قال: أقول: أنا الذي أقاتلكم و أنتم تقاتلونني، و النساء ليس عليهن جناح، فامنعوا عتاتكم و جهّالكم عن التعرّض لحرمي ما دمت حيّا.

ثم نادى الحسين: هل من ذائب يذبّ عن حرم رسول الله؟ هل من موحّدٍ يخاف الله فينا؟ هل من مغيث يرجو الله في إغاثتنا؟

فقال الحسين: بسم الله و بالله و في سبيل الله و على ملّة رسول الله، ثم رفع رأسه إلى السماء و قال: الهي إنك تعلم أنّهم يقتلون رجلاً ليس على وجه الأرض ابن نبيّ غيره.

قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: "رَحِمَ اَللَّهُ شِيعَتَنَا، شِيعَتُنَا وَ اَللَّهِ اَلْمُؤْمِنُونَ فَقَدْ وَ اَللَّهِ شَرِكُونَا فِي اَلْمُصِيبَةِ بِطُولِ اَلْحُزْنِ وَ اَلْحَسْرَةِ".

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام أنَّهُ قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليه السلام يَقُولُ‏: "أَيُّمَا مُؤْمِنٍ‏ دَمَعَتْ عَيْنَاهُ لِقَتْلِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍ عليه السلام دَمْعَةً حَتَّى تَسِيلَ عَلَى خَدِّهِ بَوَّأَهُ اللَّهُ بِهَا فِي الْجَنَّةِ غُرَفاً يَسْكُنُهَا أَحْقَاباً.

كتب معاوية إلى جميع عماله في جميع الأمصار أن لا تجيزوا لأحد من شيعة علي و أهل بيته شهادة، و انظروا قِبَلَكم من شيعة عثمان و محبيه و محبي أهل بيته و أهل ولايته و الذين يروون فضله و مناقبه فأدنوا مجالسهم و قربوهم و أكرموهم و اكتبوا بمن يروي من مناقبه و اسم أبيه و قبيلته، ففعلوا حتى كثرت الرواية في عثمان و افتعلوها لما كان يبعث إليهم من الصلات و الخلع و القطائع من العرب و الموالي، و كثر ذلك في كل مصر و تنافسوا في الأموال و الدنيا، فليس أحد يجي‏ء من مصر من الأمصار فيروي في عثمان منقبة أو فضيلة إلا كتب اسمه و أجيز فلبثوا بذلك ما شاء الله.

عن ابْنُ عَبَّاسٍ‏ أنَّهُ قال: سَأَلَتْ‏ هِنْدٌ1 عَائِشَةَ أَنْ تَسْأَلَ النَّبِيَّ تَعْبِيرَ رُؤْيَا؟

فَقَالَ صلى الله عليه و آله: "قُولِي لَهَا فَلْتَقْصُصْ رُؤْيَاهَا".

قتل يزيدُ الإمام الحسين (عليه السلام) لتثبيت قُدرته وتحكيم أُسس حكومته؛ فأحدث فاجعة كربلاء بذلك الوضع المُزري، الذي بعث الاشمئزاز منه، في جميع أ