهُ ، وَ اللَّهِ لَقَدْ تَرَكْنَا أَسْوَاقَنَا انْتِظَاراً لِهَذَا الْأَمْرِ ، حَتَّى أَوْشَكَ الرَّجُلُ مِنَّا يَسْأَلُ فِي يَدَيْهِ !
فَقَالَ : " يَا عَبْدَ الْحَمِيدِ ، أَ تَرَى مَنْ حَبَسَ نَفْسَهُ عَلَى اللَّهِ لَا يَجْعَلُ اللَّهُ لَهُ مَخْرَجاً ، بَلَى وَ اللَّهِ لَيَجْعَلَنَّ اللَّهُ لَهُ مَخْرَجاً ، رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً حَبَسَ نَفْسَهُ عَلَيْنَا ، رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً أَحْيَا أَمْرَنَا " .
قَالَ : قُلْتُ : فَإِنْ مِتُّ قَبْلَ أَنْ أُدْرِكَ الْقَائِمَ ؟
فَقَالَ : " الْقَائِلُ مِنْكُمْ إِنْ أَدْرَكْتُ الْقَائِمَ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ نَصَرْتُهُ كَالْمُقَارِعِ مَعَهُ بِسَيْفِهِ ، وَ الشَّهِيدُ مَعَهُ لَهُ شَهَادَتَانِ " 11 .
5 ـ عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِيِّ أنَّهُ قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السَّلام ) : الْعِبَادَةُ مَعَ الْإِمَامِ مِنْكُمُ الْمُسْتَتِرِ فِي السِّرِّ فِي دَوْلَةِ الْبَاطِلِ أَفْضَلُ أَمِ الْعِبَادَةُ فِي ظُهُورِ الْحَقِّ وَ دَوْلَتِهِ مَعَ الْإِمَامِ الظَّاهِرِ مِنْكُمْ ؟
فَقَالَ : " يَا عَمَّارُ ، الصَّدَقَةُ فِي السِّرِّ وَ اللَّهِ أَفْضَلُ مِنَ الصَّدَقَةِ فِي الْعَلَانِيَةِ ، وَ كَذَلِكَ عِبَادَتُكُمْ فِي السِّرِّ مَعَ إِمَامِكُمُ الْمُسْتَتِرِ فِي دَوْلَةِ الْبَاطِلِ أَفْضَلُ ـ لِخَوْفِكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ فِي دَوْلَةِ الْبَاطِلِ وَ حَالِ الْهُدْنَةِ ـ مِمَّنْ يَعْبُدُ اللَّهَ فِي ظُهُورِ الْحَقِّ مَعَ الْإِمَامِ الظَّاهِرِ فِي دَوْلَةِ الْحَقِّ ، وَ لَيْسَ الْعِبَادَةُ مَعَ الْخَوْفِ فِي دَوْلَةِ الْبَاطِلِ مِثْلَ الْعِبَادَةِ مَعَ الْأَمْنِ فِي دَوْلَةِ الْحَقِّ .
اعْلَمُوا أَنَّ مَنْ صَلَّى مِنْكُمْ صَلَاةً فَرِيضَةً وُحْدَاناً مُسْتَتِراً بِهَا مِنْ عَدُوِّهِ فِي وَقْتِهَا فَأَتَمَّهَا كَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ بِهَا خَمْساً وَ عِشْرِينَ صَلَاةً فَرِيضَةً وَحْدَانِيَّةً ، وَ مَنْ صَلَّى مِنْكُمْ صَلَاةً نَافِلَةً فِي وَقْتِهَا فَأَتَمَّهَا كَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ بِهَا عَشْرَ صَلَوَاتٍ نَوَافِلَ ، وَ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ حَسَنَةً كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِهَا عِشْرِينَ حَسَنَةً ، وَ يُضَاعِفُ اللَّهُ تَعَالَى حَسَنَاتِ الْمُؤْمِنِ مِنْكُمْ إِذَا أَحْسَنَ أَعْمَالَهُ ، وَ دَانَ اللَّهَ بِالتَّقِيَّةِ عَلَى دِينِهِ وَ عَلَى إِمَامِهِ وَ عَلَى نَفْسِهِ ، وَ أَمْسَكَ مِنْ لِسَانِهِ أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً كَثِيرَةً ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ كَرِيمٌ " .
قَالَ : فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ قَدْ رَغَّبْتَنِي فِي الْعَمَلِ ، وَ حَثَثْتَنِي عَلَيْهِ ، وَ لَكِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَعْلَمَ كَيْفَ صِرْنَا نَحْنُ الْيَوْمَ أَفْضَلَ أَعْمَالًا مِنْ أَصْحَابِ الْإِمَامِ مِنْكُمُ الظَّاهِرِ فِي دَوْلَةِ الْحَقِّ ، وَ نَحْنُ وَ هُمْ عَلَى دِينٍ وَاحِدٍ ، وَ هُوَ دِينُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ؟!
