مركز الإشعاع الإسلامي

كلامك كلو كذب و اكبر دليل اننا مؤمنين اننا نؤمن بكل الانبياء و الرسل و الأئمة و الامام علي عليه الاسلام الذي تقولون انه كافر الله هو من قال انه امام و لكن لم يقل عن عمر و أبو بكر انهم أئمة او انبياء، وانتم تتبعون سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم فقط اما نحن نتيع كل الانبياء ، وكمان عائشة يلي بتحبوها الكل بيعرف انا حاربت الامام علي عليه السلام بأبشع طريقة بس ما بتعترفو بهالشي و الامام عليه انتصر عليها بعون الله

المسلمون العلويون بين ظلم التاريخ لهم و ظلمهم لأنفسهم .

(ردا على رسالة وصلت من أرض الحجاز.. مفادها "علوي ويصلي"!!!!!!) .

بقلم : محمد ميهوب .

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا و مولانا رسول الله و آله و صحبه و من والاه و بعد :

فقد وردت منذ أيام رسالة من أرض الحجاز باسم (Sama Rami) و هي حرفيا : (أول مرة بسمع ............علوي و يصلي) و أيا كان مرسلها فقد وقفت مع ألم كبير في قراءة هذه الرسالة ، و عندما دخلت إلى فكر مرسلها من خلال صفحته على موقع التواصل الإجتماعي هذا ، رأيته ينعي المجرم (سيف الله الشيشاني) تحت عبارة (رحم الله من جاء من الشيشان لينثر جسده الطاهر على أرض الشام) و من هذا فهمت الخلفية التي تكونت في عقله لكتابة مثل هذه الكلمات فرأيت الرد يجب أن يكون بين بابين :
1- باب ظلم التاريخ للمسلمين العلويين .
2- باب ظلمهم لأنفسهم .

أولا : ظلم التاريخ :

المسلمون العلويون و قبل كل شيء هم عرب أقحاح ينتمون نسبا و حسب شجرات الأنساب الموجودة لدى أسرهم إلى قبيلة بني عدنان قبيلة رسول الله "ص" ، و ليسوا أبدا كما سوق التاريخ أنهم قرامطة و فرس و فرنجيون و غير ذلك .
و هم شيعة إثنا عشريون موالون لأئمة أهل بيت رسول الله "ص" و شيخ هذه الطائفة هو الإمام المحدث الشيخ الحسين بن حمدان الخصيبي قدس سره الشريف .

أخي المُرسل من أرض الحجاز:
بالنسبة لي فأنا أعلم أن أولياء العلم و أئمته في بلدك قد علموكم بأن هؤلاء (أي العلويين) قوم كفرة و ليسوا على دين الإسلام و يحللون كل ما حرم الله من شرب للخمر و غير ذلك من الإتهامات الباطلة التي وصلت إلى حد القول بأنهم لا يؤمنون برسول الله و لا بنبي من الأنبياء و يشركون أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في مقام الألوهية و غير ذلك مما كتبه التاريخ بحقنا ، و لكن إعلم أن التاريخ يا حضرة المرسل يكتبه رجلان : رجل سلط السيف عليه و رجل مدت يد الرشوة إليه ، نعم لقد مدت يد الرشوة إلى بعض الكتاب فسلطوا سيوف الحكام على رقاب العلويين و بدأ التزوير و بدأت معه المجازر .

