حضر على الباحث المحقق آيت الله المرحوم السيد محمد تقي الحكيم (قدس) و كان يلقي عليه ابحاثاً في اصول الفقه المقارن.
درس الفقه على يد الفقيه المجتهد المرحوم الشيخ محمد تقي الايرواني.
كان يلقي عليه محاضرات في العربية من نحوها و صرفها استاذها الحجة المرحوم الشيخ عبد المهدي مطر(قدس).
رسى به المطاف اخيراً على يد عباقرة العلم و اساتيذه في الفقه و الاصول في البحث الخارج على يد المرجع الشهيد السيد محمد باقر الصدر (قدس) و على استاذه المرجع الاعلى ايت الله العظمى السيد ابوالقاسم الخوئي (قدس).
منذ شعر بالمسؤلية قام بادائها من خدمات علمية و اجتماعية و ذلك بتأسيس سلسلة مختارات الاسلامية وهي اول سلسلة اسلامية تصدر بالعراق و هي تعني بالفكر الاسلامي الاصيل و قد قامت بدور تبليغي جيد في صفوف المثقفين والشباب وكان لها دور الطليعي في التثقيف و التوعية في الرعيل الاول من شبابنا في العراق و حينما قام بذلك في ايام طغيان الفكر الماركسي على ساحة العراقية والافكار الاخرى المنحرفة التي برزت بين صفوف شبابنا في العراق و ذلك بتاريخ 1959 م و كان الكتاب الاسلامي الذي يخاطب عقلية الشباب قليل و نادر انذاك و لهاذا بادر سماحته باصدار هذه السلسلة و غيرها لملئ الفراغ باقلام النخبة الواعية الممتازة من اهل العلم و المعرفة من امثال البحاثة الكبير الشيخ المرحوم محمد مهدي شمس الدين (قدس) و العالم السيد فضل الله و العالم السيد محمد بحرالعلوم و العالم الشيخ عبد الهادي الفضلي و العالم الشيخ الاصفي و العالم المرحوم السيد عبد الرسول عليخان و العالم السيد محمد النوري وغيرهم من فضلاء اهل العلم والمعرفة.
له مجموعة من الكتب القيمة، منها:
سلسلة مختارات اسلامية صدر منها 15 عدداً و قد تحدثنا عنها
سلسلة كتاب الاسئلة و الاجوبة الاسلامية صدر منها 7 اعداد
اُخبر الإمام الحسين (عليه السّلام) بأنّ يزيد بن معاوية قد زوّد عمرو بن سعيد بن العاص بخيل ورجال ، وأمره أن يقبض على الحسين ، ولو أبى لناجزه. ودس أيضاً ثلاثين رجلاً من شياطين بني اُميّة مع الحاج أن يغتالوا الحسين على أيّ حال اتفق ولو كان متعلقاً بأستار الكعبة. فخاف (عليه السّلام) أن يُغتال في الحرم فتهتك حرمة المسجد ، وحرمة الشهر الحرام.
بعث عبيد الله بسبعين فارس مع محمّد بن الأشعث ، فأحاطوا بمسلم من كلّ جانب. فقاتلهم مسلم وحده مقاتلة الشجعان ، وكافحهم مكافحة الأبطال حتّى أكثر فيهم القتل ، واستنجدوا بعبيد الله أن يبعث إليهم بالخيل والرجال فأنجدهم ، وأخذوا يرمونه بالنار والحجارة من فوق الدور وعمدوا إلى مكيدة ؛ فحفروا له حفيرة ووضعوا عليها الحطب والتراب ، وبينما هو يهجم عليهم وهم يفرون من بين يديه إذ سقط مسلم (عليه السّلام) في تلك الحفيرة.
لمّا وصلت أنباء إعلان الإمام الحسين ثورته على الحكم الاُموي إلى كوادر الحزب الاُموي ، كانت ردود الفعل مختلفة بحسب وجهات نظر أعضاء الكوادر الحزبية الاُمويّة ، وهي في اتّجاهين : الاتّجاه الأوّل : وهو الذي يمثل جانب اللين والفتور لأنّ بعض الكوادر الحزبية الاُمويّة كانت تمثّل الجانب المعتدل في الحزب ، لأنّها تعلم في قرارة نفسها أنّ يزيد لا يستحق الخلافة وغير جدير بها...
