الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

انشقاق القمر الحدث الكبير

نص الشبهة: 

وأوردوا على انشقاق القمر بأنه لو انشق ـ كما يقال ـ لرآه جميع الناس، ولضبطه أهل الأرصاد في الغرب والشرق، لكونه من أعجب الآيات السماوية، والدواعي متوفرة على استماعه ونقله.

Answer: 

أولاً: إن من الممكن أن يغفل عنه، فلا دليل على كون كل حادث أرضي أو سماوي معلوماً للناس، محفوظاً عندهم، يرثه خلف عن سلف 1.

وأوضح ذلك بعض الأعلام بما حاصله: إنه لا بد من ملاحظة الأمور التالية:
1ـ إن هذا الانشقاق قد حصل في نصف الكرة الأرضية، حيث يوجد الليل دون النصف الآخر، حيث يوجد النهار.
2ـ وفي هذا النصف لا يلتفت أكثر الناس إلى ما يحصل في الأجرام السماوية إذا كان ذلك بعد نصف الليل، حيث الكل نائمون، فإنهم جميعاً لا يلتفتون إلى ذلك.
3ـ ولربما يكون في بعض المناطق سحاب يمنع من رؤية القمر.
4ـ والحوادث السماوية إنما تلفت النظر لو كانت مصحوبة بصوت كالرعد، أو بأثر غير عادي كقلة نور الشمس في الكسوف، إذا كان لمدة طويلة نسبياً.
5ـ هذا كله عدا عن أن السابقين لم يكن لهم اهتمام كبير بالسماء ومراقبة ما يحدث لأجرامها.
6ـ ولم يكن ثمة وسائل إعلام تنقل الخبر من أقصى الأرض إلى أقصاها بسرعة مذهلة؛ لتتوجه الأنظار إلى ما يحدث.
7ـ والتاريخ الموجود بين أيدينا ناقص جداً، فكم كان في تلك المئات والآلاف من السنين الخالية من كوارث وزلازل، وسيول عظيمة أهلكت طوائفَ وأمماً، وليس لها مع ذلك في التاريخ أثر يذكر؟
بل إن زرادشت وقد ظهر في دولة عظيمة، وله أثر كبير على الشعوب على مدى التاريخ، لا يُعرف حتى أين ولد ومات ودفن، بل ويشك البعض في كونه شخصية حقيقية، أو وهمية.
وبعد ما تقدم: يتضح أنه لا يجب أن يعرف الناس بانشقاق القمر، ولا أن يضبطه التاريخ بشكل واضح 2 كما هو معلوم.
ثانياً: لم يكن في المنطقة العربية وغيرها مرصد للأوضاع السماوية، وإنما كانت المراصد موجودة في المشرق والمغرب لدى الروم واليونان، وغيرهما. ولم يثبت وجود مرصد في هذا الوقت، على أن بلاد الغرب، الذين كانوا معتنين بهذا الشأن بينها وبين مكة من اختلاف الأفق ما يوجب فصلاً زمانياً معتداً به.
وقد كان القمر على ما في بعض الروايات بدراً قد انشق حين طلوعه، ودام مدة يسيرة، ثم التأم، فيقع طلوعه في بلاد المغرب وهو ملتئم ثانياً 3 4.

  • 1. تفسير الميزان ج19 ص64.
  • 2. همه بايد بدانند (فارسي) ص94 للعلامة الشيخ ناصر مكارم الشيرازي.
  • 3. تفسير الميزان ج19 ص 64 و65 .
  • 4. الصحيح من سيرة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله)، العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الخامسة، 2005 م. ـ 1425 هـ.ق، الجزء الثالث.