حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
- الأئمة - عقائد الشيعة - الشيعة - قاعدة اللطف - الأنبياء
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
هل ايد الله الائمة واهلك اعداءهم ؟!
نص الشبهة:
يقول الشيعة : بأن إرسال الرسل ونصب الأئمة واجبان على الله عز وجل لقاعدة « اللطف » . وقد رأينا أن الله تعالى أرسل رسله وأيدهم بالمعجزات ، وأهلك من كذبوهم . وسؤالنا للشيعة : ما هي أدلَّة تأييد الله لأئمتكم ، وأدلَّة غضبه على من كذبوهم وقاتلوهم ؟!
Answer:
بسم الله الرحمن الرحيم
وله الحمد ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . .
فإن السؤال المتقدم برقم 130 والآتي برقم 181 يشبهان هذا السؤال ، فلا بأس بمراجعة ما ذكرناه هناك ، وما نريد أن نقوله هنا هو ما يلي :
أولاً : ذكرنا أكثر من مرة معنى اللطف المقصود هنا ، ونعود فنكرر : أن المقصود به هو أن الله تعالى العارف بعباده لا بد أن يهيء كل ما من شأنه تحقيق سعادة العباد ، وهدايتهم ، وإصلاح أمورهم ، وهو يحتاج إلى أن يقيم لهم من قِبَلِهِ علماً يهتدون به ، ويستضيئون بنور علمه ، ويرشدهم إلى الصواب ، ويربيهم ، ويزكيهم ، ويرعى شؤونهم ، ويكون ملاذاً لهم ، وعوناً وسنداً ، وأن يؤيده بالدلائل القاطعة للعذر ، ويعطيه من الكرامات والدلائل كل ما من شأنه أن يدلُّهم على أنه نبي مبعوث أو إمام منصوب من قبله تعالى . ولكن تأثير هذه الأسباب أثرها المطلوب يحتاج إلى طاعة الناس ، ورضاهم ، واستجابتهم .
ثانياً : إن قاعدة اللطف لا تقتضي إهلاك الأعداء والمعاندين وإنزال العذاب عليهم ، ولا تحتم إجبارهم على العمل بما يريد ذلك المبعوث ، أو المنصوب من قبل الله ، بل تقتضي إتمام الحجة ، وإيضاح الدلالة على أنه هو المنصوب من قِبَلِهِ ، والمؤيد والمسدد ، والولي والمرشد ، ويبقى على الناس أن يطيعوه ، ويعينوه ، فإن لم يفعلوا ، فإنهم سيكونون عصاة لأمره ، مستحقين لعقابه ، وزجره .
ثالثاً : إنهم « عليهم السلام » امتداد واستمرار لمسيرة من بعثه الله رحمة للعالمين ، وأمان لهم . . فلا معنى والحال هذه لإنزال عذاب الإستئصال على الأمة . . وإن كان الله تعالى يعاقب ظالميهم بما لا يصل إلى حد شمول العذاب للأمة بأسرها . .
وقد حصل ذلك بالفعل ، كما أخبر عنه تعالى في سورة المعارج : ﴿ ... سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ﴾ 1. حيث نزل العذاب على من طلبه من الله جحوداً منه لولاية علي « عليه السلام » .
وهذا ما خاف منه عبد الملك بن مروان ، ودعاه إلى أن يطلب من الحجاج أن يجنبه دماء بني عبد المطلب ، لأن بني حرب قد سُلبوا ملكهم لمَّا قتلوا الحسين « عليه السلام » 2 .
رابعاً : هناك أمارات وشواهد تشير لذوي البصائر والنهى إلى اللطف الإلهي بالأئمة « عليهم السلام » ، ومنها : قلع علي « عليه السلام » باب خيبر ، بالإضافة إلى ما ظهر منه « عليه السلام » من علوم أظهرت أن رسول الله « صلى الله عليه وآله » آثره بها على جميع البشر ، حتى لقد علمه ألف باب من العلم يفتح له من كل باب ألف باب .
والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله . 3 .
- 1. القران الكريم: سورة المعارج (70)، من بداية السورة إلى الآية 2، الصفحة: 568.
- 2. ترجمة الإمام الحسين من طبقات ابن سعد ص 92 وتذكرة خواص الأمة ص 272 عنه ، والفصول المهمة لابن الصباغ ج 2 ص 863 وينابيع المودة ج 3 ص 106 وبصائر الدرجات ص417 والإختصاص ص 315 والثاقب في المناقب ص361 ومدينة المعاجز ج 4 ص 343 و 344 و 346 و 347 و 348 و 403 و 404 وينابيع المعاجز ص 113 وبحار الأنوار ج 46 ص44 و 119 ومناقب أهل البيت للشيرواني ص 257 وكشف الغمة ج 2 ص 323 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج 12 ص 99 وعن مروج الذهب ج 3 ص 179 .
- 3. ميزان الحق . . (شبهات . . وردود) ، السيد جعفر مرتضى العاملي ، المركز الإسلامي للدراسات ، الطبعة الأولى ، الجزء الثالث ، 1431 هـ . ـ 2010 م ، السؤال رقم (131) .