فَقَالَ : " إِنَّكُمْ سَبَقْتُمُوهُمْ إِلَى الدُّخُولِ فِي دِينِ اللَّهِ وَ إِلَى الصَّلَاةِ وَ الصَّوْمِ وَ الْحَجِّ وَ إِلَى كُلَّ فِقْهٍ وَ خَيْرٍ ، وَ إِلَى عِبَادَةِ اللَّهِ سِرّاً مِنْ عَدُوِّكُمْ مَعَ الْإِمَامِ الْمُسْتَتِرِ ، مُطِيعُونَ لَهُ ، صَابِرُونَ مَعَهُ ، مُنْتَظِرُونَ لِدَوْلَةِ الْحَقِّ ، خَائِفُونَ عَلَى إِمَامِكُمْ وَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مِنَ الْمُلُوكِ ، تَنْظُرُونَ إِلَى حَقِّ إِمَامِكُمْ وَ حَقِّكُمْ فِي أَيْدِي الظَّلَمَةِ قَدْ مَنَعُوكُمْ ذَلِكَ ، وَ اضْطَرُّوكُمْ إِلَى جَذْبِ الدُّنْيَا وَ طَلَبِ الْمَعَاشِ مَعَ الصَّبْرِ عَلَى دِينِكُمْ وَ عِبَادَتِكُمْ وَ طَاعَةِ رَبِّكُمْ وَ الْخَوْفِ مِنْ عَدُوِّكُمْ ، فَبِذَلِكَ ضَاعَفَ اللَّهُ أَعْمَالَكُمْ ، فَهَنِيئاً لَكُمْ هَنِيئاً " .
قَالَ : فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَمَا نَتَمَنَّى إِذًا أَنْ نَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ الْقَائِمِ ( عليه السَّلام ) فِي ظُهُورِ الْحَقِّ وَ نَحْنُ الْيَوْمَ فِي إِمَامَتِكَ وَ طَاعَتِكَ أَفْضَلُ أَعْمَالًا مِنْ أَعْمَالِ أَصْحَابِ دَوْلَةِ الْحَقِّ ؟!
فَقَالَ : " سُبْحَانَ اللَّهِ أَ مَا تُحِبُّونَ أَنْ يُظْهِرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْحَقَّ وَ الْعَدْلَ فِي الْبِلَادِ ، وَ يُحْسِنَ حَالَ عَامَّةِ النَّاسِ ، وَ يَجْمَعَ اللَّهُ الْكَلِمَةَ ، وَ يُؤَلِّفَ بَيْنَ الْقُلُوبِ الْمُخْتَلِفَةِ ، وَ لَا يُعْصَى اللَّهُ فِي أَرْضِهِ ، وَ يُقَامَ حُدُودُ اللَّهِ فِي خَلْقِهِ ، وَ يُرَدَّ الْحَقُّ إِلَى أَهْلِهِ ، فَيُظْهِرُوهُ حَتَّى لَا يَسْتَخْفِيَ بِشَيْءٍ مِنَ الْحَقِّ مَخَافَةَ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ ؟!
أَمَا وَ اللَّهِ يَا عَمَّارُ ، لَا يَمُوتُ مِنْكُمْ مَيِّتٌ عَلَى الْحَالِ الَّتِي أَنْتُمْ عَلَيْهَا إِلَّا كَانَ أَفْضَلَ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ كَثِيرٍ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْراً وَ أُحُداً فَأَبْشِرُوا " 12 .
6 ـ عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ مُوسَى ، وَ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السَّلام ) أنَّهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) : " طُوبَى لِمَنْ أَدْرَكَ قَائِمَ أَهْلِ بَيْتِي وَ هُوَ مُقْتَدٍ بِهِ قَبْلَ قِيَامِهِ ، يَتَوَلَّى وَلِيَّهُ ، وَ يَتَبَرَّأُ مِنْ عَدُوِّهِ ، وَ يَتَوَلَّى الْأَئِمَّةَ الْهَادِيَةَ مِنْ قَبْلِهِ ، أُولَئِكَ رُفَقَائِي وَ ذُو وُدِّي وَ مَوَدَّتِي ، وَ أَكْرَمُ أُمَّتِي عَلَيَّ " 13 .
7 ـ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السَّلام ) أنَّهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) : " سَيَأْتِي قَوْمٌ مِنْ بَعْدِكُمْ الرَّجُلُ الْوَاحِدُ مِنْهُمْ لَهُ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ " .
قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، نَحْنُ كُنَّا مَعَكَ بِبَدْرٍ وَ أُحُدٍ وَ حُنَيْنٍ ، وَ نَزَلَ فِينَا الْقُرْآنُ !