حضرة مرسل هذه الرسالة :
1- قبل كل شيء هل سألت نفسك لماذا يسموننا بالروافض ؟ ، هم يقولون لأننا رفضنا دين الإسلام و شريعة سيد المرسلين ، و أنا أقول لك : إن تاريخكم أطلق علينا لقب الروافض لأننا صراحة رفضنا بيعة الشيخان أبي بكر و عمر رضي الله عنهما ، فتمت تسميتنا روافض و بعبارة مجملة من قبل بعض الكتاب شيعة أمير المؤمنين و هذا لقب نفتخر به جدا ، و الرفض جاء منطلقا من رفض هؤلاء القوم الدخول في الشأن السياسي و على عكس البعض القليل من المتشددين من الشيعة الإمامية يا سيدي ، العلويون لا ينظرون بالحقد على أحد تبعا لموضوع الخلافة بعد رسول الله فهذا منصب سياسي و هم أكثر الناس حبا لصحابة رسول الله رضي الله عنهم و إن كان هناك خلاف فهو سياسي و ليس عقائدي فهم أي الصحابة خير الناس بعد آل البيت و يكفيهم شرف أنهم عاشوا مع النبي "ص" و لو لساعة واحدة ، و لقد ارتقى العلويون بأنفسهم على أن يدخلوا في نزاع سياسي إنما إختاروا أن يقولوا بأن بيعتهم لأمير المؤمنين إماما هي أكبر من أن تدنسها السياسة ، فعلي بن أبي طالب أمير المؤمنين و إمام فرض الله إمامته و طاعته على العالمين أحب من أحب و كره من كره و الإمام أكبر من الخليفة فهو منصب تشريعي شرفه به رب العزة عز و جل من عليائه ، و استمر ظلم التاريخ للعلويين حين إتهمهم أنهم يغالون في حب أمير المؤمنين و يسبون صحابة رسول الله رضي الله عنهم أجمعين ، فأما الغلو في حب أمير المؤمنين فهذا شرف لنا ندفع دماءنا فداء له و بكل حب و فخر ، فلا يحب عليا إلا المؤمن و لا يبغضه إلا المنافق كما قال سيدنا المصطفى "ص" ، و النظر إلى وجهه عبادة كما قال أبو بكر رضي الله عنه ، و إن كان رفضا حب آل محمد فليشهد الثقلان أني رافضي كما قال الإمام الشافعي رضي الله عنه ، و أما أن يقال بأننا نسب الصحابة فهذا والله كذب و إفتراء و لعل الباحث في التاريخ العلوي يعلم جيدا أن الأمير الشيخ الحسن بن المكزون السنجاري كان من كبار هذه الخِرقة الصوفية فاسمع إليه ما يقول و نحن على هذا النهج :
وَسائِلٍ عَن خِرقَتي فَإِنَّها بِكرِيَّةٌ راجِعَةٌ إِلى عُمَر
فيها بِعُثمانَ غَدَت وِلايَتي لِحَيدَر بَريئَة مِنَ الهَذَر

2- إن علماءكم يعلمونكم أن العلويين لا يصلون و لا يدخلون مساجد المسلمين و هذه تهمة قديمة حديثة فبركها إسلام آل أبي سفيان ظلما و تزويرا بحق أمير المؤمنين الإمام علي "ع" نفسه ، كذلك الرجل الذي أتى العراق قادما من الشام يسأل عن الإمام علي ، فقالوا له : إنه في المسجد ، فقال : و هل علي يصلي ؟! ، و هذا كسؤالك ، إنهم يا مرسل هذه الرسالة يزورون و يعلمونكم ما يريدون فقط ليبثوا في نفوسكم الحقد و الكراهية و يعمون عيونكم عن كثير من الحقائق التي لو تعرفونها لثرتم عليهم و هددتم عروشهم الزائفة .

3- عان العلويون بوصفهم شيعة أهل البيت عبر العصور ماعانوه من الألم و القهر و العذاب ، حتى تنفسوا الصعداء في ظل الدولة الحمدانية و هي الدولة التي أمنت لهم الرخاء و القوة و صرفتهم إلى طلب العلم و الجهاد لكن ليس ضد من اختلف معهم بالمذهب من أبناء الأمة و ركز على هذه النقطة ، بل إن جهاد الحمدانيين كان ضد الروم فقط و لكن إذا ما كنت تسألني لم العلوي لا يصلي فأنا سأقول لك فقط ماحدث معنا بعد الدولة الحمدانية فقط لأن الشرح يطول جدا إذا ما بدأت معك منذ ما بعد إستشهاد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه .

