حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
هل ان نهج البلاغة للشريف الرضي ؟ أم للإمام أمير المؤمنين علي ؟
إن كتاب نهج البلاغة هو مجموع ما اختاره السيد الشريف الرضي 1 ( قدَّس الله نفسه الزَّكية ) و انتخبه من كلام الإمام أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) في الخطب و المواعظ و الحِكَم و غيرها .
من هو أول من جَمع خُطب الإمام ؟
لم يكن السيد الشريف الرضي هو أول من جمع بعض خطب الإمام أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) بل ان هناك آخرين ممن تقدموا عليه بعشرات السنين سبقوه إلى ذلك و بادروا إلى جمع كلامه ( عليه السَّلام ) ، ثم توالى تدوين كلام الإمام ( عليه السَّلام ) و خطبه حتى جاء دور الشريف الرضي ( رحمه الله ) في النصف الأخير من القرن الرابع الهجري ، فجمع ( رحمه الله ) ما اختاره من كلام الإمام ( عليه السَّلام ) و لم يجمع جميع كلامه ( عليه السَّلام ) .
ثم إن السيد الرضي لم يذكر من كل خطبة إلا القليل المختار منها و لم يذكرها بالكامل .
كيف تسنى للرضي جمع خطب الإمام ؟
استعان الشريف الرضي في جمع كلام الإمام أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) بالكتب الكثيرة التي كانت في متناول يده آنذاك ، فقد كانت بغداد في ذلك اليوم تزخر بالمكتبات العامة و الخاصة الفريدة التي تضُمُّ كتباً كثيرة ، و من جملة تلك المكتبات مكتبة أخيه السيد المرتضى علم الهدى ( رحمه الله ) التي كانت تشتمل على ثمانين ألف مجلد .
و بالنسبة إلى وفرة الكتب في ذلك الزمان ببغداد يقول ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان : " لم يكن في الدنيا أحسن مكتبة منها ، كانت كلها بخطوط الأئمة المعتبرة ، و أصولهم المحررة ، فيا للأسف و الأسى على إعدام أيادي الجناة تلك الجواهر الفريدات في ـ سنة ـ 447 " 2 .
و بالطبع فلو لم يجمع الشريف الرضي ما اختاره من كلام أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) في نهج البلاغة من تلك المصادر لكنا محرومين منه أيضا اليوم بكل تأكيد .
ذلك لأن ما وصل من خطب الإمام ( عليه السَّلام ) إلى المؤرخ الشهير المسعودي المتوفى سنة : 346 هجرية 3 كانت أربعمائة و نيف و ثمانون خطبة ، و لا شك أن خطب الإمام ( عليه السَّلام ) تتجاوز في الأصل هذه الكمية ، و الحال أن الموجود منها في نهج البلاغة و غيره من الكتب لا يبلغ بمجموعه نصف هذا العدد 4 .
هذا و من اللازم أن لا ننسى دور أعداء علي ( عليه السَّلام ) في القضاء على الكثير من الكتب و المصادر التي كانت تزخر بفضائل علي ( عليه السَّلام ) و كلامه في شتى المواقف ، يقول العلامة ابن أبي الحديد المعتزلي : " ... فقد علمت أنه استولى بنو أمية على سلطان الإسلام في شرق الأرض و غربها ، و اجتهدوا بكل حيلة في إطفاء نوره و التحريف عليه و وضع المعايب و المثالب له ، و لعنوه على جميع المنابر ، و توعّدوا مادحيه بل حبسوهم و قتلوهم ، و منعوا من رواية حديثٍ يتضمّن له فضيلة أو يرفع له ذكراً ، حتى حَظَّروا أن يُسمى أحد باسمه ... " 5 .
الذين سبقوا الرضي في جمع كلام الإمام :
أما الذين سبقوا الشريف الرضي في جمع خطب الإمام و كلماته فقد ذكر العلامة المحقق الشيخ آغا بزرك الطهراني بعضهم ، و اليك أسماءهم :
1. زيد بن وهب الجهني الذي شهد صفين ، و قال عنه أنه أول من جمع خطب الإمام 6 ( عليه السَّلام ) إذ بادر إلى جمع خطب الإمام ( عليه السَّلام ) في زمن الإمام و حياته ، و هذا الكتاب يعرف بكتاب الخُطب .