فَقَالَ : " إِنَّكُمْ لَوْ تُحَمَّلُونَ لِمَا حُمِّلُوا لَمْ تَصْبِرُوا صَبْرَهُمْ " 14 .
8 ـ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُيَيْنَةَ أنَّهُ قَالَ : لَمَّا قَتَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السَّلام ) الْخَوَارِجَ يَوْمَ النَّهْرَوَانِ ، قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، طُوبَى لَنَا إِذْ شَهِدْنَا مَعَكَ هَذَا الْمَوْقِفَ ، وَ قَتَلْنَا مَعَكَ هَؤُلَاءِ الْخَوَارِجَ !
فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ : " وَ الَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ ، لَقَدْ شَهِدَنَا فِي هَذَا الْمَوْقِفِ أُنَاسٌ لَمْ يَخْلُقِ اللَّهُ آبَاءَهُمْ وَ لَا أَجْدَادَهُمْ بَعْدُ " !
فَقَالَ الرَّجُلُ : وَ كَيْفَ يَشْهَدُنَا قَوْمٌ لَمْ يُخْلَقُوا ؟!
قَالَ : " بَلَى قَوْمٌ يَكُونُونَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ يَشْرَكُونَنَا فِيمَا نَحْنُ فِيهِ وَ يُسَلِّمُونَ لَنَا ، فَأُولَئِكَ شُرَكَاؤُنَا فِيمَا كُنَّا فِيهِ حَقّاً حَقّاً " 15 .
9 ـ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السَّلام ) أَنَّهُ قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ : " أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا لَا يَقْبَلُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنَ الْعِبَادِ عَمَلًا إِلَّا بِهِ " !
فَقُلْتُ : بَلَى .
فَقَالَ : " شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ ، وَ الْإِقْرَارُ بِمَا أَمَرَ اللَّهُ ، وَ الْوَلَايَةُ لَنَا ، وَ الْبَرَاءَةُ مِنْ أَعْدَائِنَا ـ يَعْنِي الْأَئِمَّةَ خَاصَّةً ـ وَ التَّسْلِيمُ لَهُمْ ، وَ الْوَرَعُ ، وَ الِاجْتِهَادُ ، وَ الطُّمَأْنِينَةُ ، وَ الِانْتِظَارُ لِلْقَائِمِ " .
ثُمَّ قَالَ : " إِنَّ لَنَا دَوْلَةً يَجِيءُ اللَّهُ بِهَا إِذَا شَاءَ " .
ثُمَّ قَالَ : " مَنْ سُرَّ أَنْ يَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ الْقَائِمِ فَلْيَنْتَظِرْ ، وَ لْيَعْمَلْ بِالْوَرَعِ وَ مَحَاسِنِ الْأَخْلَاقِ وَ هُوَ مُنْتَظِرٌ ، فَإِنْ مَاتَ وَ قَامَ الْقَائِمُ بَعْدَهُ كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ أَدْرَكَهُ ، فَجِدُّوا وَ انْتَظِرُوا ، هَنِيئاً لَكُمْ أَيَّتُهَا الْعِصَابَةُ الْمَرْحُومَةُ " 16 .
10 ـ عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ( عليه السَّلام ) يَقُولُ : " مَنْ مَاتَ وَ لَيْسَ لَهُ إِمَامٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ، وَ مَنْ مَاتَ وَ هُوَ عَارِفٌ لِإِمَامِهِ لَمْ يَضُرَّهُ تَقَدَّمَ هَذَا الْأَمْرُ أَوْ تَأَخَّرَ ، وَ مَنْ مَاتَ وَ هُوَ عَارِفٌ لِإِمَامِهِ كَانَ كَمَنْ هُوَ مَعَ الْقَائِمِ فِي فُسْطَاطِهِ " 17 .
11 ـ عَنْ يَحْيَى بْنِ الْعَلَاءِ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السَّلام ) أنَّهُ قَالَ : " كُلُّ مُؤْمِنٍ شَهِيدٌ وَ إِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ، وَ هُوَ كَمَنْ مَاتَ فِي عَسْكَرِ الْقَائِمِ ( عليه السَّلام ) " .
ثُمَّ قَالَ : " أَ يَحْبِسُ نَفْسَهُ عَلَى اللَّهِ ثُمَّ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ ! " 18 .
12 ـ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ أنَّهُ قَالَ : قَالَ الصَّادِقُ جَعْفَرُ بْنَ مُحَمَّدٍ ( عليه السَّلام ) فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ : ﴿ ... يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ... ﴾ 19 قَالَ : " يَعْنِي يَوْمَ خُرُوجِ الْقَائِمِ الْمُنْتَظَرِ مِنَّا " .
