الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

لا تغفلوا عن أوّل ليلة جمعة من شهر رجب‌

اعلم انّ مقتضى الاحتياط للعبادة و طلب الظفر بالسّعادة، اقتضى ان نذكر عمل هذه اللّيلة الجمعة في أوّل ليلة من هذا الشهر الشريف، لجواز ان يكون أوّل ليلة منه الجمعة، فيكون قد احتطنا للتّكليف، و ان لم يكن أوّله الجمعة، فيكون قد اذكرناك في أوّل الشهر بها إلى حين حضور أوّل ليلة جمعة منه لتعمل بها.

وجدنا ذلك في كتب العبادات مرويّا عن النبي صلّى اللّه عليه و آله، و نقلته أنا من بعض كتب أصحابنا رحمهم اللّه، فقال في جملة الحديث عن النبي صلّى اللّه عليه و آله في ذكر فضل شهر رجب ما هذا لفظه: و لكن لا تغفلوا عن أوّل ليلة جمعة منه، فإنّها ليلة تسمّيها الملائكة ليلة الرغائب، و ذلك انّه إذا مضى ثلث الليل لم يبق ملك في السماوات و الأرض الّا يجتمعون في الكعبة و حواليها، و يطّلع اللّه عليهم اطلاعة فيقول لهم: يا ملائكتي سلوني ما شئتم، فيقولون: ربنا حاجتنا إليك ان تغفر لصوّام رجب، فيقول اللّه تبارك و تعالى: قد فعلت ذلك.

ثم قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: ما من أحد صام يوم الخميس أوّل خميس من رجب ثم يصلّى بين العشاء و العتمة اثنتي عشرة ركعة، يفصل بين كلّ ركعتين بتسليمة، يقرء في كلّ ركعة فاتحة الكتاب مرة و «إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ» ثلاث مرات، و «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» اثنتي عشرة مرة، فإذا فرغ من صلاته صلّى عليّ سبعين مرة، يقول: اللّهُمَّ صَلِ‌ عَلى‌ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَ عَلى‌ آلِهِ‌ 1.

ثم يسجد و يقول في سجوده سبعين مرة: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَ الرُّوحِ، ثم يرفع رأسه و يقول: رَبِّ اغْفِرْ وَ ارْحَمْ وَ تَجاوَزْ عَمَّا تَعْلَمُ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيُّ الاعْظَمُ.

ثمّ يسجد سجدة أخرى فيقول فيها مثل ما قال في السجدة الأولى، ثم يسأل اللّه حاجته في سجوده، فإنه تقضى ان شاء اللّه تعالى.

ثم قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: و الذي نفسي بيده لا يصلّي عبد أو أمة هذه الصلاة إلّا غفر اللّه له جميع ذنوبه، و لو كانت ذنوبه مثل زبد البحر و عدد الرّمل و وزن الجبال و عدد ورق‌ 2 الأشجار، و يشفع يوم القيامة في سبعمائة من أهل بيته ممّن قد استوجب النار، فإذا كان أول ليلة نزوله إلى قبره بعث اللّه إليه ثواب هذه الصلاة في أحسن صورة بوجه طلق و لسان ذلق، فيقول: يا حبيبي أبشر فقد نجوت من كل شدة، فيقول: من أنت فما رأيت أحسن وجهاً منك و لا شممت رائحة أطيب من رائحتك؟

فيقول: يا حبيبي أنا ثواب تلك الصلاة الّتي صلّيتها ليلة كذا في بلدة كذا في شهر كذا في سنة كذا، جئت الليلة لأقضي حقّك و آنس وحدتك و ارفع عنك وحشتك، فإذا نفخ في الصور ظللت في عرصة القيامة على رأسك و انّك لن تعدم الخير من مولاك ابداً 3 4.

 

  • 1. اللهم صلّ على محمد النبي (الهاشمي خ ل) و آله.
  • 2. أوراق (خ ل).
  • 3. عنه البحار 98: 397،الوسائل 8: 100، نقله العلامة في إجازته لبني زهرة مفصلًا راجع أجازته المطبوع فيالبحار 107: 125، عنه البحار 98: 395، الوسائل 8: 98. الإقبال بالأعمال الحسنة.
  • 4. المصدر: الإقبال بالأعمال الحسنة للسيد بن طاووس رحمه الله.