2. إسماعيل بن مهران ، فقد جمع جملة من خطب أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) يعرف أيضا بكتاب الخُطب 7 .
هذا و يظهر من كلام ابن شهر أشوب المتوفى سنة 588 هجرية وجود جملة من مشهورات خطب الإمام أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) المذكورة في نهج البلاغة في عصره 7 .
قال في المناقب : ألا ترى إلى خُطَبه ... و ذكر أسماء جملة منها ، و عَدَّ منها : اللؤلؤة ، الافتخار ، الدرة اليتيمة ، الأقاليم ، الوسيلة ، الطالوتية ، القصبية ، السلمانية ، الناطقة ، الدامغة ، الفاضحة ، و غيرها مما لا يوجد في نهج البلاغة ، كما ذكر في الأثناء بعض ما يوجد في نهج البلاغة مثل : الشقشقية ، التوحيد ، القاصعة ، الأشباح ، الاستسقاء ، الغراء ، النخيلة ، و غيرها ، ثم أحال إلى بعض ما ألف في خطبه ( عليه السَّلام ) مثل نهج البلاغة ، و كتاب الخُطب لإسماعيل بن مهران ، و الخُطب لزيد بن وهب ، و هذا يدلّ على وجود الكتب المذكورة في عصره .
الإمام علي ( عليه السَّلام ) مَشْرَع الفصاحة و البلاغة :
قد يقال أن ما في نهج البلاغة من خطب و كلمات و كتب هي من انشاءات الرضي الأدبية ، لكن هذا الكلام مردود و لا أساس له من الصحة ، إذ أن مستوى كلام الإمام علي ( عليه السَّلام ) شكلاً و مضموناً يختلف بشدة عن مستوى كلام السيد الرضي الذي قدَّم نهج البلاغة بمقدمة بيَّن فيها عظمة كلام الإمام أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) ، و بيَّن هدفه من جمع كلامه في كتاب نهج البلاغة .
فكلام علي ( عليه السَّلام ) من حيث البلاغة و الفصاحة في أعلى مستوى من الروعة ، بحيث لا يضاهيه كلام غيره قط ، كيف لا و علي ( عليه السَّلام ) أمير البيان و مَشرَع الفصاحة و البلاغة .
أقوال العلماء في بلاغة الإمام علي ( عليه السَّلام ) :
أقوال العلماء و كلماتهم في بلاغة الإمام أمير المؤمنين علي ( عليه السَّلام ) كثيرة جداً لا مجال لذكرها ، و لكي يقف القاريء على وجهة نظرهم بالنسبة إليه و إلى كلامه ( عليه السَّلام ) فنحن نقتطف منها بعض العيِّنات من كلمات أقطاب الأدب في هذا المجال :
1. قال السيد الشريف الرضي : " كان أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) مَشرَع الفصاحة و موردها ، و منشأ البلاغة و مولدها ، و منه ظهر مكنونها ، و عنه اُخذت قوانينها ، و على أمثلته حذا كل قائل خطيب ، و بكلامه استعان كل واعظ بليغ ، و مع ذلك فقد سبق فقصّروا ، و تقدّم و تأخّروا ، لأن كلامه ( عليه السَّلام ) الكلام الذي عليه مسحة من العلم الإلهي ، و فيه عبقة من الكلام النبوي ... " 8 .
2. قال العلامة ابن أبي الحديد المعتزلي : " و إني لأطيل التعجب من رجل يخطب في الحرب بكلام يدّل على أن طبعه مناسب لطباع الأسود ، ثم يخطب في ذلك الموقف بعينه إذا أراد الموعظة بكلام يدّل على أن طبعه مشاكل لطباع الرهبان الذين لم يأكلوا لحماً و لم يريقوا دماً ، فتارة يكون في صورة بسطام بن قيس ، و تارة يكون في صورة سقراط و المسيح بن مريم الإلهي ، و اُقسم بمن تقسم الأمم كلها به لقد قرأت هذه الخطبة 9 منذ خمسين سنة و إلى الآن أكثر من ألف مرة ، ما قرأتها قط إلا و أحدثت عندي روعة و خوفاً و عظة ، أثّرت في قلبي وجيباً ، و لا تأملتها إلا تذكرت الموتى من أهلي و أقاربي و أرباب ودّي ، و خيّلت في نفسي أني أنا ذلك الشخص الذي وصف الإمام ( عليه السَّلام ) حاله " 10 .
