حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
هل كان النبي يريد الوصية لعلي ؟
نص الشبهة:
بسمه تعالى
إن الشيعة يدّعون: أن النبي (صلى الله عليه وآله)، قد أراد في مرض موته أن يصرح بالوصية للإمام علي (عليه السلام)، وأن يكتب ذلك في كتاب، لكن عمر منعه من ذلك، وقال: إن النبي ليهجر، أو غلبه الوجع، أو ما يقرب من ذلك .. مع أنه ليس في الحديث أن النبي (صلى الله عليه وآله)، قد أراد أن يكتب خلافة الإمام علي (عليه السلام)، فهذا لا يعدو كونه مجرد تخرص ورجم بالغيب من الشيعة أنفسهم، رغبة في التنويه بأمر الإمامة، ولو من غير دليل .. وبذلك تبطل حجتهم هذه .. أضف إلى ذلك: أن النبي (صلى الله عليه وآله)، قد ترك سنة غير مكتوبة، فلماذا يكتب هذا الكتاب؟! .. فهل من جواب على هذا القول وذاك؟! ..
Answer:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وبعد..
فإن ما ذكر في السؤال لا يصلح رداً على الشيعة، وذلك لما يلي:
أولاً: إن هناك تصريحات من قبل الخليفة الثاني بأنه كان يعلم بأن النبي (صلى الله عليه وآله)، قد أراد في مرض موته أن يصرح باسم الإمام علي (عليه السلام) فمنعه..
وقد روى ذلك أهل السنة أنفسهم 1..
ثانياً: لنفترض أن النبي (صلى الله عليه وآله)، لم يرد أن يكتب في الكتاب إمامة الإمام علي (عليه السلام)، ولكن لا شك في أن قول عمر: إن النبي (صلى الله عليه وآله) ليهجر، أو غلبه الوجع.. أو أنه قال كلمة معناها غلبه الوجع..
نعم إن هذا القول يعتبر جرأة عظيمة وخطرة جداً على مقام النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله).. وهو يظهر بصورة لا تقبل الترديد والشك، عدم صلاحية عمر بن الخطاب لمقام الخلافة، وهذا كاف فيما يرمي إليه الشيعة من إثبات بطلان خلافة عمر بن الخطاب..
وليس ثمة ما يثبت أنه قد أصبح أهلاً لهذا المقام، لا سيما وأنه لم ينقل عنه توبة عما صدر منه في حق رسول الله (صلى الله عليه وآله)..
بل الثابت أنه قد واصل جرأته على الرسول (صلى الله عليه وآله)، وذلك حينما هاجم بيت السيدة الزهراء (عليها السلام)، التي قال فيها الرسول الكريم، (صلى الله عليه وآله): من أغضبها أغضبني، أو نحو ذلك..
ثالثاً: إن النبي (صلى الله عليه وآله)، قد ترك سنة مكتوبة، وقد أمر عبد الله بن عمرو بن العاص، بأن يكتب كل ما يخرج من بين شفتيه، قائلاً: أكتب فوالله، لا يخرج من بين هاتين إلا حق. أو نحو ذلك..
وقال: أكتبوا لأبي شاه. وقد أمر الناس بالكتابة فقال: قيدوا العلم بالكتاب..
وقد كتب عنه أمير المؤمنين (عليه السلام)، الجفر والجامعة وكتب أيضاً الكتاب الذي كان في ذؤابة سيفه، وفيه أمور من السنة.. وغير ذلك كثير.. وقد ذكرنا شطراً وافياً من ذلك، في الجزء الأول من كتاب: « الصحيح من سيرة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) »..
فما معنى قولهم: إن النبي (صلى الله عليه وآله) لم يترك سنة مكتوبة؟!..
رابعاً: لنفترض أن النبي (صلى الله عليه وآله)، قد أمضى حياته دون أن يكتب أي شيء، وأراد في آخر لحظة أن يكتب أمراً بعينه، فما هو المانع من ذلك؟ وهل يصح قياس هذه الفترة على الفترات السابقة، بحيث لا بد أن تأخذ حكمها؟!..
خامساً: إذا كان يحق لعمر بن الخطاب، أن يمنع النبي (صلى الله عليه وآله)، من كتابة الكتاب، فهل يحق له أن يعلل ذلك بأنه (صلى الله عليه وآله) يهجر، أو غلبه الوجع.. أو أن يقول كلمة هذا معناها؟!..
سادساً: إن النبي (صلى الله عليه وآله)، يقول للناس: إنه إذا كتب الكتاب، فلن يضلوا بعده..
فكيف يقول له عمر: حسبنا كتاب الله؟!.. فهل هو أعرف من النبي (صلى الله عليه وآله) فيما يكون فيه الهداية والضلال؟!..
ألا يدل قول النبي (صلى الله عليه وآله): لن تضلوا بعدي.. على أن القرآن لا يغني عن كتابة الكتاب، باعتبار أن الكتاب هو تدبير نبوي، تنفيذي وإجرائي، من شأنه أن يمنع من ادعاء الناس أموراً تخالف الواقع.. أما القرآن فإنما يتحدث عن الأصول، والمباني، والقواعد والضوابط..
سابعاً: وأخيراً، نقول لأجل التذكير فقط: إن من يتجرأ على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ألا يتجرأ على السيدة الزهراء (عليها السلام)، وعلى الإمام علي (عليه السلام)، فضلاً عمن سواهما؟!
والحمد لله رب العالمين 2.