4- إبان سقوط الدولة الحمدانية عان العلويون من ظلم الفاطميين و تنكرهم لإخوانهم العلويين في مساعدتهم لهم على إقامة الدولة الفاطمية ، و عانوا بعدها من ظلم الحكم الأيوبي ، نعم لقد ظلمنا صلاح الدين الأيوبي و منعنا من إعلان حرية الإعتقاد و حبس كثيرا من العلويين و مع ذلك حتى اليوم نحن لا نربي الأبناء على الحقد فترى أن العلويين اليوم يكنون كل المحبة لصلاح الدين الأيوبي فمن يحرر القدس نحبه و لو أنه ظلمنا ، و إبان كثرة الحملات الصليبية و مابعد هذه الفترة أشعلت حروب داخلية ضد العلويين قادتها جماعات من داخل الأمة حتى كادت هذه الحروب أن تفني العلويين عن بكرة أبيهم إلا أن مسارعة الأمير المكزون لنجدة العلويين الذين هربوا من بطش الدولة الأيوبية إلى جبال لبنان حالت بين إبادتهم عن آخرهم ، فأنقذهم المكزون و انتصر على من قتلهم ظلما و حقدا ليس لشيء إنما فقط لرفض الإنصياع لظلم الحاكم و مطاوعته على ظلمه ، و المجاهرة علنا بعشق أمير المؤمنين فصار هذا الفعل بنظر الحاكم خطرا و صار هؤلاء العلويين بنظره معارضة خطرة يجب التخلص منها ، و استمر حال التهميش و لكن مع تنفس الصعداء برفع القتل أيام دولة المماليك ، إلى أن جاء العام 705 للهجرة .
ففي هذا العام يا حضرة المرسل وقعت الجريمة الكبرى التي ما زلنا حتى اليوم ندفع ثمنها ، في هذا العام أصدر من تسموه بــ "شيخ الإسلام"!! لديكم والمعروف بابن تيمية الفتوى الشهيرة التي قال فيها (بأن العلويين النصيريين هم أكفر من اليهود و النصارى و بأن قتلهم واجب و أولى من قتل الكفار و المشركين من أهل الكتاب و بأنهم لا يؤمنون بالأنبياء و لا بالله و ... و ...) و نص الفتوى يطول يا سيد و بالفعل سار على أثر هذه الفتوى سلطان مصر ابن قلاوون على رأس جيش كبير فتك فيه بالعلويين قتلا و إبادة و نهبا و تشريدا حتى أفناهم بأعداد كبيرة جدا و كانت حجة فتواه بأن العلويين حسب فتوى شيخ الإسلام إضافة إلى كفرهم فهم قوم يعينون أعداء الأمة على إحتلالها و سرقة مقدراتها ، متناسيا شيخ إسلامكم هذا النظر بعين الحق إلى جهادهم من خلال تاريخ دولة العلويين الحمدانية الحافل بمجابهة الروم دفاعا عن الأمة التي تكفرهم لكنها تبقى أمتهم ، و على نفس تناسي شيخ الإسلام تناسى شيوخكم اليوم تعليمكم أن الجينات الوراثية تنتقل جيلا بعد جيل فكيف بالله عليك تناسوا أن يعلموكم أن هؤلاء "الخونة" (كما يسمونهم) هم من هبوا للدفاع عن العرب جميعا ضد أول جندي فرنسي وطأ أرض المشرق بقيادة شيخنا المجاهد الشيخ صالح العلي ، الذي لو صحت إتهامات "شيخ إسلامكم" لنا بالتعاون مع الأعداء لكان قبل الشيخ صالح عرض الفرنسيين بإقامة الدولة العلوية و لكنه أبى و قال سندافع عن كرامة الأمة قاطبة و هبت لمساعدته كل الأطياف السورية إيمانا بصدقه و إيمانه و إيثاره كرامة الأمة العربية على مكاسب الدنيا التي وضعها الفرنسيون بين يديه.
إبان حملة ابن قلاوون هاجر من نجي من بطش جيشه من جبال لبنان التي ألجأهم إليها البطش الأيوبي ، هاجروا إلى جبال اللاذقية و تحصنوا في جبال لم يتوقع أحد أنهم سيستطيعون العيش فيها آنذاك .
و بعد ذلك و إبان الحكم العثماني أصدر نوح الحامد الحنفي عدة فتاوى بوجوب قطع دابر العلويين و إستئصال شأفتهم ، فتحرك على أثر هذه الفتاوى السلطان العثماني سليم الأول بحربه على العلويين .
و عام 1517م شهد مجزرة مروعة ضد العلويين الذين كانوا ما يزالون في حلب على يد السلطان سليم و جيشه الذي قتل منهم الآلاف و قطع رؤوسهم و طرد من بقي منهم و شردهم إلى عند أخوتهم الموجودين في جبال اللاذقية و بقي الاضطهاد و الملاحقة هما سمة تعامل الحكم العثماني مع هؤلاء القوم ، و هنا أقول لك أنا كشخص و فرد من آل ميهوب أقول لك : إن في عائلتي التي تمتد لمئات السنين شيوخا قتلهم المحتل العثماني و قطع رؤوسهم بتهمة الكفر تبعا لفتوى نوح الحامد و غيره .

فأسألك بحق الله كيف تسأل من عاش مشردا و ملاحقا في الجبال و مهددا في فقدان رأسه في كل لحظة ممنوعاً حتى من حيازة القرآن، مُنزعاً عنه الاعتراف بأبسط حقوقه وهو أنه مسلم ولو خالف الحاكم، كيف تسأل من عاش طيلة قرون هكذا حياة أنه لماذا لم تبن مسجدا و لماذا لم تصلِّ ، بالتأكيد سيقول لك :
و هل تركتني أمة ابن تيمية يوما أمارس شعائر الدين الإسلامي ، ألست في نظركم كافرا لا يحق لي إقامة هذه الشعائر ، ألست في نظركم أكفر من اليهودي و النصراني و قتلي واجب و مقدم على قتل أعداء الأمة ، هل رفعت سيوفكم يوما عن رقابنا و هل أَمِنَا الحياة معكم عبر مئات السنين حتى نقيم هذه الشعائر؟!!، هل تركتم لنا منذ عهد ابن تيمية نافذة لحرية الاعتقاد حتى نقيم شرعنا الحنيف، ثم يا هذا تقول لي : علوي و يصلي !!!!! .