3. قال الجاحظ : قال سمعت النظَّام يقول : " علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) محنة للمتكلّم ، إن وَفى حقّه غَلى ، و إن بخسه حقّه أساء ، و المنزلة الوسطى دقيقة الوزن ، حادّة اللسان ، صعبة التّرقّي إلا على الحاذق الزّكي " 11 .
4. قال جبران خليل جبران : " إن علياً لمَن عمالقة الفكر و الروح و البيان في كل زمان و مكان " 12 .
5. قال ميخائيل نعيمة : " بطولات الإمام ما اقتصرت على ميادين الحرب ، فقد كان بطلاً في صفاء بصيرته و طهارة وجدانه و سِحر بيانه ... " 13 .
6. قال عامر الشعبي : " تكلّم أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) بتسع كلمات ارتجلهن ارتجالاً فَقَأنَ عيون البلاغة ، و أيتمن جواهر الحكمة ، و قطعن جميع الأنام عن اللحاق بواحدة منهن ، ثلاث في المناجاة ، و ثلاث منها في الحكمة ، و ثلاث منها في الأدب .
فأما اللاتي في المناجاة ، فقال : إلهي كفى بي عزاً أن أكون لك عبداً ، و كفى بي فخراً أن تكون لي رباً ، أنت كما أحب فاجعلني كما تحب .
و أما اللاتي في الحكمة فقال : قيمة كل امرءٍ ما يحسنه ، و ما هلك امرء عرف قدره ، و المرء مخبوء تحت لسانه .
و اللاتي في الأدب فقال : أمنن على من شئت تكن أميره ، و استغن عمن شئت تكن نظيره ، و أحتج إلى من شئت تكن أسيره " 14 .
أقوال العلماء في نهج البلاغة :
و أقوال العلماء و الادباء في خصوص نهج البلاغة و صحة انتساب مافيه إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) فهي كثيرة أيضاً نُشير إلى بعضها .
1. قال العلامة السيد محسن الأمين : " إن نهج البلاغة مع صحة أسانيده في الكتب و جلالة قدر جامعه و عدالته و وثاقته ، لا يحتاج إلى شاهد على صحة نسبته إلى إمام الفصاحة و البلاغة ، بل له منهُ عليه شاهد " 15 .
2. قال الفاضل الآلوسي : " هذا كتاب نهج البلاغة قد استودع من خطب الإمام علي بن أبي طالب سلام الله عليه ما هو قبس من نور الكلام الإلهي و شمس تضيء بفصاحة المنطق النبوي " 16 .
3. قال الإمام محمد عبده : " جمع الكتاب ـ أي نهج البلاغة ـ ما يمكن أن يعرض الكاتب و الخاطب من أغراض الكلام ، فيه الترغيب ، و التنفير ، و السياسات ، و الجدليات ، و الحقوق و أصول المدنية و قواعد العدالة ، و النصائح و المواعظ ، فلا يطلب الطالب طلبه إلا و يرى فيه أفضلها ، و لا تختلج فكرة إلا وجد فيه أكملها " 17 .
4. قال الأديب أحمد حسن الزّيات المصري : " و لا نعلم بعد رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) فيمن سلف و خلف أفصح من علي في المنطق ، و لا أبلّ منه ريقاً في الخطابة ، كان حكيماً تتفجر الحكمة من بيانه ، و خطيباً تتدفّق البلاغة على لسانه ، و واعظاً ملء السمع و القلب ، و مترسلاً بعيد غور الحجة ، و متكلماً يضع لسانه حيث يشاء ، و هو بالإجماع أخطب المسلمين و إمام المنشئين ، و خُطبه في الحثّ على الجهاد و رسائله إلى معاوية و وصف الطاووس و الخفاش و الدنيا ، و عهده للأشتر النخعي إن صحَّ 18 تعدّ من معجزات اللسان العربي و بدائع العقل البشري ، و ما نظن ذلك قد تهيأ له إلا لشدة خلاطه الرسول و مرانه منذ الحداثة على الكتابة له و الخطابة في سبيله " 19 .
