هناك أسماء وألقاب وقد نهي عن التسمية بها، لما لها من أثر تلقيني إيحائي، يثير في النفس الإنسانية معان لا يريد الشارع لها أن تعيشها، مثل: مالك، وخالد، وأبي جهل، فإن المالك هو الله سبحانه ولا خلود في هذه الحياة لأحد والجهل مرفوض جملة وتفصيلاً.
إن النسب وإن كان له قيمة، ولكنه ليس هو الميزان والمعيار في استحقاق الإمامة، بل المعيار هو الاختيار الإلهي لصفوةٍ خلقهم، وعلم سرائرهم، وخَبَر حالهم، وأهَّلهم بألطافه الغيبية لمقام النبوة، أو الإمامة .. واختارهم من أهل بيت بعينه، عاشوا فيه الطهارة بجميع حالاتها ومراتبها وأوضاعها، وفي جميع مراحل حياتهم.
إن المسلمين الشيعة يلتزمون بالسجود على الأرض وما أنبتت ، بشرط أن لا يكون مأكولاً ولا ملبوساً . ولا يجيزون السجود على الثياب ، ولا على ما لا يسمى أرضاً ، كالمعادن من الحديد والذهب والفضة ، ولا على الرماد ، والفحم . وهم يستدلون على ذلك بروايات كثيرة ، جمع طائفة كبيرة منها المرحوم الشيخ علي الأحمدي في كتابه « السجود على الأرض » .
ثانياً: إن وفاة النبي «صلى الله عليه وآله » وإن كانت بالسم لكنها لم تصاحبها فجائع وفظاعات، وأذايا وآلام ظاهرة للعيان تقرح القلوب، أو تثير المشاعر، بل توفي «صلى الله عليه وآله» وهو بين أهله ومحبيه، الذين حفوا به وجهزوه أفضل الجهاز، ودفنوه بمزيد من التكريم، والإجلال والتعظيم . . ولكن ما جرى على الامام الحسين «عليه السلام» وعلى أهله وصحبه قد بلغ أقصى الغايات في البشاعة والفظاعة، ...
واللافت هنا : أنه برغم ذلك كله فإن السيرة الكربلائية هي من أكثر السير التاريخية نقاء ، وصفاء . . حتى إنك قد لا تستطيع أن تثبت بصورة علمية كذب ما يتجاوز عدد أصابع اليدين ، رغم غزارة وتشعب أحداث هذه السيرة المباركة ، فإن ما ينقل من أحداث كربلائية متنوعة ، يتجاوز المئات إلى الألوف ، وقد يكون بعضها مما يزعم أنه كذب أو يراد الحكم عليه بذلك هو مجرد منامات ينقلها بعض الناس ، أو هو عبارة عن مبالغة في التصوير ، أو يذكر على أساس أنه لسان الحال . . في مواقف حساسة وصعبة . .
والحقيقة هي أن علينا أن نفهم كربلاء على أنها هي الإسلام كله ، بمختلف شؤونه ومجالاته ، ولا يصح تحجيم كربلاء وحصرها في اتجاه خاص ، أو في زاوية بعينها . . ففي كربلاء كل شيء مما تشتهيه أنفس طلاب الحقيقة ، وتسعى إلى نيله عقول أهل الاستقامة على طريق الهدى ...
نعم روى الصدوق قدس سره في كتاب من لا يحضره الفقيه : 1 / 251 : ( 767 ـ وقال أمير المؤمنين عليه السلام فيما علَّم أصحابه : لا تلبسوا السواد فإنه لباس فرعون . 768 ـ وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يكره السواد إلا في ثلاثة : العمامة والخف والكساء ) . انتهى .
قلنا قد علما أن الإمام متى غلب في ظنه يصل إلى حقه والقيام بما فوض إليه بضرب من الفعل ، وجب عليه ذلك وان كان فيه ضرب من المشقة يتحمل مثلها تحملها ، وسيدنا أبو عبد الله عليه السلام لم يسر طالبا للكوفة الا بعد توثق من القوم وعهود وعقود ، وبعد ان كاتبوه عليه السلام طائعين غير مكرهين ومبتدئين غير مجيبين .
إنه لا ريب في استحباب زيارة الأربعين للإمام الحسين عليه الصلاة والسلام . . وقد دلت على ذلك النصوص ، حتى إن ثمة روايات ذكرت نص الزيارة التي يستحب أن يزور بها المؤمن الإمام الحسين (عليه السلام) في هذا اليوم ...
إن القول بالولاية التكوينية التي تعني: أن تكون جميع ذرات الكون خاضعة لسيطرة النبي أو الإمام ليس من العقائد التي يدور التشيع مدارها، أو التي يفرضها الشيعة على الناس، أو يأخذونهم بها، بل هو قول لبعض علمائنا. والذي يقوله الشيعة: هو أن الله تعالى يعطي الأنبياء وأوصياؤهم قدرات تتناسب مع حجم مسؤولياتهم، فيستفيدون منها وفق ضوابط يرضاها الله تبارك وتعالى . . وفي حدود لا تؤدي إلى مصادرة الحريات التي منحها الله تعالى للناس، ولا تؤدي إلى التصادم مع اختيارهم . .