ثانيا : ظلمهم لأنفسهم .
حقيقة لقد تنفسنا الصعداء و بدأنا نشعر بالأمان قليلا بعد مئات سنين العذاب و القهر إبان استقلال سورية ، انتبه إبان الإستقلال و ليس إبان العام 1970 و أنا أعني جيدا ما أقول ، لكن أقول لك نحن نعاني اليوم من مرضين :

الأول : وجود فئة ضالة دسها الأعداء منذ زمن أئمة أهل البيت بين صفوف الناس للإساءة إلى أئمة أهل البيت "ع" و لتأويل كلام الله و حمله على غير وجه الحق و لتزوير كلامهم و التقول ظلما عليهم كالقول بأن أهل الولاية هم أهل فرقة باطنية تسقط التكليف الشرعي و لا تقيم شرع الله بحجة المعرفة ، و مثل هؤلاء الضالين كانوا العون الأكبر لابن تيمية لإصدار فتواه بحقنا ، و أعرف أنك ستقول لي أنك تعرف الكثير منهم و أنا أقول لك و أنا أعرف الكثير منهم أيضا و هؤلاء تنبه لهم و لخطرهم الإمام الصادق "ع" و حذرنا منهم منذ زمانه فقال : (إن في هذه الجماعة من يدخل فيها ليسقط عنه الفرائض و يستخف بحمل العزائم أولئك ليسوا مني و لا أنا منهم و أولئك هم وقود النار) ، و حقيقة من الظلم الكبير أن نمثل طائفة بصبيانها و بعض المتسكعين و الجهلة و الحمقى ممن لا يقيمون وزنا و لا فكرا لما يقولونه و ما يفعلونه اليوم على صفحات التواصل الإجتماعي هذه ، يا من أرسلت هذه الرسالة : إن مثل هؤلاء الحمقى موجودين من جميع الطوائف و إذا ما أردت معرفة شأن قوم فانظر في علمائهم لا في صبيانهم ، و خير ما تبحث عنه هو بيان عقيدة المسلمين العلويين الصادر عن علماء العلويين عام منتصف القرن الماضي وقرار مفتي سوريا في خمسينيات القرن الماضي بناء على مرسوم الزعيم فوزي سلو بالاعتراف بالعلويين ومذهبهم الجعفري الشريف وقرار والي العثمانيين ضياء باشا بالاعتراف بالعلويين بعد قصة نضال وجهاد طويلة قام بها الأمير الشيخ علي سلمان المريقب وهو من كبار علماء العلويين في القرن التاسع عشر..
و أنا أخبرك بأن هناك من دس أفكارا خبيثة مستغلا عامل الجهل الذي خلفته مئات سنون الضعف و التشرد و العذاب في جسد هذه الجماعة من المسلمين ، و هؤلاء الذين عملوا على دس الكلام الخبيث هم ممن يقولون بألسنتهم و يقيمون بأفعالهم و تهتكهم بشرعنا الحنيف كل ما يجعلهم في مقام الإساءة الأولى لأهل البيت "ع" تحت مسمى الإنتماء لهم و في مثلهم قد قال جدي الإمام العلامة الشيخ عبد اللطيف ابراهيم "قده: :
أسفي على عميان هذا الدهر
تركوا الصلاة و الزكاة و الحج طول الدهر
لا بد أن يحضروا قدام ربي جهر
حفايا عرايا يذوقوا البلا و القهر

فهؤلاء لا يمثلون إلا أنفسهم و لا يجوز الحكم على جماعة بأكملها من تصرفاتهم الحمقى كعقولهم تماما ، فهل يصح بالله عليك أن أقول أن عموم أهل السنة يمثلهم العرعور أو القرضاوي أو تمثلهم فتاوى جهاد النكاح وإرضاع الكبير وغير ذلك؟؟!!!! هل هذا منطق العقلاء؟!!!!
و على العكس تماما أنظر إلى شهادة العلماء كالشيخ البوطي رحمه الله بأهل هذه الجبال و طيبتهم و أخلاقهم و أنهم لا يحملون حقدا و لا كرها و لا بغضا تجاه أي أحد .

الثاني : إننا و بكل صدق لم نستطع حتى الآن إزالة آثار 1079 عام من التزوير و الملاحقة و القتل و التشريد و ما شاب هذه السنين الطويلة من الأفكار المنحرفة التي دخلت في جسد هذا الطيف دخول العسل المملوء بالسم الزعاف .

على أمل أن يجد هذا الكلام سبيلا إلى عقلك، والله من وراء القصد، والله الموفق للخير، و الحمد لله رب العالمين.