5. قال العلامة الشيخ محمد جواد مغنية : " إن كل كلمة من كلمات نهج البلاغة تعكس في وضوح روح الإمام و علمه و عظمته في دينه و جميع صفات الجلال و الكمال ، و لو لم يحمل نهج البلاغة اسم الإمام ثم قرأه عارف بسيرته و شخصيته لا يتردد في القول بأنه كلام الإمام من ألفه إلى يائه " 20 .
6. قال الأستاذ الهنداوي : " لا تكاد نرى كتاباً انفرد بقطعات مختلفة يجمعها سلك واحد من الشخصية الواحدة و الأسلوب الواحد ، كما نراه في نهج البلاغة ، لذلك نقرر و نكرر أن النهج لا يمكن أن يكون إلا لشخص واحد نفخ فيه نفس واحد " 21 .
التشكيك في سند نهج البلاغة و في نسبته إلى علي ( عليه السَّلام ) :
أما التشكيك في صحة انتساب ما في نهج البلاغة إلى الامام علي ( عليه السَّلام ) ، فتلك شنشنة قد عرفت من أخزم .
و الأفضل أن نترك التقييم لهذا التشكيك إلى كبار العلماء .
1. قال العلامة الشيخ محمد جواد مغنية ( رحمه الله ) : " قال أعداء محمد ( صلَّى الله عليه و آله ) و جاحدوا رسالته و نبوته : إن القرآن من وضعه ، لا من وحي الخالق جل و علا ، و قال أعداء علي ( عليه السَّلام ) و جاحدوا إمامته و ولايته : إن نهج البلاغة ـ كله أو جله ـ من تأليف الشريف الرضي ، لا من أقوال الإمام ( عليه السَّلام ) " 22 .
و قال أيضا : " و لو نُسب نهج البلاغة لمعاوية بن أبي سفيان لكانت النسبة حقاً و صدقا ، و لكان أبا يزيد المصدر الأول للفلسفة و الحضارة الإسلامية ، و لكنه نسب إلى إمام المتقين و حبيب المؤمنين و عدو المنافقين فأصبح موضع الريب و التشكيك ! " 23 .
2. قال العلامة السيد محسن الأمين ( رحمه الله ) : " و من التحامل على أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) التماس الوجوه و الطرق و الوسائل لإنكار نسبة نهج البلاغة إليه ، و أنه من تأليف السيد الرضي " 24 .
3. قال العلامة الشيخ محمد جواد مغنية ( رحمه الله ): " بعد البحث لم أجد أي سبب للشك في نسبة نهج البلاغة إلى الإمام ( عليه السَّلام ) إلا أن جامعه الشريف الرضي الشيعي . .! 25 .
ردود العلماء على المشككين :
1. قال العلامة السيد محسن الأمين ( رحمه الله ) : " و لا يكاد ينقضي عجبي من هؤلاء الذين قادهم الوهم إلى أن الشريف الرضي أنشأ نهج البلاغة أو بعضه لا كثيراً منه أو أكثره و نسبه إلى أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) مع اعترافهم بأن علياً هو السابق في ميدان الفصاحة و البلاغة ... فعليٌ ليس بحاجة إلى أن ينسب إليه الشريف الرضي ما ليس من كلامه و له الحظ الوافر من أفصح الكلام " 15 .
2. قال العلامة السيد محسن الأمين ( رحمه الله ) : " إن نهج البلاغة قد شرح حتى اليوم بعشرات الشروح و طبع منها الألوف ، و طبع منه الملايين ، ليس في إمكان الشريف الرضي مع علو قدره و لا غيره أن يأتي بما يضارع نهج البلاغة ، و كلام الرضي كثير معروف مشهور لا يشبه شيء منه نهج البلاغة و لا يدانيه " 26 .
3. و قال السيد محسن الأمين ( رحمه الله ) أيضا : " ليس نهج البلاغة مرجعاً للأحكام الشرعية حتى نبحث عن أسانيده و نوصله إلى علي ( عليه السَّلام ) ، إنما هو منتخب من كلامه في المواعظ و النصائح و أنواع ما يعتمده الخطباء من مقاصدهم ، و لم يكن غرض جامعه إلا جمع قسم من الكلام السابق في ميدان الفصاحة و البلاغة على حدّ ما جمع غيره من كلام الفصحاء و البلغاء الجاهليين و الإسلاميين الصحابة و غيرهم بسند أو بغير سند ، و لم نَرَكُم تعترضون على أحد في نقله لخطبة أو كلام بدون سند و هو في الكتب يفوق الحد ، إلا على نهج البلاغة ، ليس هذا إلا لشيء في النفس مع أن جل ما فيه مروي بالأسانيد في الكتب المشهورة المتداولة " 15 .