هل المقرؤن للقرآن، المنتشرون في طول البلاد الإسلامية وعرضها، والذين يأخذون الأموال على تسجيلاتهم في الفضائيات، والإذاعات، وعلى مشاركاتهم في الدورات القرآنية، ويجوبون البلاد الإسلامية طولاً وعرضاً طلباً للرزق والمال يتاجرون بالقرآن. هل يصح تشبيه هؤلاء بالمطربين في حفلات الصيف؟! أم أنه يجب التورع عن أمثال هذه التعابير وعن نسبة هذه الأمور إليهم، إكراماً للقرآن الذي يحملونه ويقرأونه؟!
أولاً: إن الرواية الأولى تفيد: أن النبي «صلى الله عليه وآله» كان يجهل بسنة أخيه موسى، وأنه تعلمها واستفادها من اليهود، وقلدهم فيها، ولا ضير عند هؤلاء في ذلك، فإنهم يروون ـ ونحن نستغفر الله من ذلك ـ : أنه «صلى الله عليه وآله» كان يحب موافقة أهل الكتاب في كل ما لم يؤمر به ...
لم أجد هذه الكلمة في ما لدي من المصادر ، حتى يتم التحقيق في صدورها من الناحية السندية والتاريخية ، ولكن على فرض صدورها ، فإن توجيهها واضح ، وهو أن المقصود ليس مطلق النسل النبوي ، وإلا فقد كان أحفاد الرسول من سبطه
أن هذا من الأمور الغيبية، الممكنة عقلاً، والتي لا تُعرف إلا بالنقل . . فإذا جاء النقل بذلك ، وكان مستجمعاً لشرائط الحجية ، أُخذ به . . وإن لم يكن كذلك ، فإن حجيته ترد، ولكن دون أن يحق لأحد أن يتعرض لتكذيب المضمون، ففي المورد الذي نتحدث عنه نقول: إن عدم صحة سند الحديث، لا تعني أن مضمونه مكذوب . . بل ذلك يعني أنه لم يثبت . .
عبيد الله بن زياد وإن كان شخصا فاتكا لا يعرف للدين وأهله إلاّ ولا ذمة ، ولذا اختاره يزيد لهذه المهمة وجمع له الكوفة إضافة إلى البصرة ، إلا أنه لم يكن سوى آلة ,وأداة تنفذ ما يطلب منها ، بل إنه لو تأخر عن تلك المهمة لما حصل إلا على العقوبة ...
إذا كان (عليه السلام) يتعمد اخبار الخلص من شيعته ، وبعضاً من غيرهم لكي ينقلوا للناس من بعده إخباراته هذه ، لكي لا يرميه الحاقدون والجاهلون بالتسرع ، والطيش ، والعجز عن تقدير الأمور ، ثم يتخذوا ذلك ذريعة لتجهيل الناس بأهل البيت ، واثارة الشبهات والتشكيكات بالأئمة (عليهم السلام) ، وبمقاماتهم ، وبامامتهم . . فتكون هذه الإخبارات بمثابة البلسم الشافي ، والدواء الناجع ، وتكون سبباً في تحصين الناس ، وحماية ايمانهم من أن يتعرض لأي اهتزاز أو اختلال . . ولا يكون ذلك اعلاناً بموت الثورة قبل ولادتها . . ما دام أنه لم يتخذ صفة الجماهيرية ، والخطاب العام للناس جميعاً . .
إنّ الحسن بن عليّ ( عليهما السلام ) لو كان جيشه مطيعاً له ، لسلك نفس الطريق الذي سلكه أخوه الحسين بن عليّ ( عليهما السلام ) ، لأنّ جيش الحسن ( عليه السلام ) غلب عليه الخلاف والتشتت وحبّ الراحة والدِّعة ، وتسرب حب الدُّنيا إلى قلوب أصحابه فتقاعسوا عن الجهاد وحبّ الشهادة ، وخوض حرب بهكذا جيش ليس معناه إلاّ الهزيمة والدمار ، ممّا جعل الحسن ( عليه السلام ) يسحب يده من الحرب ويتحمّل مرارة الصلح .
إن الشيعة لم يتجاهلوا قضية قتل أبي بكر بن علي في كربلاء ، بل ذكروه في كتبهم . . وقد نقل نفس هذا السائل هذا الأمر عن المجلسي في جلاء العيون ، وعن الأربلي في كشف الغمة ، الذي نقلها بدوره عن الشيخ المفيد . . مع أن هؤلاء كلهم شيعة . ولو تتبعنا كتب الشيعة لوجدنا عشرات منها تذكر استشهاد أبي بكر هذا في كربلاء . .