حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
نربح الآخرين... ونخسر المسلمين !
منذ عشر من السنين والعالم يضج بنقاش حوار الحضارات وصراع الحضارات فبعد نظرية "هنتغونغ" والتي كانت بمثابة الحصى في البركة والتي تـنبأ فيها بصراع الحضارات حصلت ردة فعل، خاصة في بلاد المسلمين وبين وشخصياتهم للحديث عن حوار الحضارات ونّظروا لذلك متفادين معركة يخشونها أو يستضعفون أنفسهم في ساحتها.
والملاحظ ان المسلمين الذين نّظروا وتحدثوا ودعوا الى حوار الحضارات برّزوا أن الأديان ومنها الإسلام يدعوا إلى المحبة والسلام والوئام بل أحياناً تمادوا في تعابيرهم تماماً كحالة المتهَم الذي ينشدُ لنفسه البراءة، وليس المهم أن نقنع أنفسنا أو أن نتحدث بصوت عال بل المهم والأهم أن يقتـنع الآخرون بما نقول فحالتنا في التبشير بحوار الحضارات كحالة الذي ذهب ليتزوج إمرأة مطمئناً إلى رضا أمه وأبيه وعائلته ولم يبق إلا رضى العروس وعائلتها!
فلا يكاد يمر يوم إلا ونسمع دعوة ً لحوار الحضارات بينما نرى في واقعنا ومن حولنا صراعاً مريراً متمادياً يأخذ أشكالا ً مختلفة لا يعلم خسائره ومنتهاه إلا الله تبارك وتعالى فكيف نتحدث عن حوار، والحملات العسكرية والفكرية والإعلامية والتبشيرية وغيرها في أقصى حدودها وعلى ثغور مختلفة.
ومن حقنا أن نتساءل بهدوء وروية ومسؤولية: ما هي النتائج وأعني الإيجابية منها، لأن السلبية أكثر من أن تحصى، التي ترتبت على هذا النقاش المتمادي وما هي الفوائد التي استفدناها خاصة ً أننا في كل هذه المدة كنا في موقع الدفاع دوماً وكان الآخرون في موقع الهجوم دوما،ً أي حوار هو، والهجمات تتكرر علينا لندفع ثمنها من دمائنا وأرواح أهلنا وأين الآخر الذي نحاوره وما هو دوره وما تأثيره؟!
إن ما يسمى بحوار الحضارات لا بد كحد أدنى للإنطلاق أن يكون له طرفان يقبلان بالجلوس تاركين أسلحتهم المختلفة في الخارج ومستحضرين كل ما يمكن أن يخدم هذا المبدأ.
وهنا نتساءل من جملة تساءلات كثيرة ماذا أعدّ المسلمون جواباً لكثير من الأسئلة حول آيات قرآنية وأحاديث شريفة وفتاوى فقهاء وثوابت شرعية لا يمكن التخلي عنها لأن بعضها هو تخلي عن ضروريات الإسلام.
هل إخفاء هذه الأمور أو التعامل معها "بدبلوماسية" يغير من الواقع أو من نتائج المعركة؟!
فكيف بنا إذا لم نربح "الآخر"... وخسرنا المسلمين.
أهو حوار أم سيرٌ نحوٍ إنهيار؟!1
- 1. الموقع الرسمي لسماحة السيد سامي خضرا(حفظه الله).