4. و قال ( رحمه الله ) أيضا : " لو كان أكثر ما فيه منحول مدخول كما يقول الأديب الزيات في تاريخ الأدب العربي ، لردّه علماء ذلك العصر و ما قبلوه ، و بينوا وجه الانتحال فيه و أظهروه فشاع و ذاع ، لكنا لم نجدهم نسبوا ببنت شفة ، بل تلقّوه بالقبول و الإعظام ... " 26 .
ثم إن هناك كتباً ألفها علماء و ادباء تؤكد وجود الخطب و الكتب و الحِكم الواردة في نهج البلاغة قبل ولادة السيد الرضي ( رحمه الله ) و نذكر منها :
1. تكملة منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة : لآية الله لشيخ حسن حسن زاده الآملي ، في خمس مجلدات ، استخرج فيها الكثير مما هو موجود في نهج البلاغة من المصادر و الكتب التي الَّفها العلماء قبل ولادة السيد الرضي 27 .
2. مصادر نهج البلاغة : للعلامة الخطيب السيد عبدالزهراء الحسني .
3. أسناد نهج البلاغة ، للشيخ عبد الله نعمة .
مستدركات نهج البلاغة :
ثم إن كلام الإمام أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) أكثر بكثير مما جمعه الشريف الرضي كما أشرنا إلى ذلك ، و قد جمع بعض العلماء من كلام الإمام مجلدات عديدة ، فيها ما لم يرد في نهج البلاغة ، الذي يضم في الأساس مختارات من كلام الإمام ( عليه السَّلام ) ، و اليك أسماء بعضها :
1. المستدرك : للعلامة الشيخ هادي آل كاشف الغطاء ، المعاصر لصاحب الذريعة 6 .
2. نهج السعادة في مستدركات نهج البلاغة : للعلامة المحقق الشيخ باقر المحمودي ، و قد طبع منه حتى الآن عدة مجلدات .
- 1. هو أبو الحسن محمد بن الحسين الموسوي ، المعروف بالشريف الرضي ، المتوفى سنة : 406 هجرية .
- 2. الذريعة إلى تصانيف الشيعة : 7 / 192 ، للعلامة المُحقق الشيخ آغا بزرك الطهراني ( قدَّس الله نفسه الزَّكية ) .
- 3. أي قبل أن يولد الشريف الرضي بأكثر من عشر سنوات ، لأنه توفي سنة : 406 عن 47 سنة.
- 4. لمزيد من المعلومات يراجع : الذريعة إلى تصانيف الشيعة : 7 / 192 .
- 5. شرح نهج البلاغة : 1 / 29 و 17 .
- 6. a. b. الذريعة إلى تصانيف الشيعة : 7 / 192 .
- 7. a. b. الذريعة إلى تصانيف الشيعة : 7 / 193، نقلاً عن مناقب أبن شهر أشوب .
- 8. يراجع مقدمة نهج البلاغة .
- 9. يعني الخطبة رقم : 216 من نهج البلاغة ، والتي تبدأ بـ : " يا له مراماً ما أبعده " .
- 10. شرح نهج البلاغة : 11 / 150 ، للعلامة إبن أبي الحديد المعتزلي .
- 11. الإمام علي ( عليه السلام ) من حبه عنوان الصحيفة : 136 ، للشيخ أحمد الرحماني الهمداني ، الطبعة الأولى سنة : 1417 هجرية ، طهران / إيران .
- 12. الإمام علي صوت العدالة الإنسانية : 5 / 1213 ، نقلاً عن الإمام علي ( عليه السلام ) من حبه عنوان الصحيفة : 138 ، الطبعة الأولى سنة : 1417 هجرية ، طهران / إيران .
- 13. الإمام علي صوت العدالة الإنسانية : 1 / 22 .
- 14. سفينة البحار : 1 / 123 ، للمحدث الشيخ عباس القمِّي ( قدَّس الله نفسه الزَّكية ) ، نقلاً عن الإمام علي ( عليه السلام ) من حبه عنوان الصحيفة : 140 ، الطبعة الأولى سنة : 1417 هجرية ، طهران / إيران .
