الكلام عام و لكن ذُكر أنّ مناسبة هذه الحكمة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه و آله في شأن الخلافة. و الإبل أو الجمل و الجمال يمكن تقسيم مناطق ظهرها إلى ثلاثة أقسام و هي: السنام في وسط الظهر وهو المكان الأعلى، و بعض الجمال ذات سنامين، و المنطقة الواقعة بين نهاية الرقبة و السنام و سنطلق عليها الصدر بمعنى المنطقة الأمامية، و المنطقة الواقعة بين السنام والذيل و هي العجز و هي المنطقة الخلفية.
قال الإمام زين العابدين(ع) في عمته زينب (ع) أنت بحمد الله عالمة غير معلمة وفاهمة غير مفهمة. هذه الكلمة من الإمام زين العابدين(ع) رسم بها عظمة السيدة زينب(ع).
بعد نجاه النبى من موامره قتله التى خططت لها زعامه بطون قريش، وافلاته من مطارده خيل البطون ورجلها له، تابع رحلته المباركه الى يثرب، ووصلها ووجد سكان يثرب ومن حولها من الاعراب قد خرجوا عن بكره ابيهم ليستقبلوه، وليظهروا او يتظاهروا باظهار فرحتهم بقدومه، بغض النظر عن حقيقه نواياهم، ودوافعهم لهذا الاستقبال والخروج.
من المعلوم أنّ أمير المؤمنين علياً بن أبي طالب (عليه السلام) قد بويع بالخلافة بعد مقتل عثمان بن عفان على أيدي الثائرين من سائر أقطار العالم الإسلامي آنذاك بسبب تسليط بني أمية على شؤون الخلافة الإسلامية، ومن الرسائل المهمّة التي تشير إلى أسباب الثورة رواية أوردها محمد بن إسحاق بن يسار المدني عن عمّه عبد الرحمن، أنّه قال:...
فلما اقتربت قافلة الإمام عليه السلام من الكوفة وجَّهه إليه ليقيِّده إليه أو إلى الموت. وأول سرية لقيت الحسين عليه السلام من الجيش، كانت مكونة من ألف مقاتل، وعلى رأسها الحر بن يزيد الرياحي. الذي طلب من الإمام عليه السلام إما البيعة وإما قدوم الكوفة أسيراً، فأبى الإمام عليه السلام وأخذ طريقاً وسطاً بين طريق الكوفة والمدينة.
هذه جملة مشهورة و ذكرها علماء الدين و مفكرين في خطبهم وكلماتهم، و اصبحت شعار و صرخة بوجه الظالمين، و هذا الشعار يشير إلى أنّ الصراع بين الحق و الباطل مستمر في كل الأزمنة و الأمكنة، و كربلاء وعاشوراء هي أبرز محطات سلسلة الصراع الدائم و المتواصل، و أنّ على أهل الحق مناصرة الحق و مجابهة الباطل في كل زمان و في كل مكان.
لم تكن الثورة التي قادها الإمام الحسين (عليه السلام) من أجل الوصول إلى الحكم العادل والمنضبط في مواجهة حاكمٍ ظالم منحرف لا يقيم وزناً للدين والأخلاق والمعاني الإنسانية، بل كانت معركة بين خطين ونهجين للحياة.
وبعد الرسول حيث ازدحمت الحوادث واختلفت النعرات نراه يقف جنباً إلى جنب مع والده العظيم في قضية الحق ويُعلنها في أوضح برهان. والمسلمون هناك، يهتدون على من يهتدون. ومرة أخرى نلتقي بالحسين عليه السلام وهو شاب يمثل شمائل أبيه المهيبة، ويقود الجيوش المزمجرة ضد طاغية الشام معاوية بن أبي سفيان.
إن بيانات النبي «صلى الله عليه وآله» لإمامة على «عليه السلام», قد كثرت وتنوعت, حيث إنه «صلى الله عليه وآله» قد نص عليه وأشار إليه: قولاً وفعلاً, وتصريحاً وتلويحاً, وترغيباً وترهيباً، وما إلى ذلك .
