حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
- العدالة - العدل - العدل الالهي - اصول الدين
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
لماذا اعتبر العلماء العظام صفة العدالة - التي هي واحدة من صفات اللَّه - أصلًا من «أصول الدين الخمسة»؟
الجواب الاجمالي
إنَّ للعدالة أهمية خاصة بحيث أنَّ كثيراً من الصفات الاخرى مترتبة عليها، لأنَّ «العدالة» بمعناها الواسع، هي وضع الأشياء في مواضعها. وعلى ذلك فان صفات اخرى مثل «الحكيم» و«الرّزاق» و«الرّحمن» وأمثالها تعتمد على العدالة في معانيها.
الجواب التفصيلي
للاجابة عن هذا السّؤال لابدّ من معرفة عدّة نقاط:
1- إنَّ للعدالة، من بين سائر صفات اللَّه، أهمية خاصة بحيث أنَّ كثيراً من الصفات الاخرى مترتبة عليها، لأنَّ «العدالة» بمعناها الواسع، هي وضع الأشياء في مواضعها. وعلى ذلك فان صفات اخرى مثل «الحكيم» و«الرّزاق» و«الرّحمن» و أمثالها تعتمد على العدالة في معانيها.
2- كما أنَّ «المعاد» يستند على «العدل الالهي»، وكذلك ترتبط رسالة الانبياء عليهم السلام و مسؤولية الأئمة عليهم السلام بعدالة اللَّه أيضاً.
3- ظهر في صدر الاسلام خلاف بشأن مسألة عدالة اللَّه. فقد أنكر بعض المسلمين (وهم الأشاعرة) عدالة اللَّه كلياً، وقالوا: إنَّ «العدالة» و«الظلم» لا معنى لهما بالنسبة للَّه، فجميع ما في عالم الوجود من ملكه، وكل ما يفعله فهو العدالة بعينها. لقد أنكر هؤلاء حتى «الحسن» و«القبح» العقليين، قائلين أن عقولنا لاتستطيع أنْ تدرك هاتين الصفتين مطلقتين، بل أنَّها لاتدرك حُسْنَ الحَسَن ولاقبح القبيح (وغير ذلك من الاخطاء).
وفريق آخر من أهل السنة (وهم المعتزلة) ومعهم الشيعة، قالوا بعدالة اللَّه وبأنَّه لايظلم أبداً.
وللتمييز بين هذين الفريقين، أطلقوا على الفريق الثّاني اسم «العدليين» أو «العدلية» لأنهم اعتبروا «العدل» عنوان مدرستهم و اصلًا من أصول الدين، ومنهم الشيعة، وأطلقوا على الفريق الآخر اسم «غير العدليين».
ولكي يميز الشيعة أنفسهم عن بقية «العدليين» اعتبروا الامامة أصلًا آخر من أصول الدين. وعليه، أصبح «العدل» و«الامامة» من مميزات مذهب الشيعة الامامية.
4- بما أن فروع الدين ليست سوى إشعاعات اصول الدين، وإنَّ أشعة عدالة اللَّه شديدة التأثير في المجتمع البشري، أصبحت العدالة الاجتماعية من أهم اسس المجتمع الانساني.
إنَّ اختيار العدالة كأصل من أصول الدين يمثل رمزاً لاحياء العدل في المجتمعات البشرية ومكافحة كل أنواع الظلم.
ومثلما كان توحيد ذات اللَّه وصفاته وعبادته نوراً دعا للوحدة والاتحاد في المجتمع الانساني لتمتين وحدة الصفوف، كانت قيادة الانبياء والائمّة عليهم السلام مثالًا «للقيادة الحقّة» في المجتمعات الانسانية.
وعليه، فإنَّ أصل عدالة اللَّه السائدة في كل عالم الوجود، إشارة الى ضرورة تطبيق العدالة في المجتمع البشري على جميع الأصعدة.
إنَّ عالم الخليقة العظيم قائم على العدالة، لذلك لايمكن أنَّ يقوم مجتمع انساني بغير العدالة 1
- 1. المصدر: كتاب دروس في العقائد الاسلامية، لسماحة آية الله الشيخ مكارم الشيرازي دامت بركاته.