- 15. a. b. c. أعيان الشيعة : 1 / 79 .
- 16. بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب : 3 / 180 ، عنه أعيان الشيعة : 1 / 78 .
- 17. يراجع : مقدمة نهج البلاغة للإمام محمد عبده ، نقلاً عن : فضائل الإمام علي ، للعلامة الشيخ محمد جواد مغنية ( رحمه الله ) : 72 ، الطبعة الأولى سنة : 1397 هجرية / 1977 ميلادية ، دار التعارف بيروت / لبنان .
- 18. يعلّق العلامة السيد محسن الأمين ( رحمه الله ) على كلام الزيات قائلاً : " و جاء الفاضل الزيّات الذي يريد أن يحيي تاريخ الأدب العربي فحكم حكماً جازماً قاطعاً باتاً بأن أكثر ما فيه منحول مدخول ولم يأت على ذلك ببينة و لا برهان سوى اعترافه بأنه بحق يفتح للناظر فيه أبواب البلاغة و يقرب عليه طلابها ، و سوى نقله الإجماع على أنه أخطب المسلمين و إمام المنشئين ، و بأن خطبه و عهده للأشتر تعدّ من معجزات اللسان العربي و بدائع العقل البشري ، لكن قلمه لم يطاوعه على الجزم بنسبة عهد الأشتر إليه فأردفه بقوله " إن صح " و ليت شعري ما الذي رابه من صحته ، أكونه من معجزات اللسان العربي ؟ و من أحق بمعجزاته من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ؟ أم كون ناقله الشريف الرضي ، و من أثبت منه نقلاً و أصدق منه قيلاً و أثبت عدالة و تقوى " . أعيان الشيعة : 1 / 78 .
- 19. تاريخ الأدب العربي : 90 ، عنه أعيان الشيعة : 1 / 77 .
- 20. فضائل الإمام علي ، للعلامة الشيخ محمد جواد مغنية ( رحمه الله ) : 72 .
- 21. مع الإمام علي : 200 ، نقلاً عن : فضائل الإمام علي : 72 .
- 22. فضائل الإمام علي ( عليه السلام ) : 71 ، الطبعة الأولى سنة : 1397 هجرية / 1977 ميلادية ، دار التعارف بيروت / لبنان .
- 23. فضائل الإمام علي ( عليه السلام ) : 74 .
- 24. أعيان الشيعة : 1 / 77 .
- 25. فضائل الإمام علي : 73 .
- 26. a. b. أعيان الشيعة : 1 / 78 .
- 27. قال آية الله الشيخ حسن زاده الآملي في مقدمة كتابه المذكور : " و كان مما يهمنا في ذلك الشرح تحصيل اسناد ما في النهج و ذكر مصادره و ماخذه من الجوامع الروائية و المجاميع التي الفت و دونت قبل جامع النهج ، الشريف الرضي ـ رضوان الله تعالى عليه ـ مثل :
الجامع الكافي ، لثقة الاسلام الكليني ، المتوفى سنة 328 هجرية ، على أحد قولي شيخ الطائفة الطوسي ـ قدس سره ـ أو سنة 329 هجرية ، على ما قاله النجاشي ـ رحمة الله عليه ـ .
و البيان و التبيين ، لابي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ ، المتوفى سنة 255 هجرية .
و الكامل ، لابي العباس محمد بن يزيد ، المعروف بالمبرد ، المتوفى سنة 285 هجرية .
و الكتاب المعروف بتاريخ اليعقوبي ، لاحمد بن أبي يعقوب الكاتب ، المتوفى سنة246 هجرية كما في الكنى و الالقاب للمحدث القمي ، أو حدود سنة 292 هجرية على قول آخر .
و تاريخ الامم و الملوك ، المعروف بتاريخ الطبري ، لابي جعفر محمد بن جرير الطبري الاملي ، المتوفى سنة 310 هجرية .
و كتاب صفين ، للشيخ الاقدم أبي الفضل نصر بن مزاحم المنقري التميمي الكوفي ، من جملة الرواة المتقدمين ، بل هو في درجة التابعين ، كان من معاصري الامام محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام ، باقر العلوم ، وكأنه كان من رجاله عليه السلام ، و أدرك الامام علي بن موسى الرضا عليهما السلام كما في « الخرائج » للراوندي رحمه الله تعالى ، و كانت وفاة نصر سنة 212 هجرية .