في السنة العاشرة بعد الهجرة- حين عزم النبي صلى الله عليه واله على المسير إلى مكة وأداء الحج الأخير الذي سمي (بحجة الوداع)- كان الإمام عليه السلام في اليمن أو نجران. فكتب إليه الرسول صلى الله عليه واله بأن يوافيه في مكة حاجًّا، وقد أُوحي إلى النبي صلى الله عليه واله أنه راحل عن أمته. فلما قفلوا عن مكة راجعين، أوقف الرسول الركب بمنطقة تسمى ب- (غدير خم).
لماذا اختيار غدير خم لتبليغ ولاية الأمير ؟ لماذا كان التبليغ بعد فريضة الحج؟ لماذا كان التبليغ بعد فريضة الحج ولم يكن في أثناء الفريضة؟ لماذا كان التبليغ بعد صلاة الظهر ولم يكن بعد صلاة الفجر ليبدأ الناس فجرا جديدا بولاية الأمير(ع)؟
رأيهم معروف، وهو أنّ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) توفّي ولم يُعين أحداً للخلافة، ولكن أهل الحلّ والعقد من الصحابة اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة، وولّوا أمرهم أبا بكر الصدّيق، لمكانته من رسول اللّه، ولأنّ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) استخلفه في الصلاة أيام مرضه، فقالوا: رضيهُ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) لأمر ديننا، فكيف لا نرضاه لأمر دنيانا؟
إنقسم المسلمون بعد رحيل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى ربّه راضياً مرضياً إلى فريقين بالنسبة إلى مسألة الولاية فبعضهم قال إنّ الولاية إنّما تكون بالنص والتبعية للولي من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو قول الشيعة أتباع مذهب أهل البيت (عليهم السلام) وبعضهم ذهب إلى أنّ ذلك إلى الأمة وهي بيدها أمر انتخاب وليها وأنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم ينص على أحدٍ من بعده.
بدأت المواجهه الفعليه مع النبى وآله الاكرمين فور اعلانه -صلى اللّه عليه وآله وسلم- لبشائر النبوه، والرساله، والكتاب، وولايه العهد، وبالتحديد بعد ان انفض الاجتماع الذى عقد فى بيت النبى بناء على دعوه منه.
مع اعلان النبى لبشائر النبوه والرساله والكتاب وولايه العهد او الاماره من بعد النبى، ومع اعلان البطنين الهاشمى وبطن بنى المطلب حمايتهما للنبى، وعدم تسليمه، وعدم السماح لاى كان بايذائه، واعلان الهاشميين بانهم سيقاتلون بطون قريش حتى آخر رجل اذا قامت تلك البطون بقتل محمد، ومع دخول عدد من الناس فى دين الاسلام، ومع اصرار بطون قريش ال23 على رفض النبوه والرساله والكتاب وولايه العهد، واعلانها بانها ستقاوم محمدا بكل وسائل المقاومه.. تكونت واقعيا جبهتان تتواجهان.
ما ان اعلن النبى انباء النبوه والرساله والكتاب، واحيطت بطون قريش ال23 بهذه الانباء علما، عندئذ وقفت وقفه رجل واحد بقياده البطن الاموى، واعلنت رفضها المطلق والتام للنبوه والرساله والكتاب ولولايه العهد، واعلنت انها ستجند كل امكانياتها الماديه والادبيه لصد سكان مكه خاصه والعرب عامه عن تصديق محمد وانبائه، وعن الدخول فى دينه.
ولو أردنا التحدث عن مناقب وفضائل أمير المؤمنين علي (ع) لاحتاج ذلك إلى مجلدات وما أوردناه فيه الكفاية لذي عينين ونختم هذا المطلب بمناظرة الخليفة العباسي المأمون واحتجاجه على الفقهاء في زمانه حول فضل علي (ع) بالرغم من أن المأمون وكل الخلفاء العباسيين كانوا ممن ينصبون العداء لأهل البيت (ع).