حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
قلة التفاعل العاطفي مع بقية المعصومين
نص الشبهة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . .
لماذا نجد في أنفسنا على الأقل البرود والفتور وقلة وضعف التفاعل ولو العاطفي مع التسعة المعصومين من الذرية ذرية خير البرية خصوصاً الإمام البقية عليهم أفضل صلاة وسلام وتحية؟
ولكم منا جزيل الشكر والامتنان . . ودمتم موفقين وللموالين ذخراً . .
Answer:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد ..
فإن من أسباب الشوق والتفاعل، والتوهج العاطفي هو معرفة الكثير من المعاني السامية، والتاريخ المجيد الذي يجسد قيمهم وأخلاقهم النبيلة، ومبادئهم بالإضافة إلى الوقوف على كثير من مفردات معاناتهم، ووضوح مظلوميتهم ..
وليس الأمر كذلك بالنسبة لمن عدا الخمسة أصحاب الكساء، فإن عدم الاطلاع على تاريخهم، وعدم وضوح مظلوميتهم، وقلة المعرفة بمعاناتهم، إن ذلك من شأنه أن يجعل النفس خالية مما يثير فيها أية حركة تجاههم .. أو ما يفيد في تأكيد الارتباط بهم، والعيش في رحابهم .. وذلك لأن أية جزئية تعرض على الإنسان من تاريخهم، لا بد أن تمر أولاً في المجال الفكري ليتفحصها، ويتدبرها، ثم يرسل إشاراته إلى المشاعر والأحاسيس، بعد ذلك؛ لتتفاعل معها .. وهذا التحول، والانتقال يحتاج إلى امتداد وفاصل تخبو معه جذوتها، ويتضاءل توهجها ..
أما قضية كربلاء، فإنك بمجرد أن تلمس خيطاً من خيوط أحداث المأساة فيها لا تحتاج إلى أن يمر ذلك في الخيال، ولا الفكر، ولا إلى التحليل، بل هو تحريك مباشر لمكامن العاطفة، وإثارة من خلال ملامسة الأحاسيس ..
يضاف إلى ذلك .. أن مأساة جميع الأئمة عليهم السلام الذين جاؤوا بعد الإمام السجاد عليه السلام، تحتاج في إدراكها إلى فكر عميق، وإلى الدخول في دائرة التحليل، والدراسة والتأمل ..
لكن مأساة الإمام الحسين، والسيدة الزهراء، والإمام علي عليهم السلام، فهي مما يدركه الوجدان، وهي من الأمور الحسية أو القريبة من الحس .. لا تحتاج إلى أكثر من التوجه إليها، والارتباط بها..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 1 ..
- 1. مختصر مفيد .. (أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة)، السيد جعفر مرتضى العاملي، «المجموعة التاسعة»، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى، 1424 هـ ـ 2004 م، السؤال (565).