و كتب الشيخ الاجل المفيد ـ رضوان الله عليه ـ المتوفى سنة 413 هجرية ، لا سيما ما نقل في كتبه باسناده عن المؤرخ المشهور محمد بن عمر بن واقد الواقدي المدني ، المتوفى سنة 207 هجرية .
و كتاب الامامة والسياسة ، المعروف بتاريخ الخلفاء ، من مؤلفات عبدالله بن مسلم ابن قتيبة الدينوري ، المتوفى سنة 276 هجرية .
و مروج الذهب ومعادن الجوهر في التاريخ ، لابي الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي ، المتوفى سنة 346 هجرية .
و كتب أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي ، المشتهر بالشيخ الصدوق ـ رضوان الله تعالى عليه ـ ، المتوفى سنة 381 هجرية .
و كتاب الغارات ، لابي اسحاق ابراهيم بن محمد بن سعيد الثقفي الكوفي الاصبهاني ، المتوفى سنة 283 هجرية .
و غيرها من الكتب الاصيلة المعتمد عليها للعلماء الاقدمين الذين كانوا قبل الرضي جامع النهج ببضع سنين الى فوق مائتين ، و هو رضوان الله عليه توفي سنة 406 هجرية من هجرة خاتم النبيين .
و ما هذه المصادر الا انموذج لكثير مما يمكن أن يندرج معها .
و انما حدانا على ذلك طعن بعض المعاندين من السابقين و اللاحقين بل المعاصرين على النهج بأنه ليس من كلام أمير المؤمنين عليه السلام بل هو مما وضعه الرضي أو أخوه المرتضى فنسبه اليه ! يراجع مجلة تراثنا : العدد : 5 ، السنة الأولى .
3 Comments
نهج الأمام علي عليه السلام
Submitted by عبدالاله كاظم م... on
جزاكم الله خير الجزاء اخوكم عبدالاله من الأحساء
رد
Submitted by مراد شاهين on
اذا كان هذا الكتاب كما ذكرتم بأن محتوياته منسوبة للإمام علي فلماذا لم يتم ذكر السند الذي ظهرت فيه هذه المرويات عنه عليه السلام ؟ فهل هذا تقصير من الشريف الرضي عن عمد منه ام انه جهل منه ؟ و لماذا لم يذكر اسماء رجال السند لكل هذه المرويات و هي ليست قليلة ؟
ان افضل تقييم لكتاب نهج البلاغة هو ما ذكره صبري ابراهيم السيد بأن 20% فقط من كتاب نهج البلاغة يمكن اثبات نسبته لسيدنا علي رضوان الله عليه اما الباقي فلا علاقة للامام بها .
كلمات في مصادر وأسانيد نهج البلاغة
Submitted by نعيم محمدي أمجد... on
سلام عليكم ورحمة الله
أ- لم يذكر الشريف الرضي أسانيد نهج البلاغة لأمور، منها:
1- لم يكن الشريف الرضي بصدد جمع الأحاديث التي تتعلق بالأحكام الشرعية أو تأليف صحيح روائي كي يحتم عليه الإتيان بالسند، بل كانت غايته انتقاء الفقرات التي رآها تعجز في فصاحتها وبلاغتها من كلام الإمام علي (عليه السلام)، ويتضح ذلك من الاسم الذي اختاره للكتاب وما كتبه في مقدمة نهج البلاغة. والفصاحة والبلاغة لا يثبتهما السند.
2- ألف بعض العلماء كتبا في الحديث وتركها مرسلة السند؛ لأنه كان يثق تمام الوثوق بصدور ما نقله في كتابه...
ب- إن كنت حقا تبحث عن أسانيد «نهج البلاغة» ومصادره، فقد ألفت فيها مجموعة من الكتب، ومنها «مصادر نهج البلاغة وأسانيده» وإليك رابط هذا السفر المبارك فيما يلي:
https://www.aljawadain.org/book-library-details.php?id=1048&cat=411
ج- أما عن النسبة الغريبة التي ذكرتها، نقول:
1- إذا كان صبري إبراهيم السيد توصل إلى ما توصل إليه بتحقيقه -مع ما في التحقيق والنتيجة من خطأ فادح-، فليت شعري بأي منطق علمي توصلت أنت إلى أفضلية هذا التقييم؟!
