الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

لا مشكلة بين الامام علي وعمر

نص الشبهة: 

بسمه تعالى

إننا حين نناقش بعض أهل السنة حول إمامة الإمام علي (عليه السلام)، وما جرى بينه وبين الخلفاء، فإنهم يحتجون علينا بقضية تزويج الإمام علي (عليه السلام) ابنته أم كلثوم لعمر بن الخطاب .. ويقولون: لو كانت هناك مشكلة فيما بين الإمام علي (عليه السلام) وعمر، لم يزوجه ابنته أم كلثوم .. كما أنه لو كان عمر قد تجرأ على السيدة الزهراء (عليها السلام)، وضربها، وأسقط جنينها فإن الإمام علياً (عليه السلام)، لا يزوجه بنت السيدة الزهراء (عليها السلام) بالذات، فيؤذي بذلك روح الأم، ويؤذي ابنتها أيضاً .. فهل هذا الاستدلال صحيح؟! . .

Answer: 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد ..
فإن هذا الكلام لا يصح الاستدلال به، ولا ينبغي الالتفات إليه، وذلك:
أولاً: إن للتزويج أسبابه وظروفه، فقد يكون عن ميل ورغبة، وقد يكون عن حاجة وضرورة تلجىء إلى ذلك .. وقد يكون عن رضا، وقد يكون عن إكراه وإجبار ..
وربما يكون الداعي إلى قبول ذلك هو رعاية مصالح عامة أو خاصة .. إلى آخر ما هنالك من أسباب، ودواعٍ، تختلف من شخص لآخر، ومن حالة لأخرى ..
فلا يمكن الجزم بأن تزويج أم كلثوم من عمر، كان عن ميل ورغبة منها ومن أبيها، إلا بالتصريح من صاحب القرار بذلك ..
ثانياً: هناك تصريحات عديدة بأن عمر بن الخطاب قد مارس ضغوطاً كبيرة للحصول على هذا الزواج ..
وإن من يرمي النبي (صلى الله عليه وآله) بالهجر، ويهاجم السيدة الزهراء (عليها السلام)، ويؤذيها بالضرب وإسقاط الجنين، لا بد أن يُخاف منه لو أطلق أي تهديد، ولا بد أن يسعى إلى دفع المكروه الآتي من قِبَله باختيار أهون الشرور ..
ثالثاً: إن عمر قد سعى أيضاً ـ كما يروي أهل السنة ـ إلى التزوج من أم كلثوم بنت أبي بكر، فلم يمكنهم دفعه عن ذلك، حتى توسلت عائشة بعمرو بن العاص، فدفعه عنها بطريقته الخاصة ..
فإن قيل: إن هذا كذب . .
فإنه يقال: إن الشيعة لم يدونوا ذلك في كتبهم، ولا رووه في أخبارهم، وإنما رواه لهم أهل السنة، فلماذا يكذب أهل السنة على عمر، وأي نفع له أو لهم في ذلك؟! . .
والحمد لله رب العالمين 1.

  • 1. مختصر مفيد .. (أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة)، السيد جعفر مرتضى العاملي، «المجموعة الرابعة»، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى، 1423 ـ 2002، السؤال (204).