حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
هل يتعمد الملحد الانحراف عن الفطرة ؟
نص الشبهة:
هل يتعمد الملحد الإنحراف عن الفطرة ؟
Answer:
نعم ، الملحد يتعمد معاكسة عقله وفطرته ، لأن غاية ما يمكن للإنسان أن يدعيه هو الشك في وجود خالق للكون ، فيقول إنه لا يدري هل لهذا الكون خالق أم لا ؟ أما أن ينفي وجود الخالق عز وجل ويقول ( لا يوجد إله خالق ) ! فذلك يتوقف على أن يكون محيطاً بالكون المنظور وغير المنظور ، حتى يستطيع أن ينفي !
ولا يوجد إنسان محيط بالكون ولا بنفسه !
أما لماذا يتعمد الملحد إنكار وجود الله تعالى ؟
الجواب : لأنه إذا اعترف بوجود الله تعالى اعترف بأنه مخلوقٌ له وصنيعته وعبده ، فعليه طاعته والخضوع له والصلاة له ! وهو لا يريد أن يكون عبداً ، بل.. إلهاً ! فلا طريق أمامه إلا أن يرفض أدلة العقل وبراهينه ونداء الفطرة ، ويتكبر على ربه ويكابر أمام الدليل !
سأل أحدهم الإمام الصادق عليه السلام : عن أدنى الإلحاد ؟ قال : ( إن الكِبْرَ أدناه ) 1 . و وصف عليه السلام قول إبليس : ﴿ ... أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ﴾ 2 ، بأنه : ( عتى عن أمر ربه وألحد ، فتوارث الإلحاد ذريته ) 3 .
و روي أن نمروداً لمَّا رأى النار صارت برداً وسلاماً على إبراهيم عليه السلام أحضره وسأله : من أنجاك ؟! قال : ربي ورب العالمين . فقال نمرود لمن حوله : لقد نفعه ربه ، فمن أراد أن يتخذ رباً فليتخذه مثل رب إبراهيم ! يقصد أنه هو وأمثاله لا يحتاجون إلى اتخاذ رب ! وبذلك حرَّف نمرود القضية من الإعتراف بحقيقة موضوعية ، وجعلها حاجة لبعض الناس لأن يتخذ رباً ، أما هو فلا يحتاج !
إن جريمة الملحد أنه قرر مسبقاً أن ينفي وجود الله تعالى ، وأن يرد الأدلة على مهما كانت قوية ! فهو بذلك يعاند العقل والفطرة السويين ، ويرفض الإقتناع رغم وجود مبرراته الموضوعية !
وهذا هو الظلم والعلو الذي قال الله تعالى عنه : ﴿ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ﴾ 4 5 .
- 1. الكافي : 2 / 309 .
- 2. القران الكريم: سورة الأعراف (7)، الآية: 12، الصفحة: 152.
- 3. تحف العقول / 406 .
- 4. القران الكريم: سورة النمل (27)، الآية: 14، الصفحة: 378.
- 5. معرفة الله ، العلامة الشيخ علي الكوراني العاملي ، مركز المصطفى للدراسات الإسلامية ، برعاية المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني ، الطبعة الأولى 1427 ، الناشر دار الهدى ـ قم ، ص 8 ـ 10 .