2- ما في «نهج البلاغة» من كلام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) قد كان قبل «النهج» في كتب شتى، ولكن يبدو أن مثل صبري إبراهيم لم يطلع عليها، يقول العلامة حسن زادة الآملي في المجال:
وكان مما يهمنا في ذلك الشرح تحصيل إسناد ما في «النهج» وذكر مصادره ومآخذه من الجوامع الروائية والمجاميع التي ألفت ودوّنت قبل جامع «النهج» الشريف الرضي (رضوان الله تعالى عليه) مثل:
الجامع «الكافي»، لثقة الإسلام الكُليني، المتوفّى سنة ٣٢٨ هـ، على أحد قولي شيخ الطائفة الطوسي (قدس سره القدوسي) أو سنة ٣٢٩ هـ، على ما قاله النجاشي رحمة الله عليه.
و«البيان والتبيين»، لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ، المتوفّى سنة ٢٥٥ هـ.
و«الكامل»، لأبي العبّاس محمد بن يزيد، المعروف بالمبرّد، المُتوفّى سنة ٢٨٥ هـ.
والكتاب المعروف «بتاريخ اليعقوبي»، لأحمد بن أبي يعقوب الكاتب، المُتوفّى سنة ٢٤٦ هـ كما في «الكنى والألقاب» للمحدث القمي، أو حدود سنة ٢٩٢ هـ على قول آخر.
و«تاريخ الأمم والملوك»، المعروف «بتاريخ الطبري»، لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري الآملي، المتوفّى سنة ٣١٠ هـ.
وكتاب «صِفّين»، للشيخ الأقدم أبي الفضل نصر بن مزاحم المنقري التميمي الكوفي، من جملة الرواة المتقدّمين، بل هو في درجة التابعين، كان من معاصري الإمام محمد بن علي بن الحسين (عليهم السّلام)، باقر العلوم، وكأنّه كان من رجاله (عليه السّلام)، وأدرك الإمام علي بن موسى الرضا (عليهما السّلام) كما في «الخرائج» للراوندي (رحمه الله تعالى)، وكانت وفاة نصر سنة ٢١٢ هـ.
وكُتب الشيخ الأجل المفيد (رضوان الله عليه) المتوفّى ٤١٣ هـ، لاسيما ما نقل في كتبه بإسناده عن المؤرّخ المشهور محمد بن عمر بن واقد الواقدي المدني، المتوفّى سنة ٢٠٧ هـ.
وكتاب «الإمامة والسياسة»، المعروف «بتاريخ الخلفاء»، من مؤلفات عبدالله بن مسلم ابن قتيبة الدينوري، المتوفّى سنة ٢٧٦ هـ.
و«مروج الذّهب ومعادن الجوهر في التاريخ»، لأبي الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي، المتوفّى سنة ٣٤٦ هـ.
وكُتب أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي، المشتهر بالشيخ الصدوق (رضوان الله تعالى عليه)، المُتوفّى سنة ٣٨١ هـ.
وكتاب «الغارات»، لأبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن سعيد الثقفي الكوفي الإصبهاني، المتوفّى سنة ٢٨٣ هـ.
وغيرها من الكتب الأصيلة المعتمد عليها للعلماء الأقدمين الذين كانوا قبل الرضي جامع «النهج» ببضع سنين إلى فوق مائتين، وهو (رضوان الله عليه) تُوفّي سنة ٤٠٦ هـ من هجرة خاتم النبيّين.
وما هذه المصادر إلّا أنموذج لكثير ممّا يمكن أن يندرج معها.
وإنما حدانا على ذلك طعن بعض المعاندين من السابقين واللاحقين بل المعاصرين على «النهج» بأنّه ليس من كلام أمير المؤمنين (عليه السّلام) بل هو ممّا وضعه الرضي أو أخوه المرتضى فنسبه إليه! (مقدمة في مصادر نهج البلاغة، العلامة حسن حسن زادة الآملي، مجلة تراثنا التابعة لمؤسسة آل البيت لإحياء التراث، العدد5)
وللمزيد المفيد يمكنك أن تقرأ بإمعان:
مقدمة في مصادر نهج البلاغة
نهج البلاغة . . فوق الشبهات
وسدد الله خطاك