وهو أوّل بيان للحسين (عليه السّلام) للثورة على يزيد بن معاوية ، وذلك عندما طلب منه والي يزيد على المدينة ـ الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ـ مبايعة يزيد بالخلافة بعد هلاك معاوية ، فقال له الحسين (عليه السّلام) : «أيّها الأمير ، إنّا أهل بيت النبوّة ، ومعدن الرسالة ، ومختلف الملائكة ، بنا فتح الله وبنا ختم. ويزيد رجل فاسق ، شارب للخمر ، قاتل النفس المحترمة ، معلن للفسق ، ومثلي لا يبايع مثله ...
أشرنا في موضوع الإسلام والخلافة أهم الصفات التي يجب أن يتحلّى بها الخليفة الإسلامي ، فأين (يزيد) منها؟ وهل فيه من هذه الصفات التي ذُكرت وقد أجمع معاصروه ومَن بعدهم على خلوّه منها ، وأنّه ليست له هذه الأهلية ، لأنّه متّصف بجميع الصفات القبيحة ، كشرب الخمر ، ولعب القمار ، وضرب الملاهي ، واللعب بالكلاب الهراش ، وإلى ما هنالك من صفات منافية؟ فلنستمع إلى ما يذكره المؤرّخون عنه :
اهتم الإسلام بالخلافة اهتماماً كبيراً ، لأنّ عليها يقوم بنيانه ويبني مجتمعه ، وإنّها القاعدة الأساسية لحفظ شريعته ، وصيانة مجتمعه من الانهيار والتشتت والتفرّق ، وبدونها لا تقوم للإسلام قائمة ، «فهي ضرورة من ضروريات الحياة الإسلاميّة لا يمكن الاستغناء عنها ؛ فبها يُقام ما اعوجّ من نظام الدين ، وبها تتحقّق العدالة الكبرى التي ينشدها الله في الأرض».
ثورة الإمام الحسين (عليه السّلام) هي من أهم الثورات التي شغلت فكر الإنسانية ، وأخذت مجالا كبيراً من التاريخ الإسلامي لأنّها حدث غير عادي ومهم جدّاً. فكان لا بدّ للمؤرّخ مهما كانت ميوله ومعتقداته أن يشير إليها بإيجاز أو بإسهاب ، وذلك ـ طبعاً ـ من وجهة نظره الخاصة ، وحسب سعة اطلاعه الفكري وضيقه.
الإنسان لا يمكن له أن يعرف المستوى العقائدي لثورة من الثورات إلاّ أن يدرس النصوص والوثائق لقادة هذه الثورات وأنصارها. وثورة الإمام الحسين (عليه السّلام) بلغت في عقائديتها الذروة العليا في الوعي والعمق لدى قائدها وأتباعه وأنصاره ؛ فهي لم تختلف وعياً في جميع أدوراها منذ أن اُعلنت حتّى آخر نفس من حياة رجالها.
كما هو المعروف الآن في البلاد غير الإسلاميّة كالهند وبعض الدول في أفريقيا حيث يقرأ بعض أبنائها ملحمة واقعة الطفّ في كربلاء ، فإنّهم لا يملكون إلاّ أن يجهشوا بالبكاء ، وقد يؤدّي أحياناً إلى ضرب الصدور لا شعورياً ، لأنّها مأساة أليمة تتصدّع القلوب لهولها ومصابها.
إنّ فكرة جمع هذه الوثائق ما هي إلاّ فكرة طارئة حدثت في أيام ذكرى ثورة الإمام الحسين (عليه السّلام) من شهر محرّم من هذه السنة (١٣٩١ هـ) ، حيث أحببت أن اُلمّ ببعض خطبه (عليه السّلام) ، فراجعت بعض المصادر ، وإذا أنا أمام ثروة كبيرة تتعلّق بالثورة الحسينيّة ، ففكّرت في جمعها ونشرها في كتاب مختصر لتستفيد الأمّة من تراثها.
الإمام الحسين ( عليه السلام ) إنسان عقائدي ، وصاحب مبدأ ، وحامل رسالة . والإنسان الذي يتصف بهذه الصفة ، هو إنسان فدائي لعقيدته ومبدئه ورسالته ، ويكون لديه الاستعداد الكامل للتضحية والبذل والفداء .فهو لا يفكر في البقاء والحياة ، إلاّ إذا كانت الحياة تكسب نصراً لعقيدته ورسالته ، وإذا كان الموت والفداء يحققان النصر للمعتقد وللهدف المنشود ، فالموت لديه أفضل من الحياة ، التي لا تقدم نصراً للعقيدة والرسالة .