مركز الإشعاع الإسلامي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، و بعد: لا بد من تذكيره بما جاء في القرآن الكريم من وجوب إخراج الخمس أولاً. قال الله عز و جل: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ 1. ثم ذكِّره بما جاء في الروايات، و من تلك الروايات ما وَرد عَنْ سَمَاعَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ (عليه السلام) عَنِ الْخُمُسِ ؟ فَقَالَ: " فِي كُلِّ مَا أَفَادَ النَّاسُ مِنْ قَلِيلٍ أَوْ كَثِيرٍ "2. وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ـ أي الإمام محمد بن علي الباقر ـ (عليه السلام ـ فِي‏ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ ... ﴾ 1. قَالَ: " هُمْ قَرَابَةُ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه و آله)، وَ الْخُمُسُ لِلَّهِ، وَ لِلرَّسُولِ (صلى الله عليه و آله)، وَ لَنَا "3. هذا و أن الخمس فرض مالي يتعلق بأنواع من المال، منها أرباح المكاسب كأرباح التجارة و الراتب الذي يستلمه الموظف أو العامل و ما شابهه. و الخمس واجب على كل من له دَخْل و مورد اقتصادي كالتاجر و الموظف و العامل و غيرهم، و يجب الخمس بعد مضي عام على حصول اول ربح في التجارة، أو على استلام الراتب بالنسبة الى الموظف و العامل. هذا و يجب عليك محاسبة ما تبقى لديك من الربح الفائض عن مؤنتك خلال السنوات الفائتة حتى و لو حصل ذلك بسبب التقتير ـ علماً بأن التقتير ليس واجباً ـ، بمعنى أن المال الذي صرفته في حوائجك و حوائج عائلتك بصورة طبيعية كالأكل و السكن و الملبس و العلاج و السفر و ما إلى ذلك لا خمس فيه، أما ما يزيد على ذلك بعد تمام العام فعليك دفع 20% منه خُمساً. ثم أن المال المتبقى بعد دفع الخمس يكون رأسمالاً مُخمساً لا يحتاج إلى التخميس ثانيةً مهما بقى و دارت عليه الأعوام.

• 1. a. b. القران الكريم: سورة الأنفال (8)، الآية: 41، الصفحة: 182.
• 2. (وسائل الشيعة: 9 / 503)
• 3. (وسائل الشيعة: 9 / 512)