حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
ما هي حقيقة التقوى؟
التقوى من الوقاية، أي الحفظ و الصيانة 1، و هي بعبارة اخرى جهاز الكبح الداخلي الذي يصون الإنسان أمام طغيان الشهوات.
لهذا السبب وصف أمير المؤمنين علي عليه السّلام التقوى بأنها الحصن الذي يقي الإنسان أخطار الانزلاق إذ قال: «اعلموا عباد اللّه أنّ التّقوى دار حصن عزيز»2.
و في النصوص الدينية و الأدبية تشبيهات كثيرة تجسّم حالة التقوى، فعن الامام علي عليه السّلام قال: «ألا و إنّ التّقوى مطايا ذلل، حمل عليها أهلها، و أعطوا أزمّتها، فأوردتهم الجنّة» 3.
و عبد اللّه بن المعتز شبّه التقوى بحالة رجل يسير على طريق شائكة، و يسعى إلى أن يضع قدمه على الأرض بتأنّ و حذر، كي لا تخزه الأشواك، أو تتعلق بثيابه، يقول:
خــــل الذّنـوب صغيـرها و كبــيرها فهـــــو التّـــقى
و اصنع كـماش فوق أر ض الشّوك يحذر ما يرى
لا تحـــقـــــرنّ صــغيــــرة إنّ الجبــال من الحصــى!4
هذا التشبيه يفيد أيضا أن التقوى لا تعني العزلة و الانزواء عن المجتمع، بل تعني دخول المجتمع، و خوض غماره، مع الحذر من التلوّث بأدرانه إن كان المجتمع ملوثا.
بشكل عام، فانّ حالة التقوى و الضبط المعنوي من أوضح آثار الإيمان باللّه و اليوم الآخر. و معيار فضيلة الإنسان و افتخاره، و مقياس شخصيته في الإسلام، حتى أضحت الآية الكريمة: ﴿ ... إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ... ﴾ 5 شعارا إسلاميا خالدا.
يقول الامام عليّ عليه السّلام «انّ تقوى اللّه مفتاح سداد، و ذخيرة معاد، و عتق من كلّ ملكة، و نجاة من كلّ هلكة»6.
جدير بالذكر أن التقوى ذات شعب و فروع، منها التقوى المالية و الاقتصادية، و التقوى الجنسية و الاجتماعية و التقوى السياسية7.
- 1. يقول الراغب في مفرداته: الوقاية حفظ الشيء ممّا يؤذيه و يضرّه، و التقوى جعل النفس في وقاية ممّا يخاف، لذلك يسمى الخوف تارة تقوى بينما الخوف سبب للتقوى. و في عرف الشرع، التقوى حفظ النفس عمّا يؤثم. و «كمال التقوى» اجتناب المشتبهات.
- 2. نهج البلاغة، الخطبة 157.
- 3. نهج البلاغة، الخطبة 16.
- 4. تفسير أبو الفتوح الرازي، ج 1، ص 62.
- 5. القران الكريم: سورة الحجرات (49)، الآية: 13، الصفحة: 517.
- 6. نهج البلاغة، الخطبة 230.
- 7. المصدر: كتاب الامثل في تفسير كتاب الله المنزل، لسماحة آية الله الشيخ مكارم الشيرازي دامت بركاته.