ثُمَّ قَالَ ( عليه السَّلام ) : " يَا بَا بَصِيرٍ ، طُوبَى لِشِيعَةِ قَائِمِنَا الْمُنْتَظِرِينَ لِظُهُورِهِ فِي غَيْبَتِهِ ، وَ الْمُطِيعِينَ لَهُ فِي ظُهُورِهِ ، أُولَئِكَ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ الَّذِينَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ " 20 .
- 1. بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 52 / 122 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ، سنة : 1414 هجرية .
- 2. أي الإمام جعفر بن محمد الصَّادق ( عليه السَّلام ) ، سادس أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، المولود سنة : 83 و المستشهد سنة : 148 هجرية .
- 3. a. b. c. d. بحار الأنوار : 52 / 125 .
- 4. بحار الأنوار : 52 / 143 .
- 5. a. b. أي الإمام محمد بن علي الباقر ( عليه السَّلام ) ، خامس أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) .
- 6. خرط القتاد : إشارة إلى المثل المشهور " دونه خرط القتاد " و هذا المثل يضرب للدلالة على استحالة حصول شيء ما أو صعوبته .
و القتاد : شجر صلب له أشواك مثل الإبر ، تضرب فيه الأمثال .
و الخرط : نزع قشر الشجر أو أغصانه الرفيعة ، أو أوراق الأغصان جذبا بالكف .
انظر مجمع البحرين : 3 / 124 و 4 / 245 ، للعلامة فخر الدين بن محمد الطريحي ، المولود سنة : 979 هجرية بالنجف الأشرف / العراق ، و المتوفى سنة : 1087 هجرية بالرماحية ، و المدفون بالنجف الأشرف / العراق ، الطبعة الثانية سنة : 1365 شمسية ، مكتبة المرتضوي ، طهران / إيران . - 7. الغضى بالقصر : شجر ذو شوك و خشبة من أصلب الخشب و لذا يكون في فحمه صلابة . ( مجمع البحرين : 1 / 318 ) .
- 8. مصابيح الدجى : أي مثلهم مثل المصابيح المضيئة و الكاشفة في الأمور المظلمة و الظروف الحالكة المحيرة .
- 9. a. b. بحار الأنوار : 52 / 123 .
- 10. a. b. بحار الأنوار : 52 / 122 .
- 11. بحار الأنوار : 52 / 126 .
- 12. بحار الأنوار : 52 / 127 .
- 13. بحار الأنوار : 52 / 129 .
- 14. بحار الأنوار : 52 / 130 .
- 15. بحار الأنوار : 52 / 131 .
- 16. بحار الأنوار : 52 / 140 .
- 17. بحار الأنوار : 52 / 142 .
- 18. بحار الأنوار : 52 / 144 .
- 19. القران الكريم : سورة الأنعام ( 6 ) ، الآية : 158 ، الصفحة : 150 .
- 20. بحار الأنوار : 52 / 145 .
2 Comments
من هو امام زماني
Submitted by ابو علي جعفر on
السلام عليكم...
هناك من يشكل علينا وهم يدعون انهم شيعة من يسالك عن امام زمانك اليوم ويرد على المرجع بانه ايس مرجعا وان الأمام لا يقبل بالمجتهد
ولا اصل للتقليد كيف نرد على هؤلتء
حكم تقليد المجتهد
Submitted by نعيم محمدي أمجد... on
عليكم السلام ورحمة اللّه
أخي الكريم، التقليد مفهوم أصيل ومتجذر، يقرّه العقل قبل أن تحث عليه الأحاديث؛ فالتقليد ببساطة هو الرجوع إلى المتخصص في علوم الدين، والرجوع إلى المتخصص سيرة كل العقلاء في العالم، فللسؤال عن علوم الطب نراجع الطبيب، وللاستفسار عن طريقة البناء نراجع المهندس أو المعماري و...
وقد رُوِيَ عن الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام) أنَّهُ قال: "... فَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنَ الْفُقَهَاءِ صَائِناً لِنَفْسِهِ حَافِظاً لِدِينِهِ مُخَالِفاً عَلَى هَوَاهُ مُطِيعاً لِأَمْرِ مَوْلَاهُ، فَلِلْعَوَامِّ أَنْ يُقَلِّدُوهُ، وَ ذَلِكَ لَا يَكُونُ إِلَّا بَعْضَ فُقَهَاءِ الشِّيعَةِ لَا كُلَّهُمْ". (وسائل الشيعة، ج27، ص131)
وللمزيد المفيد اقرأ وشاهد:
ما هي حقيقة التقليد ؟ (فيديو)
مبدأ التقليد لدى الشيعة .
ما هي شروط الفقيه الذي يجوز تقليده ؟
وسدد اللّه خطاك