Posted: 10 years ago
Total votes: 142
القراءات: 32960

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

ما هو سر بقاء النهضة الحسينية حية و فاعلة إلى يومنا هذا؟

من تأمَّلَ قليلاً في سيرة صاحب النهضة الحسينية المباركة و درس أهداف و نتائج نهضته الميمونة لأدرك أن الحسين (عليه السَّلام) لم يمت في كربلاء يوم عاشوراء بل وُلد الإسلام في ذلك اليوم من جديد بعد أن كاد يموت و يعفى أثره.
نعم لقد احيى الامام الحسين (عليه السَّلام) الإسلام في يوم عاشوراء و حصَّنه تحصيناً منيعاً بحيث يبقى و يزدهر حتى يتصل بدولة القائم من آل محمد (عليهم السَّلام) العالمية، هذا من جانب و من جانب آخر فلقد خلد الحسين (عليه السَّلام) نفسه بحياة الإسلام، فالحسين باقٍ ما بقي الإسلام، و الإسلام باقٍ ما بقي الحسين، فالاسلام محمدي الوجود و حسيني البقاء.
و ذلك لأننا نجد أن الأهداف المعلنة من قِبل الإمام حسين (عليه السَّلام) قُبَيل نهضته قد تحققت تماماً، فالإسلام باقٍ و الأذان باقٍ و الصلاة باقٍ، و ذِكرُ النبي (صلى الله عليه و آله) و ذِكرُ أهل بيته (عليهم السَّلام) باقٍ، و في المقابل لم يبق لبني أمية أي ذكر، إلا اللعنة و التاريخ السيء المظلم.

و يشهد بذلك ما رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام) أنَّهُ قَالَ: "لَمَّا قَدِمَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ وَ قَدْ قُتِلَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ، اسْتَقْبَلَهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَ قَالَ: يَا عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ، مَنْ غَلَبَ؟ ـ وَ هُوَ يُغَطِّي رَأْسَهُ وَ هُوَ فِي الْمَحْمِلِ ـ .
قَالَ: فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ: "إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْلَمَ مَنْ غَلَبَ وَ دَخَلَ وَقْتُ الصَّلَاةِ فَأَذِّنْ ثُمَّ أَقِمْ" 1 .
أي أنه ما دام الأذان و الإقامة و الصلاة باقية فالإسلام باقٍ و هو الغالب.
نعم إذا أردت أن تشاهد حياة النهضة الحسينية و جريانها و شموخها ألق بنظرة إلى كربلاء خاصة في مثل هذه الأيام، محرم و صفر، و ألق بنظرة أخرى إلى مجالس الحسين (عليه السَّلام) في العالم فستعرف أن الإسلام باقٍ و الحسين باقٍ و نهضته مستمرة، و انظر أيضاً إلى ضريح الحسين (عليه السَّلام) في كربلاء و إلى الجموع المليونية ـ في كل مناسبة و غير مناسبة ـ التي تحوم حول القبر الشريف فستعرف أن عاشوراء متجددة في كل سنة بل في كل يوم.

كل يوم عاشوراء و كل ارض كربلاء
لقد أجاد من قال: "كل يوم عاشوراء و كل ارض كربلاء" فهي مقولة حكيمة ترمز إلى حياة النهضة الحسينية و جريانها، و هي مقولة معروفة لشخصية غير معروفة، و هذه المقولة رغم أنها ليست حديثاً مروياً عن المعصومين (عليهم السَّلام) ، لكنها كلمة معبرة و حكيمة و قيِّمة المقصود منها أن النهضة الحسينية المباركة و واقعة كربلا الأليمة واقعة حية و نابضة و نهضة جارية في حقيقتها و مفعولها و دروسها و تأثيراتها و ان مضى عليها زمن طويل.
لكن هناك من يخطئ فهمها مع الاسف و يتحامل عليها متصوراً أن المقصود منها هو أن كل نهضة محقة في أي نقطة من نقاط الأرض تضاهي في أهميتها النهضة الحسينية و كربلاء المقدسة ـ الكلام الذي لم يقله أحد ـ ، فيقول في مقام الرَّد: "لا يوم كيومك يا أبا عبد الله" و نحن نكرر و نقول: "لا يوم كيومك يا أبا عبد الله"، لكن أين هذا من ذاك!

لمزيد من المعلومات يمكنكم مراجعة الروابط التالية:

  • 1. بحار الأنوار : 45 / 177.

4 Comments

علي عبد الله's picture

جزاكم الله خيرا

جزاكم الله على ما تقدموه فنحن بحاجة ماسة الى هذه المعلومات الدقيقة والمفيدة ونطلب منكم المزيد فشكرا لكم وبارك الله بجهودكم الطيبة.

طالب العلوم الدینیة's picture

السلام علیکم و رحمة الله

السلام علیکم و رحمة الله
أنا من طلاب العلوم الدینیة بقم المقدسة. و لست عربیا بل تعلمتها شیئا ما. سررت حین شرفت بـ هذا الموقع الشریف حیث مکان للتعلیم و التربیة و اسئل من الله سبحانه و تعالی خیر الجزاء لکم و لاخوانکم.
والسلام علی من اتبع الهدی....